أوضح موقع «أميريكان كونسيرفاتيف» أن شهادة بومبيو الأخيرة للكونغرس، والتي برر فيها أسباب استمرار الدعم الأمريكي لـ «التحالف»، الذي تتزعمه الرياض في اليمن، تأتي في وقت حاسم، وحرج بالنسبة للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن الدولتين الخليجيتين «تدعمان مزيجاً من الميليشيات العسكرية المتباينة (في توجهاتها ومشروعاتها) في محاولة للإطباق على مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثي.

 وأضاف «أميريكان كونسيرفاتيف» أن معركة الحديدة تعد «حاسمة» بالنظر إلى أهمية المدينة الاستراتيجية، البالغ تعداد سكانها 600 ألف شخص، ولا سيما أن 70 في المئة من الواردات الغذائية لليمن تمر عبر مينائها، مرجحاً أن «تستغرق المعركة أسابيع عدة، إن لم يكن أشهراً»، رغم مزاعم «التحالف» بتحقيق تقدم في هذا المجال. وبيّن «أميريكان كونسيرفاتيف» أن «استراتيجية المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة من أجل إلحاق الهزيمة بالحوثيين، تقوم على تجويعهم ودفعهم للخروج (من الحديدة)، حتى وإن كان الأمر يعني الموت البطيء للمئات، والآلاف، أو حتى الملايين من المدنيين اليمنيين، مذكّراً بتركيز قوات «التحالف» منذ العام 2015، على استهداف المزارع، والأراضي الزراعية في اليمن، إلى جانب منشآت البنى التحتية الأخرى، محذراً من تلك الاستراتيجية تترافق مع نقص الإمدادات الغذائية، والإغاثية الواردة إلى البلاد، على نحو دفع بعض اليمنيين إلى أن يقتاتوا على ورق الشجر.

وتابع «أميريكان كونسيرفاتيف» أن «خسارة الحديدة سوف تشكل ضربة استراتيجية قوية، بالنسبة للحوثيين»، مشدداً على أن ذلك، في حال تحقق، «لن يسفر عن شيء لناحية وقف القتال، حيث أنه من المرجح أن يشكل بداية فصل جديد، وأكثر فتكاً في حرب اليمن، التي دخلت عامها الرابع».

وفي سياق متصل، استعرض «أميركيان كونسيرفاتيف» الصعوبات العسكرية التي تواجهها قوات «التحالف» في اليمن.

 وبحسب الموقع، فإنه «حتى في حال تمكنت الميليشيات العسكرية المدعومة من السعودية، والإمارات، من السيطرة على ميناء (الحديدة)، فإن ذلك لن يعوق قدرة الحوثيين على القتال، كونهم يحتفظون بسيطرتهم على المنطقة الجبلية الشمالية الغربية من اليمن، والتي تشكل أرضاً مثالية لخوض حرب عصابات طويلة الأمد».

 وأضاف الموقع: على بعد 40 ميلاً من الحديدة باتجاه الداخل، تمتد الجبال من المنطقة الساحلية، وتشكل جداراً منيعاً على وجه تقريبي. فهناك عدد قليل من الطرق (الواصلة بين تلك المناطق الجبلية والحديدة)، وهي تخضع لإشراف سلسلة من النقاط العالية، والتي يمكن الدفاع عنها بسهولة (من قبل مقاتلي أنصار الله). من هذا المنطلق، تساءل الموقع: «إذا كان أمر الوصول إلى الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، وهي منطقة مسطحة، وسهل إمدادها (تسليحياً ولوجستياً)، إستغرق من الميليشيات المدعومة سعودياً، وإماراتياً، عامين كاملين، فكم من الشهور والسنوات سيستغرق الأمر من قبل الجماعات نفسها، وهي كناية عن فصائل متناحرة فيما بينها، من أجل شق طريقها عبر جبال اليمن إلى العاصمة صنعاء.

إلى ذلك، توقف «أميركيان كونسيرفاتيف» عند الصعوبات الأمنية والسياسية التي تعترض مهمة «التحالف» في اليمن، مبيناً أن «المناطق الخاضعة لسيطرة إسمية من جانب دول التحالف، والميليشيات المحلية التابعة لها، بعيدة عن الاستقرار»، حيث تعاني عدن، البالغ تعدادها 800 ألف نسمة، من انتشار أعمال العنف والاغتيالات المستمرة، فضلاً عن ارتفاع نسبة البطالة، وفقدان الخدمات الحكومية الأساسية، في حين شهدت بعض مناطق الجنوب، الخاضعة لسيطرة الرياض وأبوظبي، تظاهرات احتجاجية على سياسة الدولتين، احتجاجاً على ما يعتبرونه «(نهجاً) استعمارياً قائماً على سرقة أراضي، وموارد البلاد».

 وأوضح الموقع أن المملكة العربية السعودية «تخطط لبناء خط أنابيب نفط في منطقة المهرة، الواقعة في أقصى شرقي اليمن، من أجل تفادي المرور عبر مضيق هرمز»، قبل أن تنجح اعتراضات شعبية في وقف خطط لتدشين قواعد عسكرية سعودية في تلك المنطقة، بينما «انتهجت الإمارات العربية المتحدة، وبفضل الكفاءة الأعلى لجيشها الكبير من المرتزقة (قياساً بالقوات الموالية للرياض)، نهجاً أكثر عدوانية، وتشدداً في اليمن، وتمكنت من بناء قواعد عسكرية»، في عدد من المناطق اليمنية، كجزيرة سقطرى، وغيرها. من هذا المنطلق، عاد الموقع وطرح تساؤلاً مفاده: «إذا كان السعوديون والإماراتيون غير قادرين على تحقيق الاستقرار في المناطق التي تخضع لسيطرتهم الإسمية، فكيف سيتمكنون من ضمان أن قوات وكلائهم (المحليين)، التي يدعمونها، سوف تحكم الحديدة؟». وأكمل الموقع مسلطاً الضوء على التباين في مشروعات حلفاء كل من الرياض، وأبوظبي على الساحة اليمنية، كون القوات الخاضعة لإمرة «التحالف»، تضم «السلفيين، ممن يتعاطف العديد منهم مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أو ممن يتحالفون سراً مع التنظيم المتشدد»، إلى جانب «الإنفصاليين، الطامحين إلى إقامة دولة جنوب اليمن المستقلة بعد السيطرة على ميناء الحديدة، بدلاً من الاستمرار في قتال الحوثيين»، مرجحاً أن تنقلب ميليشيات «التحالف» ضد بعضها البعض بعد معركة الحديدة

.