كل ما يجري من حولك

تحالف العدوان يبدد ثروة اليمن البحرية: القراصنة الجدد!

497

متابعات:

كهندي أحمر يهجر الصياد اليمني بحره ويلوذ بالبراري والمرتفعات الداخلية نازحاً من حرب «التحالف» الذي مزق شباكه ودمر قاربه، حتى يتسنى له ممارسة عبثه وتبديد الثروة البحرية لليمن بعشرات السفن التي تجرف الأسماك والشُعَب المرجانية.

رئيس «الإتحاد اليمني للصيادين» في الساحل الغربي عبدالله باحيدر، يقول لـ«العربي»، إن «الغارات الجوية للتحالف وكذا قصف البوارج التابعة له قتلت العشرات من الصيادين اليمنيين في عرض البحر منذ مطلع العام 2015، كما اضطر غالبية الصيادين الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف صياد، إلى تقليص عملهم أو التوقف عنه، ما أدى إلى وقوع 70% منهم في براثن الفقر».

ويكشف باحيدر عن «اعتقال البحرية السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية 80 صياداً يمنياً من المياه الإقليمية لليمن، ولا يزال معظمهم يقبعون في سجن بمدينة جيزان».

 

بحماية «التحالف»

تمتلك اليمن ساحلاً بطول 2500 كيلومتراً، وهو ما مكنها من امتلاك أكبر جرف قاري في الشرق الأوسط، وبموجب المعاهدة الدولية والقانون الدولي، فإن المياه الإقليمية تصل إلى 12 ميل بحري، فيما الجرف القاري الذي يحق لليمن استخراج الثروات منه أو إقامة محميات بداخله يبلغ 200 ميلاً في البحر الأحمر، و350 ميلاً في البحر العربي.

لكن الساحل تحول من نعمة على البلاد إلى نقمة، في ظل غياب القوة البحرية اليمنية وسيطرة الإمارات على أكثر من 10 موانئ محورية، بالإضافة إلى معظم الجزر بما فيها سقطرى وميون في مضيق باب المندب. كما فرض «التحالف» سطوته على مياه اليمن، وأدخل عشرات السفن التجارية التابعة له ولشركات أجنبية بأسماء وهمية لنهب ثروات البلد المنهك بحرب الخارج وصراعات الداخل.

الناشط الحقوقي في محافظة الحديدة مجاهد القب، يكشف عن تواجد «عشرات السفن المصرية في المياه اليمنية في البحر الأحمر، تمارس أعمال الجرف للأسماك والأحياء البحرية والشعب المرجانية»، مضيفاً أن «هذه السفن تجوب المياه قبالة ذوباب والمخا والخوخة واللحية الى محيط جزيرة عكبان اليمنية».

ويضيف أن «بعضاً من تلك السفن تعمل على مسافة 5 أميال بحرية من ساحل اليمن، وكأنها في مأمن من أي عوائق أو أن جهة ما منحتها الإذن بتدمير الشعب المرجانية».

الصياد في ساحل الحديدة محمد الدهمي يقول لـ«العربي»: «منذ بداية الحرب على اليمن بدأت معاناة الصيادين في محافظة الحديدة، ولم نعد نستطيع الإبحار بقواربنا حيث تطلق بوارج التحالف النار علينا كلما اقتربنا منها، كما لم يعد بمقدورنا نشر شباك الصيد خوفاً من تعرضها للجرف من قبل السفن المصرية التي تحميها بوارج التحالف».
ويضيف الدهمي «أصبح الصيد محصورا علينا بالقرب من الساحل ولا نعود من رحلة الصيد إلا بالقليل من الاسماك نبيعها بمبلغ زهيد… لقد لجأ الكثير منا إلى بيع القوارب وأدوات الصيد لمواجهة متطلبات العيش».

من جهته، يؤكد مدير قطاع البحر الأحمر بخفر السواحل اليمنية العقيد زيد الوشلي لـ«العربي»، أنه «تلقى عشرات البلاغات حول قيام سفن جرف مصرية بالاصطياد في المياه اليمنية. وأن تلك السفن تستخدم وسائل تدميرية للأحياء والشعاب المرجانية، وأن بوارج التحالف تقوم بحمايتها».

 

تفريغ مخلفات سامة

في يوليو من العام 2017، نفقت 47 من الدلافين في ساحل سقطرى. وقالت الـ«يونسكو » يومها إن «نفوق هذا العدد الكبير والمفاجئ ولأول مره يجعلنا نشعر بالخوف من أن هناك سبباً ما وتلوث وتسمم لم تشهده مياه الجزيرة في السابق».

مصدر في وزارة الثروة السمكية التابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، أبلغ «العربي» عن «قيام سفينة حربية بريطانية بتفريغ مخلفات كيميائية في المياه اليمنية في مايو من العام 2017»، مرجعاً نفوق الدلافين الى تلك المخلفات.

وأضاف أن «الوزارة شكلت لجنة تحقيق وقيمت حجم الكارثة لما ألقته السفينه البريطانية، إلا أن ضغوطا إماراتية وسعودية حالت من دون الكشف عن نتائج التحقيق، الذي لا يزال حبيساً في مكتب الوزير فهد كفاين».

إلى ذلك، قال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن الدكتور خالد الثور لـ«العربي»، إن «سفن الصيد تقوم بعمليات الصيد بالتجريف الذي يدمر البيئة والشعاب المرجانية ويقضي على مواطن تكاثر الأسماك لصالح مصنع برايم، الذي أنشئ في جزيرة سقطرى ويصدر إنتاجه إلى الإمارات»، مضيفاً أن «سفن الصيد تفجر الشعب المرجانية للبحث عن الأصداف والمحار، في ظل غياب الرقابة من السلطات المحلية وسيطرة القوات الإماراتية على الأرخبيل».

كما يؤكد ناشطون سقطريون أن «إدارة مصنع برايم تنظم مسابقات وتوزع جوائز للصيادين الذين يحصلون على الكميات الكبرى من الأسماك، وأن هذه المسابقات تتم برعاية المحافظ وتشجع بشكل كبير على الاصطياد الجائر وجرف الأسماك».

إلى الإمارات

يقول الناشط والإعلامي علاء الحسني إن مصنع «برايم» يستقبل الأسماك من الصيادين المحليين في سقطرى «كعملية تغطية على أسطول السفن التابع له، المصنع مجهز بآلات حديثه وأسطول شاحنات وسيارات صغيرة، ويستقبل يومياً قرابة 50 طناً من الأسماك المتنوعة والتي تُصدَّر إلى الإمارات».

وأشار عبر صفحته على موقع «فايسبوك»، إلى «تواجد سفينة تابعة للمصنع إسمها الأصلي أتلنتيك داون Atlantic Dawn، وهي تمارس جرف الأسماك في محيط سقطرى باسم جديد لها وهو أنليس إيلينا Annelies Ilena»، مؤكداً أن «السفينة عملت لمدة 9 أشهر في محيط الجزيرة، وجرفت أكثر من 900 ألف طن من الأسماك، كما دمرت البيئة والشعاب المرجانية، وأحدثت تفجيرات تحت الماء لجرف الأحجار الكريمة والصدف».

(فايز الأشول – العربي)

You might also like