كل ما يجري من حولك

المعرض الإنساني الأول في اليمن: صورة حية لحياة شعب يتجرع شظف العيش ويتهدده الحصار والعدوان

628
لقاءات / غمدان الشوكاني

ضمت ثنايا المعرض الأول للوضع الإنساني في اليمن 2000 صورة حية تتحدث عن الوضع المعاش لشعب يتجرع معاناة شظف العيش وقلة الخدمات لا بل انعدامها ودمار يلاحق المدنيين في كل المحافظات ونزوح من مكان إلى آخر .

المعرض الذي نظمته مؤسسة “فريدم هاوس اليمن” بالشراكة مع عدد من منظمات المجتمع المدني عرض صوراً تحكي بجملها عن وضع إنساني في غاية الصعوبة مع انعدام أسباب الحياة في بعض المحافظات وأطفال يلقون حتفهم لا يعلمون لماذا آلة القتل تطالهم واسر هجرت بيوتها خوفاً من القصف والصراعات المسلحة .

وفي زوايا المعرض 30 منظمة من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في العمل المجتمعي والاغاثي وتقديم المساعدات والمساهمة في التنمية عبر تأهيل الشباب وإكسابهم مهارات وتبني بعض مشاريعهم التي تدر لهم الدخل .

كما احتوى المعرض على عيادة طبية للنازحين والزوار عمل فيها 10 أطباء وطبيبات متخصصين لتقديم خدمات طبية وفحص ومعاينة وإعطاء بعض العلاجات للمرضى المرتادين للمعرض .

وصاحبت فعاليات المعرض الذي استمر لستة أيام ابتداء من 8 – 13 أغسطس الجاري ندوات علمية تحدثت عن الواقع الإنساني في اليمن المعاش ودور منظمات المجتمع المدني كمسؤولية اجتماعية إنسانية وإغاثية.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء بعض زوار المعرض والقائمين عليه وخرجت بالحصيلة التالية .

مدير المعرض الدكتور مجاهد الشعبي اعتبر المعرض تظاهرة لما يحصل في اليمن وتعبيراً عما يعيشه الشعب اليمني والهدف منه إيصال رسالة إلى العالم الخارجي الذي يجهل تماما ما يدور في اليمن من معاناة وخراب ودمار وحصار وانعدام للخدمات الأساسية المختلفة .

وقال: عمدنا على حضور الافتتاح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير والذي حضر بدلاً عنه مدير العلاقات الدولية في الصليب الأحمر يوان ونستن ليرى مدى المأساة التي يعيشها الشعب اليمني والمعاناة الكبيرة التي تطال كل مقدراته وبناه التحتية ومنشآته الحيوية لكي يوصل المعاناة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية والأمم المتحدة وكل هيئاتها .

وأضاف: إن المعرض تنوع في فعالياته المصاحبة ليكسر روتين المعارض التي تقتصر على الصور الفوتوغرافية والتشكيلية ، وشمل عرض نشاطات منظمات المجتمع المدني الناشطة والفاعلة في المجتمع ، وكذا خصصت في المعرض الخيمة الطبية المجانية التي قدم فيها أطباء وطبيبات متخصصون خدماتهم الطبية والاسعافية وتقديم الإرشادات والتوعية للزائرين إليها، بالإضافة إلى مرسم الأطفال الذي قدم فيه أطفال ممن لديهم موهبة للرسم لوحات جميلة ومعبرة طوال أيام المعرض .

خيمة طبية مجانية للنازحين والزوار

الدكتور محمد البكري مسؤول الفريق الطبي أشار إلى أن الخيمة الطبية المجانية خصصت للزوار والنازحين من المحافظات إلى صنعاء لتقديم الفحص الطبي لهم وقياس الضغط والسكري والمجارحة لبعض الإصابات وتقديم بعض الأدوية المجانية .

وأضاف: إن الخيمة الطبية تقدم توعية وإرشادات صحية ونفسية والتعريف بكيفية التعامل مع الأطفال في حال الإصابات وتعرضهم لوعكة صحية ، بالإضافة إلى استقبال المتبرعين بالدم.

المرسم يشمل 20 رساماً من الأطفال المعبرين عن معاناة شعب

وفي مرسم الأطفال تتحدث ريهام الزبيدي عن المرسم قائلة: المرسم يشمل 20 رساماً من الأطفال الموهوبين المشاركين فيه ويعبرون عن معاناتهم وحياتهم اليومية المعاشة بالرسم على اللوحات ضمن المدرسة الواقعية .

