تقرير شامل: مرتزقة العدوان تحت الحصار في الساحل الغربي وقوات الجيش واللجان تفرض استراتيجيتها
متابعات| المراسل نت:
تحقق قوات صنعاء (الجيش والحوثيين) نجاحاً ملموساً في فرض استراتيجيتها العسكرية في الساحل الغربي باستنزاف الخصوم والعمل على تطويقهم وفصلهم عن بعضهم البعض على امتداد الساحل انطلاقاً من سيطرتها على العمق الاستراتيجي المتمثل بالجغرافيا الجبلية المطلة على الشريط الساحلي ذو الطبيعة الصحراوية المفتوحة حيث يتمدد التحالف السعودي على نطاق ضيق معتمداً على سياسة الأرض المحروقة من خلال مئات الغارات الجوية والقصف عبر البوارج الحربية والتمشيط المكثف بطائرات الأباتشي، غير آبه بحجم الخسائر المهولة التي تتكبدها القوات الموالية للإمارات على الأرض والتي باتت محاصرة في ثلاثة محاور رئيسية ليس أمامها إلا استسلام وفق ما تحدث به مصدر عسكري لـ المراسل نت حول مجريات المعركة.
التحالف يغامر وصنعاء تتغلب على الحرب النفسية
ورغم الاختراق الذي حققه التحالف السعودي في الساحل الغربي إلا أنه اختراق غير مأمون إذ يظل الشريط الساحلي تحت سيطرة نارية مستمرة لقوات الجيش والحوثيين، لكن إصرار التحالف على مواصلة المعركة يعود لثلاثة أسباب رئيسية الأول عدم اكتراثه بسقوط آلاف القتلى والجرحى من المقاتلين الموالين للإمارات، حيث كشف موقع انترسبت الأمريكي في تقرير رصده المراسل نت مطلع الشهر الجاري بناء على تقرير سري للجيش الأمريكي حجم الخسائر التي يتعرض لها التحالف. وقال الموقع إن “الوثائق العسكرية الأخيرة للجيش الأمريكي كشفت عن خسائر كبيرة يتعرض لها المقاتلون المدعومين من الإمارات، خاصة عند محاولتهم التقدم باتجاه مديرية المخا، حيث تواجه القوات الموالية للإمارات مشاكل استخدام الأسلحة وتعطل عملها، لدرجة أنهم وصفوا تلك المعارك بالجهنمية”.
أما السبب الثاني الذي يدفع التحالف على الاستمرار في المعركة هو رهانه على الحملة الإعلامية والحرب النفسية التي يمارسها من خلال التقدم في الشريط الساحل وتضخيم الإنجازات لتسقط بقية المناطق الصعبة جغرافياً بشكل تلقائي أملاً في تكرار ما حدث في عدن عندما دخلتها قوات التحالف في يوليو 2015 بالتزامن مع عيد الفطر آنذاك، ومن جانب آخر وعلى سبيل المثال صنع إعلام التحالف أهمية كبيرة لمطار الحديدة الواقع في على الساحل أقرب إلى مديرية الدريهمي منه إلى مدينة الحديدة، لكن المطار لا يكتسب أي أهمية استراتيجية في الواقع العسكري نظراً لوقوعه في منطقة مفتوحة وخارج عن الخدمة منذ سنوات، في وقت ما يزال التحالف عاجزاً عن الوصول إليه.
لكن الحوثيين نجحوا في التغلب على الحرب النفسية حيث ظهر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في مناسبتين يؤكد أن التحالف يستطيع تحقيق اختراق في الساحل في نطاق ضيق مستغلاً الطبيعة الصحراوية ومعتمداً على القصف المكثف، لكنه يستحيل عليه حسم المعركة لأن العمق الاستراتيجي والجغرافيا الجبلية تحت سيطرة قوات الجيش والحوثيين، داعياً إلى عدم الارتباك والعمل على تطويل اتباع التحالف واستنزافهم وهو ما يتم تحقيقه في الميدان.
أما السبب الثالث لاستمرار التحالف في المعركة يتعلق باعتقاد السعودية والإمارات أن السيطرة على الساحل الغربي ستجبر الحوثيين على الدخول في مفاوضات وفقاً لشروط التحالف ووقف لإطلاق النار يجنب قواتهم أي هجمات مضادة كون مواقعهم في متناول قوات الجيش والحوثيين، لكن زعيم الحوثيين أيضاً رد على ذلك بشكل غير مباشر عندما أكد بشكل نهائي وحاسم أن أي متغيرات لن تجعلهم يغيرون مواقفهم.
