كل ما يجري من حولك

هل أصبح اليمن فيتناماً سعودياً ؟

465

هل أصبح اليمن فيتناماً سعوديا ؟

التدخل العسكري في اليمن أو العمليات العسكرية ضد الشعب اليمني  هي عمليات عسكرية في اليمن من ائتلاف مكوّن من عدة دول عربية بقيادة السعودية، بدأ تنفيذ ضربات جوية على اليمن في25 مارس 2015، تحت مسمى (عاصفة الحزم).

 

 

وتشارك في العمليات طائرات مقاتلة من مصر  و السودان و الأردن  ، وفتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات وقدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي للعمليات وتسارعت أيضاً لبيع الأسلحة لدول التحالف ونشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أفرادا عسكريين في مركز القيادة والسيطرة المسؤول عن الضربات الجوية بقيادة السعودية في اليمن، ودعت السعودية  باكستان للانضمام إلى التحالف لكن البرلمان الباكستاني صوت للحفاظ على الحياد.

 

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية: إنه بالاعتماد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الابتزاز الضمني بشأن العقود التجارية، فإن الممكلة العربية السعودية، تضمن استمرار حلفائها الأوروبيين في تصدير الأسلحة إليها، رغم ضغوط منظمات حقوق الإنسان، المنددة بإستخدام هذه الاسلحة ضد المدنيين اليمنيين .

 

“لوموند” رأت، في تقرير الاثنين، أنه طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم السعودية، فإنه بامكان الرياض أن تسمح لنفسها بالقيام بكل شيء، خاصة في ظل التقاعس الأوروبي، معتبرةً أن التدخل العسكري السعودي- الإمارتي في اليمن شكّل ولادة دبلوماسية سعودية-إماراتية جديدة أكثر عدوانية.

 

ومضت الصحيفة الفرنسية إلى التّذكير  أن السعودية لم تتوقف خلال ثلاث سنوات ونصف عن ضرب الأهداف المدنية في اليمن، باستهدافها في مرحلة أولى للعديد من البنى التحتية الاقتصادية. ثم بعد ذلك، الأسواق والمباني السكنية وحفلات الزفاف والاحتفالات العامة …إلخ.

 

“لوموند” أكدت أن جزءاً من هذه الضربات الجوية السعودية ضد المدنيين ناتج عن أخطاء واضحة، سببها النقص الكبير في الاحتراف لدى الطيارين السعوديين، مشيرةً في نفس الوقت إلى أنها (الضربات) تساهم أيضاً في استراتيجية الاختناق واستنزاف الشعب اليمني شمال البلاد، الجزء الأكثر اكتظاظاً بالسكان.

 

ونتيجة لذلك، فإن غالبية المدنيين الذين استشهدوا في هذه المناطق منذ آذار / مارس 2015، هم ضحية لتفجيرات قوات التحالف السعودي الإماراتي.

 

ونقلت “لوموند”عن مسؤول أممي مطلع على الصراع، قوله إن : ” اليمن أصبح فيتناماً سعوديا “.

 

ربما لا يكون غريبا ان يخوض تحالف من أكثر من عشر دول ومدعوم من قوى عالمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا، الى جانب الكيان الصهيوني، ليس غريبا ان تخوض حربها خارج اراضيها، لا سيما انها تمتلك احدث سلاح جو عرفته البشرية، إلا أن هذا ايضا يمثل ميزة منقوصة، لان التحالف لم يستطع ان يخوض هذه الحرب الا من خلال سلاح الجو كاشفا ضعفا وهشاشة كبيرة في قواته البرية، التي استعاض عنها بتجنيد المرتزقة من كل مكان من اليمن والسودان والسنغال الى جانب “البلاك ووتر”، مستخدما عناصر “القاعدة” و”داعش” والجماعات التكفيرية.

 

في الحروب الحديثة خاضت كبريات الدول حروبها خارج أراضيها باستخدام جنودها، متبعة سياسة نقل الحرب إلى أرض العدو، يعيدنا ذلك الى بدايات القرن العشرين، حيث انضمت الولايات المتحدة الامريكية الى دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وأعلنت الحرب على ألمانيا أواخر العام 1914، وفي الحرب العالمية الثانية كانت أمريكا طرفا أساسيا في الحرب حين استخدمت السلاح النووي لأول مرة ضد اليابان ودمرت هيروشيما وناغازاكي، ولا نذهب بعيدا في عمق التاريخ فلا تزال ماثلا أمامنا ما رأيناه في غزو واحتلال افغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

 

في العدوان على اليمن سعت السعودية وحلفاؤها جاهدة الى إبقاء الحرب داخل اليمن، إلا أن القيادة اليمنية فاجأت العالم، ونقلت الحرب الى عمق العدو برا وبحرا وجوا.

 

في العمليات البرية توجهت وحدات من قوات الجيش واللجان الشعبية نحو الحدود السعودية، متحدين الترسانة العسكرية الدفاعية المتطورة للعدو، وتم كسر الخطوط الدفاعية الاولى، وتدمير كل مواقعها العسكرية على امتداد الشريط الحدودي في الشهور الاولى للعدوان، الامر الذي سهل لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية السيطرة على مساحات واسعة في عمق نجران وجيزان وعسير.

 

القوة الصاروخية أيضا، ساهمت بشكل فعال في نقل كرة اللهب الى عمق السعودية، ومؤخرا تحدث وزير الخارجية السعودي عن 199 صاروخا بالستيا أطلقت على السعودية، أكثر هذه الصواريخ كانت تستهدف المواقع العسكرية والاستراتيجية في جيزان وعسير، فيما وصلت أعداد منها إلى الرياض وينبع والطائف وغيرها.

 

سلاح الجو المسير قام بعدة علميات متصاعدة بدأت باستهداف مطار أبها الإقليمي، وشركة أرامكو في جيزان، بطائرة قاصف 1،  ثم انتقل ليقصف عاصمة قرن الشيطان بطائرة صماد2، التي استهدفت خزانات أرامكو في الرياض.

 

ومع تنامي العمليات الجوية للطيران المسير، انطلقت طائرات الصماد 3 لتقصف في الامارات متجاوزة مسافات تصل اكثر من 1200 كم، لتنفذ ثلاث عمليات نوعية، على مطارات ابو ظبي ودبي، اخرها اليوم.

 

اليوم أيضا وفي إطار نقل المعركة إلى أرض العدو، نفذت قوات البحرية والدفاع الساحلي، عملية نوعية جديدة في عمق العدو، حيث استهدفت وحدة متخصصة عملية نوعية استهدفت تجمعا لزوارق حرس الحدود السعودي داخل ميناء جيزان، وأكدت مصادر عسكرية أن العدو تكبد خسائر كبيرة واحتراق عدد من الزوارق البحرية إثر الهجوم البحري.

 

العمليات النوعية والمستمرة في التطور والتصاعد،  برا وبحرا وجوا، والتي تنفذها الوحدات المختلفة للجيش واللجان الشعبية اليمنية ، تؤكد أن عامل الزمن وطول أمد العدوان، يزيد من تضاعف القدرات العسكرية اليمنية وتطوريها وتناميها، الامر الذي سيمثل المزيد من المخاطر التي ستتعرض لها دول العدوان امنيا واقتصاديا، ولن تستيطع تحمل نتائجها واطراد عملياتها، والقادم أعظم.

 

You might also like