كل ما يجري من حولك

الاغتيالات الممنهجة … أداة جديدة لتصفية الحسابات في اليمن!

469

متابعات:

بعد مرور یوم واحد فقط علی الإنتقادات الشدیده التی طرحها هادي بشان إنعدام الأمن في عدن اغتیل رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية بمطار عدن الدولي فهل يكون إغتيال هادي أمراً محتملاً؟

مباشرة بعد طلب هادي إنهاء إنعدام الأمن في عدن ووقف الإغتيالات خلال جلسه عقدها مع القيادات الأمنية في عدن وعدد من القادة العسكريين للتحالف السعودي – الإماراتي تم إغتيال رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية لمطار عدن الدولي هذا الإغتيال الى جانب سلسلة من الإغتيالات التي راجت وتصاعدت أخيراً في المحافظات الجنوبية وخاصة في عدن خلال الأشهر الأخيرة تحمل في طياتها نقاط مهمة وبالطبع رسائل أهم.

النقطه الأولى اللافتة للنظر هي تصاعد موجة أستخدام الإغتيالات كأداة خلال الأشهر والأيام الاخيرة في اليمن لكن بالنظر الى تأريخ الإغتيالات في هذا البلد خلال السنوات الماضية فلابد من التوقف عند هذا الأمر قليلا.

لايمكن ان ننسى ان أحد الاسباب التي جعلت حركة أنصار الله تتجه للتحرك نحو صنعاء وتقوم بتحرير العاصمة هو معانأة هذه الحركة من الإغتيالات المدروسة لقادتها في ظل حكومة هادي حيث أغتيل عدد ليس بالقليل من أعضاء حركة أنصار الله في صنعاء آنذاك كما تم تفجير عدد كبير من المساجد حيث كانت تهدف هذه الممارسات الى تأجيج إنعدام الأمن في اليمن من جهة وإضعاف إرادة المعارضين ومنتقدي الحكومة بشان أستمرار كفاحهم و إنتقادتهم للأداء الحكومي من خلال تصفية الأشخاص المؤثرين من جهة اخرى.  

وبالرغم من كثرة الأحاديث التي أطلقت حول قيام جماعة القاعدة بعمليات الاغتيال في اليمن إلى جانب ممارسات هادي في تصفيه المنتمين لحركة أنصار الله لكن يبدو أن إستراتيجية الإغتيالات التي حدثت خلال الأشهر الأخيرة وخاصة في عدن بأعتبارها محل إقامة منصور هادي تشير الى أن أصابع الأتهام تتجه نحو الإمارات في القيام بهذه الإغتيالات على الأغلب.

وبالنظر الى الملف الشخصي للأشخاص الذين إغتيلوا خلال الأشهر الأخيره فان أغلبية هؤلاء هم من أنصار جماعة الإخوان في اليمن أو السلفيين المعارضين للإمارات أو المؤيدين لهادي الأمر الذي يدل على أن الإغتيالات الأخيره خاصه في عدن جرت بصورة مدروسة لكن الإحصاءت غيرالرسمية تشير الى إغتيال 400 شخص في عدن خلال العامين المنصرمين حيث أن المنتمين الى التيار السفي المعارض للإمارات وحزب الإصلاح وأنصار هادي يشكلون جزءاً ملحوظ من هؤلاء. ويعتقد بعض المحللين أن حضور هادي في عدن منذ شهر حزيران / یونیو الماضي زاد من حجم الإغتيالات فيها وإذا وضعنا هذا الأمر الى جانب العداء التأريخي للإمارات مع هادي فعندها يتضح بان قيام الإمارات بهذه الإغتيالات لإثاره إنعدام الأمن في عدن أي المدينة التي أعلنها هادي عاصمة لنفسه سيكون أمراً محتملاً.

وهذا يعني إنه في حين أن الإمارات لأتعير أي شرعية أو قبولاً لهادي على الساحة اليمنية فإنها تتجنب إظهار معارضتها له بشدة وتسعى الى إيجاد ظروف أمام هادي يعجز عن تحملها وبالتالي سيضطر مجبوراً الى الإبتعاد عن الساحة اليمنية خاصة عدن.

وتنظر الإمارات الى عدن بأنها ملك لها وأنها “أي هذه المدينة” تستطيع ان تشكل المفتاح الرئيسي أو أهم المفاتيح أمام الإمارات لتحقيق حلمها في تشكيل مجموعة الموانئ الإماراتية في خليج عدن والبحر الاحمر لذلك فان القبول بوجود ممثل للسعودية في هذه المنطقة يشكل أمر صعباً للإمارات قدرها قدر صعوبة التفكير بأنه في المستقبل “عندما يتم احتلال اليمن فإن السعودية قد تأتي وتزعم امتلاكها لليمن”.

وأن تعلق الإمارات بعدن وسائر الموانيء اليمنية وصل الى حد أن فضيحة ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في قضية السجون الإماراتية في هذه المدينة وإستياء وغضب الراي العام العالمي ازاءها لم تحل دون إصرار الإمارات على إبقاء تواجدها في عدن.

ونظراً الى ما جاء واغتيال رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية بمطار عدن الدولي فور توصيات هادي فانه يمكن التوقع بان فرق الإغتيالات ستنشط أكثر من قبل في عدن من الأن فصاعداً وان العناصر المناصرة لهادي وربما هادي نفسه سيكونون في طليعة أهداف هذه الإغتيالات أكثر من الإخوانيين والسلفيين المعارضين للإمارات وأن هذه الإغتيالات قد تحولت الى الأداة الأكثر فاعلية هذه الأيام لتصفية حسابات الإمارات مع معارضيها وبالطبع منافسيها أيضا.

اغتيال المسؤول المالي لقوات طارق عفاش (المدعوم من الامارات) إذا لم يتم وضعه في خانة تصفية الحسابات السياسية فقد يكون تضلضلاً سياسياً إماراتياً من أجل إبعاد الشبهات عن هذا البلد حول الضلوع في الإغتيالات التي تعصف باليمن عامةً وعدن خاصةً.

قراءة : أبورضا صالح

You might also like