كل ما يجري من حولك

«هافينغتون بوست»: إليكم آخر فصول «تراجيديا» الهجرة اليمنية إلى أمريكا

440

متابعات:

إنتقدت صحيفة «هافينغتون» سياسات الهجرة التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتة إلى أن واقعة إنتحار مواطن أمريكي، من أصول يمنية، إثر منع عائلته من القدوم إلى الولايات المتحدة، تشكل «آخر فصول مأساة (سياسة) الهجرة المعتمدة من جانب الولايات المتحدة»، في إشارة إلى مفاعيل قرار حظر السفر الذي فرضته واشنطن على رعايا عدد من الدول الإسلامية، من بينها اليمن.

وذكرت «هافينغتون بوست» أن محمود سالم، وهو يمني حائز على الجنسية الأمريكية، وجد جثة هامدة في منزله في منطقة كراولي، الواقعة في ولاية لويزيانا، وذلك بعد أن عمد مطلع الشهر الجاري إلى الانتحار، من خلال طلقة نارية في الرأس، على خلفية رفض سلطات الولايات المتحدة منح تأشيرات إلى زوجته، واثنين من أبنائه.

وأوضحت أن الشاب، البالغ من العمر 31 عاماً، وهو أب لخمسة أبناء، من بينهم ثلاثة يحملون الجنسية الأمريكية، أجرى مكالمته الأخيرة مع أفراد أسرته مطلع يوليو الجاري، قائلاً لهم: «وداعاً».

وفي هذا الإطار، ذهبت أسرة سالم، إلى تحميل سياسات واشنطن في ملف الهجرة، المسؤولية عن مقتله، حيث ألمح شقيق القتيل، ميمون سالم، إلى أن «السبب الأول»، و«الرئيسي» لانتحار شقيقه يرتبط بتلك السياسات، مشيراً إلى أن قرار حظر السفر، جرّ «ورطة» على أفراد أسرة محمود، الذين كانوا يقيمون في جيبوتي بانتظار حصولهم على تأشيرة دخول إلى أراضي الولايات المتحدة، على نحو جعله «غير قادر على إحضار أفراد عائلته إلى هنا» من ناحية، وكذلك، «غير قادر على إعادتهم اليمن بسبب الحرب» هناك، من ناحية أخرى.

ومع الإشارة إلى وجود الآلاف من المهاجرين اليمنيين على أراضي الولايات المتحدة، العديد منهم من حملة الجنسية الأمريكية، أكدت «هافينغتون بوست» على أن قرار فرض حظر السفر، شأنه شأن واقعة انتحار سالم، يشكلان «جزءاً من صورة أوسع عن حصيلة سياسات الهجرة القاسية المتبعة من جانب إدارة ترامب».

هذا، ولفتت الصحيفة إلى تزايد حوادث الانتحار في أوساط المهاجرين، مضيفة أن انتحار أربعة مهاجرين في العام الماضي، ومطلع العام الجاري دفعت عدداً من الباحثين في جامعة «جونز هوبكينز» إلى «بدء جمع بيانات، ومعلومات حول (ظاهرة) الانتحار» في تلك الأوساط.

وعلى هذا الصعيد، قالت ريهانا بلات، وهي طبيبة نفسية، إن «(عوامل) الضغط النفسي، ومشاعر الإحباط لدى مجتمع المهاجرين لطالما كانت موجودة، إلا أنها تصاعدت في الوقت الراهن».

وأردفت بلات: «إنني أرى المزيد من الأطفال، ممن تعتريهم مشاعر الحزن، على خلفية وجود إمكانية لترحيل أحد والديْهم».

وشرحت «هافينغتون بوست» أن أطفال عائلات مهاجرة، ممن جرى فصلهم عن ذويهم، بفعل سياسات ترامب «غير المتسامحة» في ملف الهجرة، «يعدون أصغر ضحايا الضغط النفسي»، الناجم عن تلك السياسات، موضحة أنه تم إعادة لم شمل قرابة 1800 طفل مع عائلاتهم، بموجب حكم قضائي، في حين أن 711 طفلاً آخرين لا يزال وضعهم غير محسوم على هذا الصعيد.

كما أشارت الصحيفة إلى أن تدابير الإدارة الأمريكية بخصوص هذا الملف، سواء على صعيد التشدد في تسجيل بيانات المهاجرين، أو ترحيل أكثر من 400 شخصاً من ذوي الأطفال المهاجرين، مع الإبقاء على أطفالهم داخل ملاجئ على الأراضي الأمريكية، أسفرت عن «إحباط عمليات فاعلة للم شمل» العديد من أسر المهاجرين.

ومن هذا المنطلق، علّقت دانا سابرو، وهي القاضية الأمريكية التي أمرت بإعادة لم شمل أسر المهاجرين، بالقول «إن الحكومة على خطأ لتسببها في ضياع المئات من ذوي المهاجرين من خلال إتباعها لهذا المسار (فصل المهاجرين)»، مشددة على أن «العائلة هي الطرف الذي تشتت»، بفعل الإجراءات الحكومية، ذلك أن «الأهالي لم يكونوا على علم بمكان أولادهم، فيما الأطفال بدورهم، لم يعلموا بدورهم أين ذويهم».

You might also like