كل ما يجري من حولك

جريفيث يحرك ملف الأسرى: صفقة «شاملة» قبل مفاوضات سبتمبر

316

عاد حديث سلطات صنعاء عن ملف الأسرى، واهتمام المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إلى الواجهة مجدداً، بعد زيارته الأخيرة إلى صنعاء، الأسبوع الماضي، ولقاءه بقيادات سلطات صنعاء وقيادات حركة «أنصار الله»، والاتفاق على تنفيذ خطوات إنسانية، كملف الأسرى والمعتقلين، بهدف بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، ولتهيئة الأجواء واستئناف المفاوضات بين طرفي الصراع، في الـ 6 من سبتمبر المقبل في جنيف، لبحث حل سياسي شامل.

رئيس اللجنة الوطنية لشؤن الأسرى في صنعاء، عبدالقادر المرتضى، أكد في حديث إلى «العربي»، أن «(زعيم حركة «أنصار الله») السيد عبدالملك الحوثي، شدد خلال لقاءه بالمبعوث الأممي، على التحرك الجاد في الملف الإنساني، وعلى رأسه ملف الأسرى كقضية إنسانية»، مشيراً إلى أن «هناك آلاف العائلات للأسرى من الجانبين تنتظر عودة أبنائها».

وكشف المرتضى لـ «العربي»، عن أن «السيد عبدالملك الحوثي، أكد للمبعوث الأممي على استعداده الكامل لإجراء عملية تبادل شاملة، لا تستثني أحداً».

«الصفقة الشاملة» ستنهي ملف الأسرى بين «أنصار الله» والحراك الجنوبي، عبر عملية تبادل، تشمل اللواء محمود الصبيحي، ووزير الدفاع في حكومة عبدربه منصور هادي، واللواء ناصر منصور هادي، واللواء فيصل رجب، لكن مصادر جنوبية، قالت في حديث إلى «العربي»، إن «أسرى المقاومة في سجون صنعاء، بمن فيهم القيادات العسكرية الكبيرة، سقطوا من اهتمامات التحالف وحكومة هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتحول مئات الأسرى من أبطال بنظر التحالف، إلى ضحايا حرب».

إلى ذلك، كشف مصدر جنوبي، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث إلى «العربي»، أن «سبب توقف عملية تبادل شاملة للأسرى، هو رفض السلطات الإماراتية التعاطي مع ملف الأسرى، وخصوصاً أي عمليات تبادل يجريها أطراف جنوبيون مع سلطة صنعاء».

وأشار المصدر، إلى أن «الإمارات ترفض الإفراج عن الأسرى الحوثيين في صفقات تبادل، حتى لا يخرج هؤلاء لقتالها مرة أخرى، فيما تعامل الأسرى الموالين لها على أنهم مرتزقة، لا حلفاء» بحسب قوله.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، محمد البخيتي، أن «قضية الأسرى والمعتقلين والمفقودين من الطرفين، قضية إنسانية تؤرق حياتهم وحياة عائلاتهم، وينبغي حلها بشكل جذري، وذلك من خلال إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، وكشف مصير المفقودين من الطرفين»، مضيفاً أن «آلاف الأمهات والآباء لا تكاد الدموع تفارق أعينهم يوماً واحداً، ويعيشون على أمل رؤية أبنائهم قبل وفاتهم، فيما توفي بعضهم من دون تحقيق هذه الأمنية».

وأشار البخيتي في حديث إلى «العربي»، أنه «لا يوجد مبرر لاستمرار هذه المعاناة. فإطلاق كل الأسرى والمعتقلين لأسباب سياسية ليس فيه أي خسارة لأي طرف، بل أن الجميع مستفيد».

وقال البخيتي «لقد طرحنا هذه العرض في المفاوضات المتعلقة بالأسرى والمعتقلين، ثم عبر مبادرة علنية تقدم بها رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، والكرة الآن في ملعب الطرف الآخر».

رئيس «لجنة الأسرى والمعتقلين»، عبد القادر المرتضى، كشف أيضاً لـ«العربي»، عن «وجود تواصل دائم مع العديد من الفصائل الموالية للتحالف في كل الجبهات، وهناك العديد من الوسطاء كُلفوا بالذهاب إلى مختلف المناطق للقيام بإنجاح عمليات تبادل»، مؤكداً «وجود تفاوض عبر الأمم المتحدة لإجراء عملية تبادل شاملة، لكن إلى الآن لم يحدث تقدم كبير، وما زالت في بدايتها».

وأكد المرتضى، أن «أنصار الله تضع أسراها في قائمة الاهتمامات، وبإمكانها استخدام كافة الخيارات وتقديم كافة التنازلات من أجل تحريرهم».

وكشف المرتضى، في حديثه إلى «العربي»، عن أن «اللجنة الوطنية لشؤن الأسرى، أجرت أكثر من 150 عملية تبادل مع الطرف الآخر منذ بداية الحرب في اليمن، في جميع الجبهات»، مؤكداً «الأفراج عن 2900 أسير من الجيش واللجان الشعبية، من سجون فصائل التحالف، منذ 3 أعوام ونصف العام إلى الآن»، موضحاً أن «عمليات التبادل جميعها جاءت عبر وساطات محلية».

إلى ذلك، اتهم رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» في صنعاء، «التحالف» الذي تقوده السعودية، و«الشرعية»، بـ«التعامل اللاإنساني والوحشي مع أسرى الجيش واللجان، وتصفيتهم، آخرها إعدام الأسير علي محمد علي السنمان في جبهة علب، وإعدامه رمياً بالرصاص، ورمية من أعلى أحد جبال علب الحدودية، الأمر الذي أثار سخط الشارع اليمني من عملية التصفية، التي وثقت بالصوت والصورة، وتداولت بشكل كبير في منصات التواصل الاجتماعي».

واتهم المرتضى، قائد «لواء 102 قوات خاصة»، التابع لحكومة هادي، اللواء ياسر عبدالله العبري، بـ«الوقوف وراء جريمة تصفية الأسير السنمان، من خلال إعطاءه توجيهات بتصفيته»، مؤكداً أن «ذلك التعامل سيؤثر على سير المفاوضات بين الطرفين، وعلى خطوات إطلاق كافة الأسرى، خصوصاً وأنه لم يصدر، حتى الساعة، أي بيان رسمي من قيادة التحالف أو الشرعية حول الواقعة».

وأخيراً، هل ينجح مارتن جريفيث هذه المرة، في إنهاء ملف الأسرى عبر صفقة «تبادل شاملة» يطلق خلالها جميع أسرى الحرب من الطرفين من دون استثناء، لإنهاء معاناتهم ومعاناة أسرهم؟ سؤال يطرحه أهالي الأسرى عبر موقع «العربي».

*العربي| جمال محمد

You might also like