قوات صنعاء تفرض استراتيجيتها
ميدانياً ومنذ أعلن التحالف فجر الأربعاء الماضي انطلاق معركة الحديدة استطاعت قوات الجيش والحوثيين إبطال مفعول الحرب النفسية وواصلت رهانها على تطويق القوات الموالية للتحالف واستنزافهم وبدأت في أول ساعة من بدء المعركة بتدمير بارجة حربية إماراتية بواسطة صاروخين بحريين ما لبث مسؤول أمريكي أن صرح لقناة سي ان ان الأمريكية أن الحوثيين نجحوا بالفعل في تدمير وإحراق بارجة إماراتية في سواحل الحديدة، وهي العملية التي أربكت حسابات التحالف.
وفي أول يوم أيضاً من بدء المعركة أكدت قوات صنعاء تماسكها وعدم التأثر بالحرب الإعلامية واستطاعت إيجاد استراتيجية خاصة بها للتعامل مع القصف الجوي بمختلف الطائرات وقامت بعمليات هجومية متزامنة مع التصدي للهجمات التي يشنها أتباع التحالف الذي يقر أنه حشد أكبر عدد من الألوية والمقاتلين لمعركة الساحل الغربي.
وتمكنت قوات صنعاء يوم الأربعاء من السيطرة على مفرق العدين بمديرية حيس وتقدمت بشكل ملحوظ حتى وصلت لبوابة مدينة حيس من الجهة الشرقية بعد هجوم واسع أثبتت قدرتها على التعامل مع الموقف وأخذ المبادرة الهجومية وعدم الاكتفاء بالدفاع.
وخلال الأسابيع الماضية نفذت قوات صنعاء استراتيجية الاستنزاف وقامت بعشرات العمليات الهجومية والكمائن واستهداف الآليات لتنجح بتدمير مئات الآليات وقتل وإصابة أكثر من 2500 مقاتل من أتباع الإمارات بينها القضاء على كامل أفراد كتيبة لتسقط أفرادها بين قتيل وجريح وأسير في عملية استدراج أقرت بها القوات الموالية للإمارات والتحالف قبل نحو أسبوعين في مفرق زبيد بالساحل الغربي.
ولعل ما حدث خلال يومي أمس الجمعة واليوم السبت يؤكد نجاعة عمليات الاستنزاف التي نفذتها قوات صنعاء حيث تمكنت أمس من تدمير وإحراق 38 آلية بعمليات استدراج وكمائن وهجمات مباغتة متنوعة فيما بلغ عدد الآليات التي تم تدميرها اليوم 19 آلية خلفت كلها عشرات القتلى والجرحى من أتباع التحالف. وإضافة إلى ذلك نجحت قوات صنعاء أمس الجمعة في ضرب أكبر تجمع للقوات الموالية للتحالف في الساحل الغربي بصاروخ باليستي من طرز توشكا المدمر ليوقع عشرات القتلى والجرحى ودماراً واسعاً في الآليات والمدرعات، كما نفذت الطائرات بدون طيار التابعة لقوات الجيش والحوثيين،اليوم السبت، عملية هجومية وصفها مصدر عسكري بالنوعية استهدفت تجمعا للقوات والآليات التابعة للتحالف .
وقال المصدر إن طائرات استطلاعية وعملية استخباراتية رصدت تجمعات للقوات والآليات الموالية للتحالف أعقبها غارات نفذتها طائرات بدون طيار على تلك التجمعات.
وأضاف المصدر أن الغارات التي نفذتها الطائرات بدون طيار أصابت أهدافها بدقة وأدت لسقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من المدرعات والآليات.
تطويق الاختراق: الاستسلام أو الموت
في إطار استراتيجيتها في الساحل الغربي التي تهدف لتطويق اختراقات التحالف في الشريط الساحل وتحويل تلك الاختراقات إلى فرص لإلحاق الهزائم بالقوات الموالية للإمارات، نجحت قوات صنعاء في محاصرة القوات الموالية للإمارات والتحالف في ثلاثة محاور رئيسية. ووفقاً لمصدر عسكري تحدث لـ المراسل نت تم تقطيع أوصال القوات الموالية للتحالف وفصلها عن بعض البعض في مفرق العدين بمديرية حيس ومحاصرة أتباع التحالف وقطع كل خطوط الامداد عنها في مناطق النخيلة والجاح والفازة بعد عملية استدراج محكمة.
وأضاف المصدر أن تلك القوات التي تضم أعداداً كبيرة من المقاتلين ما تزال تحت الحصار لليوم الثالث على التوالي ، فيما دعا مصدر بوزارة الدفاع التابعة لحكومة صنعاء تلك القوات المحاصرة إلى “الاستسلام وتسليم أفرادها أنفسهم كي يتم تقديم العلاج للعشرات من الجرحى في صفوفهم خصوصاً أن بعضهم ينزف منذ يومين دون أن يتلقى العلاج” مشيراً إلى أن ما وصفها “قوى الغزو والاحتلال لم تحاول الاهتمام بهم أو دفن الجثث التي تتعفن نتيجة الحر والرطوبة الشديدة”.