مراقبون: خطاب السيد عبدالملك تدشين رسمي للخيارات الاستراتيجية
كامل المعمري – اليمن
أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب متلفز أن الشعب اليمني يخوض معركة العزة والكرامة والاستقلال والحرية، مؤكداً أن الأعداء فشلوا في العدوان على اليمن على الرغم من أنهم ارتموا بكل ثقلهم وامكاناتهم العسكرية والمادية وتضليلهم الإعلامي الهائل إلا أنهم خسروا لأن الشعب اليمني يقف الموقف القوي والمحق والعادل والموقف الذي يكسب فيها العاقبة لصالحه.
وأكد قائد الثورة اليمنية في كلمته أن العدوان كلما زاد في تصعيده واقدم على خطوات حمقاء، ازداد وعي الشعب وشعر بالمسؤولية وأدرك طبيعة الصراع وطبيعة الخطر الذي يواجهه وأدرك أيضاً سوء المعتدي وبشاعته وضرورة التصدي لعدوانه.
وفي ما يخص التطورات في محافظة عدن خلال الفترة الأخيرة، قال الحوثي إن الأعداء ارتموا بكل ثقلهم المادي والعسكري وعدوانهم حيث شنوا منذ بدء العدوان آلاف الغارات الجوية وبذلوا مليارات الدولارات وظفوها لصالح تلك الخطوة استنفاراً على اقصى قدر تمكنوا منه وحشدوا مرتزقة من كل انحاء العالم حتى من السنغال، وبذلوا جهداً كبيراً وغرفة عمليات مشترك فيها “الاسرائيلي” والسعودي والأمريكي والاماراتي والقاعدي و”الداعشي” ولم يستطيعوا أن يحققوا أي إنجاز سوى شيء محدود لا يمثل مكسباً حقيقياً بقدر ما هو انزلاق في مستنقع كبير، وهذه الخطوات لا تحسم المعركة على الاطلاق مع شعوب لا تقبل بالاستعباد والاذلال والهوان.
ووجه السيد الحوثي نداءه إلى أحرار اليمن والشرفاء إلى المضي والتحرك في هذين الاتجاهين، تعزيز الجبهات الداخلية وتعزيز الخيارات الاستراتيجية، والتحرك الجاد في كل الاتجاهات.
وبخصوص المسار السياسي، قال عبد الملك الحوثي ان الحلول السياسية ممكنة ومتاحة ومن يعمل على عرقلتها هو العدوان مرحباً بكل جهد أو مسعى عربي او غير عربي أو من اي طرف محايد.. وختم قائد الثورة اليمنية كلمته مخاطباً أبناء المحافظات الجنوبية مذكراً إياهم بخداع النظام السعودي الذي لا يريد مصلحتهم، فبمقابل وعوده لهم باستعادة الدولة او فك الارتباط فهو يعد الاخوان وحزب الإصلاح بعكس ذلك لأنه لا يريد مصلحة الجنوبيين ولا الشماليين وعندما يتحرك باتجاه أي طرف انما يريد تحريكه كأداة وسلعة رخيصة.
تصعيد كبير في العمق السعودي
مراقبون في الشأن اليمني اكدوا ان خطاب السيد عبد الملك والذي دعا فيه الى رفد جبهات القتال “الداخلية” ودعمها استعداداً للخطوات الاستراتيجية المقبلة.
مختار الشرفي، المحلل السياسي، قال في تصريح خاص لاذاعة طهران إن دعوة السيد عبد الملك الحوثي الى رفد الجبهات بالمقاتلين يأتي في وقت تشهد المواجهات تصعيداً كبيراً في نجران وجيزان وعسير حيث باتت العمليات القتالية ضد المواقع العسكرية السعودية هناك تتم بالتوغل والتطهير والبقاء والانطلاق الى مواقع أخرى خلافاً لما كان يحدث من توغل ومن ثم الانسحاب. وهذا يحتمل وبشكل كبير أن السيد عبد الملك لا يعتبر المواجهات هناك خارج الاراضي اليمنية وإنما هي جبهات داخلية مثلها مثل تعز ومأرب وعدن واي محافظة يمنية أخرى وهذا في حد ذاته تصعيد كبير في المواجهة، والذي اعتبر الخطاب مكرراً و تعبوياً أن يعيد قراءته للخطاب من دون أن يدعي أنه أكثر دراية من الرجل الذي يعرف كيف يعيد إقامة الحجة على المعتدي في كل مرحلة جديدة من مراحل الرد على عدوانه.
بدء المعركة الصفرية مع العدو
من جهته قال الناشط السياسي عبد الرحمن الاهنومي إن خطاب السيد كان واضحاً وقاطعاً ومحللاً نزيهاً للأحداث وتطوراتها وأسبابها، حيث قدم رواية صادقة ومقنعة وتوصيفاً صادقاً ولم يتعمد الاخفاء والتستر حول تطورات الاحداث هنا، وبمصطلحات لابد أنها كانت أكثر وضوحاً من الحقيقة، كشف عن الاسباب وضرورة المعالجات.. واضاف الاهنومي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي: وفيما اكد السيد على حتمية المضي في الخيارات الاستراتيجية، لم يوصد الأبواب أمام خيارات الآخرين (المسارات السياسية)، راعى فيها السيد الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية من جانب، وحتى لا يقطع الطريق ولا يغلق الأبواب أمام أي فرص لتسوية سياسية تبذلها اطراف عربية.
وليقفل الباب مسبقاً أمام أي ردود فعل تترتب على بدء المعركة الصفرية مع السعودية، ولتكون بمثابة العذر الأخير الذي هو جزء من استراتيجية السيد في مراحل ما قبل الجولة النهائية والحاسمة من جولات أية معركة يقودها السيد.
وختم الاهنومي بأن خطاب السيد كان خطاباً “تعبوياً، سياسياً” وفي جانبه التعبوي لم يكن المقصود رفع المعنويات والتعبئة الشاملة فقط، بل هو تدشين رسمي لمرحلة الخيارات الاستراتيجية التي باتت ملحة وضرورية، فالسيد حينما يواكب بخطابه هذا حالة الحشد والتعبئة الميدانية التي تشهدها محافظات الجمهورية في شكل تجمهرات وتجمعات قبلية مسلحة، ويتزامن مع تغيير موازين الحرب على الحدود مع السعودية وتوسيع قواعدها وانتقالها من مرحلة الهجمات والانسحاب، إلى السيطرة والتوغل.
في غضون ذلك كشفت مصادر مطلعة أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من اقتحام موقع جلاح العسكري التابع للعدو السعودي الواقع في منطقة عسير، مشيرة إلى أنه تم تدمير عدد من الآليات العسكرية وقتل العشرات من الجنود السعوديين، فيما لاذ عدد آخر منهم بالفرار. وأضافت المصادر، أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من السيطرة على سلسلة جبلية وتباب الفخيذة باتجاه جيزان، حيث يوجد فيها ۳ مواقع عسكرية واقعة بين موقع إم بي سي العسكري وموقع تويلق.
وأشارت المصادر إلى أنه تم تدمير عربة bmb وآليتن مدرعتين في تلك المواقع، لافتة إلى أنه تم تطهير موقع وادي جارة في الخوبة بجيزان وقالت إن “قوات الجيش واللجان الشعبية لاتزال متمركزة في تلك المواقع العسكرية السعودية في عسير وجيزان”.
المصدر: اذاعة طهران العربية