كل ما يجري من حولك

غضب شعبي عارم وذهول في أوساط اليمنيين يتوعد مرتكبي الجريمة المروعة بالاجتثاث من البلد

588
تعليق الجثث وسلخها بسكاكين داعش .. وإحراق آخرين أحياء وتركهم في الشوارع يتفحمون

>اختطاف وقتل 24 مواطناً بينهم أطفال ونساء وأكثر من 30 مدنياً من أسرة واحدة لايزال مصيرهم مجهولاً

غضب عارم يسود الشارع اليمني الذي يحاول مغادرة هالة الذهول والصدمة التي ضربت جذوره القيمية والعقدية والتاريخية الإنسانية إثر الجريمة المروعة التي ارتكبها مرتزقة السعودية من عناصر داعش والقاعدة بقيادة العميل الخائن لوطنه حمود المخلافي ، والتي استهدفت المدنيين والأسرى بإحراقهم أحياء والتعزير بجثثهم وسحلها في الشوارع وتعليق جثثهم لتكون نهبا لسكاكين إجرامية تقطع أعضاءهم وأطرافهم أمام مئات المدنيين البسطاء من أبناء الحالمة تعز .

أكثر من 16 مدنيا وأسيرا من أبناء محافظة تعز قامت عناصر داعش والقاعدة الموالية للعدوان السعودي بذبحهم والتنكيل والتعزير بجثامينهم وتعليقها في الشارع العام في جريمة اهتزت لها مشاعر وضمائر الشارع اليمني بمختلف فئاته لما مثلته من انحلال قيمي وأخلاقي وسقوط لمرتكبيها من بشريتهم إلى مستنقع الحيوانية المطلقة التي لا تحترم هوية شعب اليمن ولا تضع معياراً لأخلاق الحروب ومبادئ التعامل مع الأسرى .
حيث تجمع مئات المواطنين من أبناء تعز يوم الأحد الماضي 17 أغسطس 2015م أمام مشهد وحشي لعدد من المدنيين من بيت الرميمة والشامي وعائلات أخرى وبعض الجنود الأسرى الذين كانوا يضطلعون بمهمة حماية مؤسسات الدولة في مدينة تعز.
يتم سحلهم خلف دراجات نارية ، إضافة إلى تعليق جثمان أحد هؤلاء الأسرى ” ضيف الله الشامي ” في منصة عامة بالشارع وانهالت عليه أياد بربرية لا تحمل ذرة من إنسانية لتقطيع بعض أطرافه وتشريح جسده .
إضافة إلى إحراق أجساد بعض هؤلاء الأسرى وتركها في الشارع العام تتفحم أمام المارة جميعاً .
هذه الجرائم التي تنفذها عناصر القاعدة وداعش في مدينة تعز لم تقتصر على استهداف ما تعتبره خصماً عسكرياً ، بل امتدت سكاكينها القذرة إلى رقاب المدنيين في عملية ارتكاب إبادة جماعية وقتل بالهوية لأكثر من 24 مواطنا من بيت الرميمة في قرية “حدنان” وأسر أكثر من 30 آخرين، ولم تستثن هذه الجرائم الأطفال والنساء والمسنين .
حيث قامت عناصر القاعدة وداعش بمهاجمة قرية ” مشرعة و حدنان ” وترويع ساكنيها المسالمين ،واختطاف الرجال والمسنين ، وطفلا عمره 12 عاماً هو ” نزار محمد الرميمة ” وقتله بكل وحشية . وانتهاك حرمات المنازل الآهلة بالسكان وقتل ثلاث نساء إحداهن عجوز مسنة عمرها 88 سنة تعاني مرضا عضالاً جعلها طريحة الفراش وهي السيدة / جليلة محمد الرميمة ” 88 سنة” والأخريين هما ” شيما عبده محمد الرميمة 16 سنة وأنوار عبدالله الرميمة 23 سنة ” . وتعتبر شيماء في تصنيف الطفولة عالمياً ، وحاولت هذه العناصر الإجرامية سبي إحدى الفتاتين بعد اختطافهم لها لكن تصديها لهم دفعهم إلى قتلها بدون ذرة من إنسانية أو أخلاق تردعهم عن انتهاك حرمات النساء وما تفرضه عادات وتقاليد الشعب اليمني من تقديس للمرأة واحترام لحضورها في أي وضعية كانت ناهيك عن أن يتم اقتحام منزلها وقتلها بتجرد عن الانتماء البشري .
وحصلت الثورة على أسماء 24 مدنيا من آل ” الرميمة ” قتلتهم عناصر داعش والقاعدة بعد أن اختطفت معظمهم من شوارع قرية ” حدنان ” ونقلتهم إلى معتقلات اتخذتها في بعض المرافق الحكومية ولايزال أكثر من 30 آسيرا من آل الرميمة في حالة اختفاء تام حتى اللحظة . وعكست هذه الهمجية في استهداف عائلة بأسرها شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية والقتل بالهوية .استهدافا للنسيج المجتمعي وتهديد السلم الاجتماعي باجتذابه إلى أتون الصراعات في محافظة تعز التي عاشت سنينا من الاستقرار والسكينة والتعايش السلمي بين سكانها بمختلف توجهاتهم المذهبية والسياسية .
