كل ما يجري من حولك

«ناتو عربي ـ أمريكي» للتهويل الإعلامي!

571

متابعات:

فصل جديد من فصول بث الفوضى وإدامة الصراعات والأزمات في المنطقة العربية، عنوانه في هذه المرحلة الراهنة ما يسمى «الناتو العربي» بقيادة «المايسترو» الأمريكي كما جرت العادة، وأدواته كالمعتاد أيضاً عربان الخليج في مقدمتهم «الولد المطيع» السعودي ليكن إلى جانب بقية أذرع الأخطبوط الأمريكي في منطقة الخليج وقوداً وحطباً للأزمات التي يُراد افتعالها لاحقاً.

تصعيد أمريكي واضح وصريح تجاه دول المنطقة برمتها، حمله خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلانه عن تشكيل حلف «ناتو عربي» يضم الدول الخليجية.

الإعلان عن «ناتو عربي» ليس جديداً، كل ما في الأمر أنه عاد إلى واجهة الأحداث، لسبب بسيط يكمن في أن أكثر ما تحتاج إليه الولايات المتحدة الأمريكية راهناً هو مشروع جديد تشغل الرأي العام العالمي به، ويقوم في الوقت نفسه على أنقاض المشروع الإرهابي المنهزم في المنطقة، للوصول إلى فرملة الانتصارات السياسية التي حققها المحور المناهض للمشروع الأمريكي، على هذا الأساس يستحضر الحديث عن «ناتو عربي» ولهذه الأسباب «يهلل» له، عساه يخدم في نهاية المطاف الأجندات الأمريكية ومن خلفها الإسرائيلية، هذا أولاً.

ثانياً، وكما في كل مؤامرة أمريكية جديدة تكون مواجهة إيران في الأولوية والمقدمة، وعلى خلفيات باتت واضحة ومكشوفة للجميع من دعم إيران للقضية الفلسطينية ومعاداتها لكيان الاحتلال الإسرائيلي إلى عدم رضوخها للعقوبات الأمريكية وغيرها إذاً لا جديد، فتلك المواجهة هي الرافع الأساس للحلف، وباعتبار أهدافه واضحة، لابد من البحث والتساؤل عن الحلف بحد ذاته، إلى أي مدى إمكانية تشكيله بالمعنى العملي واردة؟، وهل توجد مقومات تجمع وتوحد بين دوله لظهوره بشكله الرسمي وبالتالي استمراره؟.

يرى مراقبون أن الحلف قد يكتب له الظهور، لكنه سيكون صورياً فقط دون أن يكون أي معنى فعلي له كما يُراد أمريكياً لعدة أسباب، أولاً: هناك الأزمة الخليجية المستمرة بين الدولة المعنية بالحلف أي إن ما يفرقها أكثر مما يجمعها، وثانياً من المعروف أن دولاً مثل الكويت وسلطنة عمان لا تتماشى والسياسات الخليجية التابعة قلباً وقالباً للأمريكي، وبذلك لا يبقى سوى السعودية والبحرين مع الإمارات في هذا الحلف! فهل هذا كاف؟!

وثالثاً: فإنه كيفما اتفق تحارب واشنطن إيران وتحرض عليها وتمعن في ذلك ومعها تحارب دول المنطقة عبر السعودية وبعض مشيخات الخليج فلا حاجة واقعية لمثل هذا الحلف بما أن أهدافه المزعومة قائمة، بل وجوده سيكون شكلياً فقط للتهويل الإعلامي هذا من جانب، ومن جانب آخر فرصة إضافية لأمريكا لمزيد من استنزاف الخزنة الخليجية.. أليس الحلف المزعوم بحاجة لأسلحة؟.

الحروب الأمريكية قائمة ومستمرة، وإن كان هناك حلف جديد أو لا, فهذا لن يُحدِثَ فرقاً في حقيقة الأمر، طالما أمريكا تعتاش على عقدتها بالهيمنة والسيطرة.. وإذا رأى محللون أنه «ناتو» للتهويل الإعلامي فهذا ليس للتقليل من خطورة المرحلة بل الأمور تزداد خطورة.

(هبا علي أحمد – تشرين)

You might also like