كل ما يجري من حولك

»القدس وروح علي الدوابشة تستصرخان الأمة.. ياعرب :الطريق إلى القدس لايمر بصنعاء وعدن«؟!

558
تزامنا مع جريمة إحراق الطفل الرضيع علي الدوابشة من قبل عصابات الكيان الصهيوني المسخ، تتسارع الأحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف المقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، ومن الطبيعي أن تولد هذه الأفعال الاجرامية والمشاريع الاستيطانية الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة وبعموم مناطق الضفة الغربية، ردة فعل غاضبة من قبل سكان واهالي الضفة الغربية وخصوصا بعد حديث نتنياهو عن مشروع تهويد وصهينة مدينة القدس بشكل كامل، حالة الغضب الفلسطينية بالمدينة برزت من خلال مجموعة ردود أفعال على التعديات والاستفزازت الصهيونية للمقدسيين ومن هذه الاستفزازات قيام مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات اقتحام وتدنيس مستمرة للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها ،ومن هنا فمن الطبيعي ان تمثل هذه الاستفزازت والتعديات الصهيونية سابقة خطيرة، وهذا ما دفع مواطنين من عموم مناطق الضفة الغربية للقيام بعمليات فدائية وبطرق مبتكرة كرد فعل على الاستفزازات الصهيونية بمدينة القدس المحتلة.

فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي ، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد ألاقصى بشكل خاص، وما سبق كل ذلك من عدوان أنتج محرقة ارتكبتها عصابات هذا الكيان المسخ بقطاع غزة «المنكوب» ،هذه العوامل بمجموعها تؤكد ان هناك مشروعا صهيونيا -دوليا -إقليميا يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم واحلال عصابات وقطعان المستوطنين مكانهم، فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى ومنها جريمة احراق الطفل علي الدوابشة، بالإضافة إلى حملات تدمير وهدم للكثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديدآ، ليقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.

ولم تكتف عصابات هذا الكيان المسخ بهذه الإجراءات فقط، بل مازال يحاول الكثير من قادة هذا الكيان المسخ تدنيس المسجد الأقصى واستباحة المقدسات ألاسلامية والمسيحية المتواجدة بمدينة القدس، وخلال الأيام الأخيرة شاهد العالم اجمع مشاهد اقتحام قطعان الصهاينة للمسجد ألاقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية الشرطة الصهيونية ، هذا العمل المستفز وما تبعه من أعمال اكثر استفزازا أفرزت بمجموعها ردة فعل شعبية فلسطينية غاضبة تمثلت بالقيام بالبعض من العمليات الفدائية والاستشهادية ضد المستوطنين الصهاينة وبطرق مبتكرة وبدائية نتيجة محدودية الموارد الدفاعية التي يملكونها ، تمثلت بحوداث الدهس والطعن وغيرها، وما رافق كل هذا وذاك من وجود مؤشرات كبرى توحي باقتراب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قريبا.

بهذه المرحلة يلاحظ بشكل واضح ان قادة الكيان الصهيوني يعدون العدة لإعلان ساعة الصفر للحرب الدينية التي ستنطلق قريبآ بمدينة القدس وبعموم مناطق الضفة الغربية وفق ما تتحدث به الرؤية الصهيونية الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية، فجريمة نابلس تم تصويرها واظهارها للعالم اجمع بأنها تمت على أيدي عصابات يهودية متشددة ،وهذا ما يؤكد ان الكيان الصهيوني يسعى لتحويل معركته بعموم مناطق الضفة إلى معركة بين اليهود والمسلميين، للتأكيد على حق الصهاينة بأن يكون لهم دولة يهودية مغلقة «قلعة مغلقة «،تفصل المسلميين عن اليهود ،وهذا ماصرح به أكثر من مسؤول صهيوني مؤخرآ، وهذا مايجري العمل عليه الآن على ارض الواقع بعموم مناطق الضفة الغربية وبالقدس بشكل خاص.

الدور والموقف العربي بمايجري بمدينة القدس وماجرى بمدينة نابلس من احراق للطفل الرضيع علي الدوابشة،مازال كما هو وذلك يبدوا واضحا من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه الأحداث التي تستهدف الفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة «العربية» التي تكونت حديثآ بالمنطقة العربية «المحاور التي تعرف بتبعيتها الى المشروع الصهيو – أمريكي» إضفاء طابع آخر للمعركة بمدينة القدس وعموم الضفة الغربية، فقد حاولت هذه المحاور «المعتدلة» تصوير ما يجري بمدينة القدس بأنه أمر عرضي وسينتهي بفترة زمنية محدودة، مع ان جميع هذه الانظمة تعرف وتدرك أن هدف حكومة نتنياهو من استغلال وإشعال فتيل كل هذه الاحداث بمدينة القدس هو الوصول الى كسب موقف دولي يسمح لحكومة نتنياهو بكسب قرار دولي يسمح للصهاينة باقامة دولتهم «اليهودية» على انقاض الدولة «العربية- الاسلامية -المسيحية -الفلسطينية».

ختاما ،لقد اتضحت حقيقة ما يجري من احداث بمدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية بشكل عام ، وظهر بشكل واضح ان حكومة نتنياهو تسعى لاستغلال هذه الاحداث لكسب اوراق قوة من خلالها ، والسعي لكسب قرار واجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلمودي بقيام دولتهم اليهودية ،فهل سيتحرك العرب لحماية الضفة واهلها والثأر لروح الطفل الرضيع علي دوابشة؟ ،ام سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلا ضعيفآ كما عهدناه بما يخص قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين! ،الواضح ان موقف بعض العرب سيبقى كما هو ،كيف لا والبعض من العرب ينسق اليوم مع الكيان الصهيوني وقادته لتدمير ومحو تاريخ هذه الأمة ،وهنا أود تذكير بعض العرب ان الطريق إلى القدس لايمر بصنعاء ولابعدن ،وأود ان اذكرهم ان جريمة احراق الطفل علي دوابشة هي وصمة عار بجبين كل من تآمر على فلسطين وساهم بتدمير وإضعاف هذه الأمة.

 

* كاتب وناشط أردني

You might also like