وأضافت: إن المرسم أنتج في يوم الافتتاح 30 لوحة متنوعة تتحدث عن الدمار والخراب والأوضاع الإنسانية وتردي الخدمات الصحية والمجتمعية ومعاناة الشعب اليمني جراء انعدام المياه والغاز المنزلي والمشتقات النفطية .

وأشارت إلى أن المشاركين في المرسم يرسمون 10 لوحات كل يوم ابتداء من ثاني أيام المعرض يعبرون فيها عن الحياة في اليمن المآسي التي تحدث في جميع أرجاء الوطن المكلوم .

من جانبها أكدت الرسامة آلاء المروني طالبة في المرحلة الأساسية بمدرس جمال جميل أنها اكتسبت مهارات جديدة إضافة إلى ما تمتلكه من موهبة الرسم من خلال مشاركتها في المعرض .

وأضافت: إن المعرض يعطي للرسام خيالاً واسعاً من الإبداع والتقاط الفكرة لترجمتها بريشة الرسم بصور تعبيرية عن الوطن والحياة والمعاناة الإنسانية والنزوح الجماعي والواقع المعاش في اليمن ، مشيرة إلى أن تجربتها في المعرض جيدة والعمل مع فريق من الرسامين الموهوبين من الأطفال يطور من مهارات الرسم والتقاط الريشة .

بدورها أوضحت الرسامة آية عبدالرحمن الأغبري طالبة في مدرسة أروى أنها رسمت 8 لوحات متنوعة منذ افتتاح المعرض تعبيرية لوجوه تحكي مأساة الإنسان اليمني ومعاناته وتغلبه على الصعاب ومواجهته للتحديات .

ولفتت إلى أنها تشاركت في معرض الأوضاع الإنسانية بعد مشاركة في خمس معارض تتعلم في كل مشاركة شيئاً جديداً عن الرسم واستخدام الريشة واكتساب الخبرة بمعية رسامين آخرين مشاركين .

انطباعات زائري المعرض

وعن زوار المعرض وانطباعاتهم قال نواف الميثالي: إن المعرض الإنساني لبنة في طريق تنسيق العمل الخيري في اليمن ، ويرى انه بالنسبة بالتنظيم والإعداد ممتاز ، متمنياً التوفيق والسداد لكل المشاركين.

الناشط الشبابي والحقوقي احمد كابع اعتبر المعرض مهماً جداً لما يتعرض له الوطن من حرب كونية تدار بأموال عربية، وأضاف قائلاً: لذلك كان المعرض هاماً وايجابياً لنقل الصورة الحقيقية حول ما يعانيه الشعب من كوارث نفسية وأخلاقية وصحية وبيئية وغذائية.

وعبر عن شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية لنثبت للعالم مدى رقي ونضوج وعبقرية أبناء الشعب اليمني الواحد .

فاعر صالح الجزاي موظف في رئاسة الوزراء علق على ما شاهده في المعرض بقوله: إنه صورة حية لما حدث ويحدث في هذا البلد المنكوب .

من جانبه طالب مدير عام الإعلام بالمؤسسة العامة للمياه محمد نشوان الصليب الأحمر الذي حضر ممثل عنه ينقل الصورة التي شاهدها في المعرض وإبراز جرائم العدوان .

وعبر عن أمنيته في أن تصل رسالة المعرض إلى العالم أجمع ليعرفوا مدى المعاناة التي يتجرعها الشعب اليمني .

إلى ذلك قال الزائر محمد علي الجدي: لقد شاهدت جميع المآسي والخراب الذي حدث جراء العدوان الهمجي من قبل السعودية والتحالف الغاشم على بلادنا اليمن الحبيبة وكان حرياً بأن يكون العدوان على اليهود الصهاينة الذي يحتلون القدس الشريف في فلسطين الذي هو فرض وواجب على التحالف والخلاص منه .

الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن شرف غالب لقمان وصف المعرض بالعمل الرائع ، وأضاف قائلاً: إنه بمستوى العدوان .

وعبر عن شكره لكل من أسهم في إخراج هذا العمل إلى الواقع ، آملاً أن تستمر مسيرة مؤسسة بيت الحرية وشركاؤها من منظمات المجتمع المدني والتي تعكس مدى حرص منظمات المجتمع المدني على إظهار الحقائق والتي غابت بفعل إعلام العدوان المضلل وأسهمت المؤسسة بهذا العمل في كسر حاجز التضليل .

 

تصوير / خالد الثور

You might also like