ونرفق هنا صورة لأحد المدنيين من قرية ” حدنان ” مقيد في حوش مدرسة حكومية ويقوم عناصر داعش والقاعدة ” بتعذيبه .
كما مارست هذه العناصر الإجرامية جرائم متنوعة بحق سكان ” مشرعة وحدنان ” من قتل وحصار و إحراق قرابة عشرة منازل وتحريض بدوافع سياسية وطائفية.
وتطوراً لهذا التعدي والانتهاك لحرمة المدنيين والتي قوبلت بالصمت وعدم الاعتراض أو الإدانة من قبل شرائح المجتمع اليمني وفئاته ومكوناته السياسية ونخبه الثقافية والإعلامية خلال ثلاثة أسابيع فائتة .
تمادت العناصر الإجرامية في فعلها لتقتحم منطقة ” مشرعة وحدنان ” الجمعة الماضية في وقت متأخر من الليل بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المنطقة، وقاموا باقتحام المنازل وخطف الشباب والمسنين منها ، وقتل أكثر من 16 مدنياً اعتبرهم الخاطفون أسرى حرب، لتشهد محافظة تعز خاصة واليمن عامة أبشع جريمة سحل وتعزير وتنكيل وتقطيع للجثث .
وبحسب مصادر لـ”الثورة ” في منطقتي ” مشرعة وحدنان ” بجبل صبر فإن عناصر داعش والقاعدة اخذوا الشباب والرجال من الشوارع ومن بين النساء اللاتي هرولن للصراخ والاستنجاد دون مغيث .قبل أن يسحلوهم في الشوارع ويحرقون جثث بعضهم .
وقع الجريمة على مختلف التيارات السياسية والاجتماعية والثقافية والطلابية والمدنية في اليمن كان صادماً ، وقوبل بإدانات واسعة لما اعتبرته هذه التيارات توجهاً عدوانيا ممنهجاً لبث الخوف والرعب في نفوس اليمنيين بهدف هز ثقتهم في مشروعهم الوطني للدفاع عن كرامتهم وسيادة بلدهم أمام عدوان بربري همجي تشنه السعودية والإمارات ومن ورائها امريكا وإسرائيل مرتكبة أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني يندى لها جبين الإنسانية .
وأكد عشرات الناشطين من أبناء تعز في حيطانهم على صفحات التواصل الاجتماعي حدوث هذه الجريمة البشعة في قلب الحالمة تعز يعد فاجعة كبيرة واعتداء مهيناً لهوية الشعب اليمني وقيمه الأخلاقية ، وتطاولاً على معتقداته ، فضلاً عن كونها إعلاناً مقصوداً من مرتكبي الجريمة عن وجود ” داعش ” في مدينة تعز في مركز الصدارة والتمكين وبشكل يضاعف الخطر والتهديدات لأرواح المدنيين وعامة شرائح المجتمع المسالم .
وأشار الناشطون في كتاباتهم وتغريداتهم إلى أن سحل الأسرى والتعزير بجثثهم بعد قتلهم انتهاك مباشر لشرف وكرامة كل مواطن من سكان المحافظة يستدعي تحركاً جاداً من الجميع لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي أرسلته إلى بلادهم المملكة السعودية بهدف تمزيق النسيج المجتمعي وإسقاط محافظة تعز رهينةً بيد عناصر داعشية إجرامية تستنسخ إليها ممارساتها القذرة والوحشية التي شهدها العالم في سوريا والعراق مؤخراً .
مؤكدين أن الذين ارتكبت بحقهم هذه الجرائم هم من أبناء محافظة تعز، مما يؤكد أن سكان المحافظة سيظلون هدفا لهذا الإجرام ما لم يتحركوا بقوة لاجتثاث شأفته وتأمين أطفالهم ونسائهم من خطره الداهم الذي بدأ يتجسد في ممارسات بشعة يتعرض لها المدنيون وشهدها العامة يوم الاحد الماضي .
القاضي عبدالوهاب قطران طالب أبناء اليمن كافة بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم بإدانة مثل هذه الفظائع والبشاعات والتوحش الإجرامي المتجسد في جريمة الدواعش بحق الأسرى والمدنيين في تعز . معتبرا السكوت تجاه هكذا جريمة مروعة حالة انعكاس لموت الضمير وفقدان الإنسانية ورضى واستمتاعا بهذه الجريمة البشعة.
