كل ما يجري من حولك

«ميدل إيست آي»: السعوديون في المهرة.. «غزاة بإذن رئاسي»

374

متابعات:

«في الأسابيع الأخيرة، شهدت محافظة المهرة في اليمن احتجاجات ضد وجود عسكري سعودي يقول منتقدوه إنه يرقى إلى الابتزاز والاستعمار».. هكذا استهل موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريره حول الوضع الملتهب في المحافظة البعيدة عن الحرب الدائرة منذ مارس 2015. وأشار الموقع البريطاني إلى أن السعوديين الذين تدخّلوا في حرب اليمن، نيابة عن حكومة هادي المعترف بها دولياً، ضد الحوثيين، بدؤوا أولاً بوضع قواعد عسكرية في المحافظة في أواخر العام الماضي.

تابع أنه مع اللحظة التي أقام فيها السعوديون قاعدتهم الأولى في المحافظة، بدأ سكانها في تنظيم الاحتجاجات، متسائلين: لماذا يحتاج الجيش في الرياض إلى التواجد في منطقة سلمية إلى حد كبير، والتي كان معظمها بمنأى عن الصراع الذي دام 3 سنوات؟!

ومع تصعيد حركة الاحتجاج -يقول الموقع- فإن سكان المهرة يناشدون العالم الخارجي للتدخل، مؤكدين أن محافظتهم آمنة بالفعل ولا يحتاجون إلى جنود أجانب لحفظ أمنها.

ونقل «ميدل إيست آي» عن مواطن من المهرة يُدعى أسامة (بالغ من العمر 35 عاماً، وشارك في العديد من الاحتجاجات ضد الوجود السعودي)، قوله إنه «لن يتوقف عن الاحتجاج حتى يغادر السعوديون محافظته».

وأضاف أسامة: «منذ أن حصلوا على الضوء الأخضر من الرئيس هادي، أصبح السعوديون هم المتحكمين الرئيسيين في المحافظة».

وتابع: «وجودهم يهدد مستقبل المهرة؛ لأنهم غزاة، وقد قاموا بالفعل بإنشاء قواعدهم العسكرية في المحافظة».

مؤكداً أن السعوديين لديهم سيطرة تامة على المعابر الحدودية بين المهرة وسلطنة عمان المجاورة، وكذلك ميناء نيشتاوان (نشطون) ومطار غيدا، كما أقامت قواتهم نقاط تفتيش في جميع أنحاء المقاطعة، ووضعوا أعداداً كبيرة في مدينة سيهوت الساحلية.

وقال أسامة إن «السعوديين أقاموا قواعدهم العسكرية في عدة مناطق، لكن لا حاجة لها؛ لأن الحوثيين لم يأتوا إلى المهرة، ولم نطلب منهم المساعدة في الحفاظ على سلامتنا».

كانت رحلة هادي إلى المهرة في أغسطس هي الأولى له منذ عام 2012، في بداية رئاسته ظاهرياً، للترويج لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار بالشراكة مع السعوديين، بما في ذلك بناء محطة تنقية المياه، ومحطات الطاقة والمستشفيات.

ومع ذلك -والقول للموقع- فقد نجح مشهد هادي الذي التقى به السعوديون في المهرة ووضع أحجار الأساس بطريقة احتفالية فقط في إثارة غضب العديد من سكان المحافظة، وتشجيعهم على تصعيد حركتهم الاحتجاجية.

وقال أسامة: «رحّب هادي بتدخل السعوديين، وبعد زيارته إلى المهرة حاول السعوديون إقامة 4 قواعد عسكرية جديدة في سيحوت، لكن السكان منعوهم من القيام بذلك».

مؤكداً أن السكان سيستمرون في الاحتجاج حتى «يغادر آخر جندي سعودي محافظتنا».

وسبق وأن قالت الرياض، في عدة مناسبات، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تهريب أسلحة الحوثيين عبر عُمان.

لكن حميد بن علي الناشط السياسي في المهرة، قال إن التهريب ما هو إلا ذريعة للسعوديين للاستيلاء على الإقليم، وتكهّن بأن المصالح الاقتصادية قد تكمن وراء عملية الاستحواذ.

وأضاف بن علي لموقع «ميدل إيست آي»: «لقد أكد حاكم المحافظة أنه لا يوجد تهريب في المهرة؛ لذلك لا يوجد رسمياً حاجة إلى التواجد السعودي. علاوة على ذلك، أُنشئت قواعد عسكرية في مناطق سكنية وليس في مناطق قد يحدث فيها تهريب».

مواطن آخر يُدعى سرور من سكان المهرة، قال للموقع البريطاني إن «السعوديين جيراننا، وليس هناك أي مشكلة في مساعدتنا عن طريق حماية اليمن من التهريب، حيث يعملون جنباً إلى جنب مع السلطات اليمنية».

ويرى «ميدل إيست آي» أنه مع ذلك، يعتقد سكان مثل أسامة -الذين هم الأكثرية- أن السعوديين يخفون خططهم الحقيقية من وراء التواجد في المهرة.

وقال أسامة: «السعوديون ليسوا سعداء بحمايتنا من التهريب.. إنهم يفعلون هذه الخطوة لأغراض اقتصادية».

وأشار الموقع إلى أنه في أغسطس، حصل موقع «عربي 21» الإخباري على وثائق توضح بالتفصيل خطة سعودية لبناء ميناء لتصدير النفط في المحافظة، حيث يبلغ طول ساحل المهرة 560 كم، وهو الأطول في اليمن.

وذكر الموقع البريطاني أن السعوديين قاموا -بحجة مكافحة التهريب- بتقليص المناطق التي يُسمح للصيادين بالخروج منها في البحر وحظرهم من الصيد حول ميناء نشتاون الرئيسي.

وأوضح الموقع أن الغضب اليمني ليس فقط في الشوارع، إنما أيضاً لدى مسؤولين محليين بالمحافظة، حيث نقل «ميدل إيست آي» عن مسؤول بمبنى المحافظة قوله: «لا أحد سعيد بالوجود السعودي في المحافظة، حتى الرئيس نفسه، لكن لا أحد يستطيع أن يعارضها».

وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه؛ خوفاً على حياته: «التهريب ما هو إلا ذريعة، ونحن لا نعرف ما وراء المصلحة السعودية في المنطقة». واصفاً السعوديون بأنهم «غزاة بإذن رئاسي».

وذكر الموقع في ختام تقريره، أن هناك انشقاقاً بين الإمارات والسعودية، والسبب الرئيسي في ذلك هو تقسيم ثروة اليمن.

You might also like