كل ما يجري من حولك

طوفان فخر وفرح مستحقين

555

 

د. أحمد الصعدي

تكلّلت هاماتُ اليمنيين بالفخر ومُلئت قلوبُهم بالأفراح عند سماعهم بوصول باكورةِ اقتصاصهم العادل، وردهم وردعهم المشروعين إلى مطار أبوظبي بعد الرياض، وهما عاصمتا العدوان والبغي والفجور.

فرح اليمنيون بهذا الإنجاز العظيم الجديد للطائرات المسيّرة من طراز صمّاد 3، ولم ينسَوا التنويهَ بحُسن اختيار اسم الصمّاد الشهيد الرئيس الذي سكن قلوب الملايين، كما لم ينسوا الأصالة الأخلاقية لقيادة حربنا الوطنية العادلة التي تحرِصُ على تخليدِ أسماء الشهداء بينما يتوارى الأحياء تواضعاً مهما كانت أدوارُهم عظيمةً ومحورية.

لم يكن فخرُ اليمنيين وفرحُهم ناتجَين عن نزعة عدوانية أَوْ كراهية من أيّ نوع نحوَ كيانات وعواصم دول العدوان الإجرامي، بل من امتلاكهم القدرة على وضع حَـــدٍّ لطغيان وعربدة وجور أعراب أثرياء متوحشين أطلق لهم العالم اليد لافتراس اليمنيين، ومن شعورهم بتنامي القدرات التي تمكّــنهم من تحرير أرضهم المحتلة، التي لن يهدأ بالُ أي مواطن منهم إلا بتحرير آخر شبرٍ منها وخروج المحتلين مدحورين يلاحقهم الخزي والعار الأبديين.

إن استهدافَ مطار أبوظبي هو في حقيقة الأمر استهدافٌ للمال الذي يتدفق على عصابة أبو ظبي، والمالُ عصبُ العدوان كله. من أهم مصادر هذا المال الذي يسخَّرُ لقتل اليمنيين وتدمير وطنهم ما ينفقُه ملايين القادمين إلى الإمارات لغسيل الأموال ولطلب اللذائذ الشهوانية وللإتجار بالرقيق الأبيض، ولحبك الدسائس والمؤامرات المخابراتية ضد شعوب ودول المنطقة، وكلُّ هؤلاء يجبُ أن يعلموا أن دولة الإمارات لم تعد ملاذاتٍ آمنةً لهم بعد أن شرب سفاحوها من الدم اليمني إلى حدِّ الثمالة.

فرح اليمنيون بوصول صمّادهم إلى أبوظبي وخرجوا ليقولوا في العام الرابع من الحرب للمعتدين المغامرين: لقد كسرتم عظامَ الآلاف من اليمنيين، من الرجال والنساء ومن الشيوخ والأطفال ولكن يستحيلُ ألفَ مرةٍ أن تكسروا إرادتنا، وقد تُضعِفون أجسامَنا بالحصار وَالتجويع لكن يستحيل ألفَ مرةٍ أن تضعفوا إيمانَنا بحقنا في الدفاع عن حرية واستقلال وطننا، وعن أرضنا وَعِرضنا، وأن ثراءَكم الفاحش يعميكم عن إدراك الحقيقة البسيطة القائلة إن ((ليس بالخبز وحدَه يحيا الإنْسَـان)) وإنما بالعزة والكرامة وبالقيم التي يصير بها الإنْسَـانُ إنْسَـاناً.

بعد ضربة توشكا المباركة على صحن الجن في العام الأول من الحرب، تلك الضربةُ التي بعثرت جَمْـــعَ الإماراتيين وجعلت قادتَهم ينوحون على مرأىً من العالم أجمع، بلغهم المنشدُ عبدالخالق النبهان نصيحةً ثمينةً ((عز الله إن الدرس كافي بمأرب – إلا الإماراتي غبي ما فهمها))، وبالفعل أظهر الإماراتي غباءً أصيلاً وَاكتفى بالسُّخرية من الزامل ومن المزوملين، واليوم -كما يبدو- سيتمسَّكُ بغبائه ولن يفهمَ مغزى خروج التهاميين في مدينة الحديدة وفي أماكنَ أُخْـرَى؛ للتعبيرِ عن ابتهاجهم وفرحتهم بوصول طائرتهم إلى مطار أبوظبي.

You might also like