مؤكدا أن على كل يمني حر شريف الانتصار لقيمه الأخلاقية وعلى قبح الصمت واللامبالاة.
فيما أكد البرلماني احمد سيف حاشد أن ما حدث في مدينة تعز من تمثيل بالجثث وحرقها أعمال لا تجيزه أي شريعة أو قانون ويعد خروجاً حتى عن أعراف وقوانين الحروب.
وطلائع النخبة المثقفة من أبناء محافظة تعز كان لها وقفات إدانة ورفض قاطع لهذه الجرائم التي اعتبروها وصمة عار بجبين كل اليمنيين وتهديداً لمصير كافة المدنيين باعتبار المجرم الذي تطاوعه نفسه على ارتكاب مثل هذا الجرم القبيح متوحشاً يظل كل ساعة وكل يوم مصدراً لإقلاق سكينة المجتمع وتهديد أمن وسلامة الأطفال والنساء ، ولن يتورع عن ارتكاب أي جريمة أخرى بحق أي مواطن أو تنفيذ أعمال اختطافات للأطفال والنساء ونهب الممتلكات كما فعلوا في بعض مناطق تعز ، وتحديداً في منطقتي ” مشرعة وحدنان ” بجبل صبر .
وطالب الكاتب والأديب صلاح الدكاك أبناء تعز الشرفاء كافة بإدانة سواطير المسوخ المنهمكة في الذبح قبل أن تطال رقابهم – حسب قوله .
وأكد الدكاك أن هؤلاء ” القصابين لايميزون بين الرقاب ، ودائرة الفعل ورد الفعل لن تظل ضيقة وحصرية إلى الأبد ، وذريعة ” قناص يستحق ” ستعلق بكيفية أخرى على كل رقاب الصامتين ومن قبل ذات المسوخ .
ووقوفاً على أهداف العدوان من دفع مرتزقته إلى ارتكاب هذه الجرائم بحق المدنيين والأسرى ، أكد الإعلامي اليمني / حميد رزق أن ما جرى في تعز ناقوس خطر لكل اليمنيين لتحمل مسؤولياتهم بالحضور والجاهزية وعدم التساهل في معركة مواجهة العدوان ولا يجب أن تكون تلك الجرائم عامل تثبيط أو تخويف لأن الهدف من ارتكابها تحقيق هذه النتيجة وبالعكس هذه الجرائم يجب أن تكون عامل تحفيز للجميع للتحرك والجاهزية والعمل الجاد لمواجهة مشروع العدوان الخبيث والتدميري.
وأضاف أن الجرائم التي فوق التصور التي يرتكبها العدوان من إعدامات وسحل وإلقاء البعض من العمارات الشاهقة والتصفية العرقية هذا حزب الإصلاح للأسف في تعز جعل نفسه غطاء لهذه الجرائم وأداة وواجهة للعدوان وجرائمه التي هدفها ضرب النسيج الاجتماعي اليمني ونشر الحروب والصراعات التي لن تنتهي ولن ينجو كل عملاء العدوان من شر فعلتهم مهما ظنوا أنهم متحصنون خلف السعودية والأمريكان .
القتلى من آل الرميمة الذين استهدفتهم عناصر داعش والقاعدة في منطقتي ” مشرعة وحدنان ” بجبل صبر ، بعد أن اختطفت معظمهم :
1 – وائل عبدالعزيز الرميمة 30 سنة
2 – محمد عبدالعزيز الرميمة  26 سنة
3 – ابوطالب عبدالعزيز الرميمة  22 سنة
4 – محمد الأمين الرميمة  55 سنة
5 – عفيف الأمين الرميمة  48
6 – علي الأمين الرميمة  57
7 – انس علي الأمين الرميمة 23 سنة
8 – محمد عبدالقوي الأمين الرميمة 42 سنة
9 – عزالدين محمد عبدالقوي الأمين الرميمة 21 سنة
10 – شوقي عبدالجليل الرميمة  22 سنة
11 – محمد علي الرميمة 30 سنة
12 – عباس عبدالله محمد الرميمة 44 سنة
13 – شجاع عبدالله محمد الرميمة  42 سنة
14 – يوسف أحمد الرميمة  26 سنة
15 – عماد عبدالغني الرميمة  20 سنة
16 – وضاح عبدالجليل الرميمة 25 سنة
17 – جليله محمد الرميمة 88 سنة
18 – شيما عبده محمد الرميمة 16 سنة
19 – انوار عبدالله الرميمة 23 سنة
20 – داوود محمد الرميمة 26 سنة
21 – مجيب علي عبدالقوي الرميمة 29 سنة
22 – نزار محمد الرميمة 12 سنة
23 – محمد احمد الرميمة 22 سنة
24 – وليد عبدالغني الرميمة 23 سنة
* صحيفة الثورة – أسامة ساري

 

You might also like