تحالف العدوان يبدأ الهجوم على الحديدة وسط مخاوف من كارثة إنسانية
بدأت القوات السعودية والإماراتية هجوماً على مدينة الحديدة غربي اليمن، وسط تحذيرات دولية واسعة من أن هذه المعركة ستؤدي إلى نتائج كارثية ستطول حياة ملايين المدنيين اليمنيين.
وأعلنت حكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي والذي يتخذ من الرياض مقرّاً دائماً له ويزور حالياً أبو ظبي، اليوم الأربعاء، أن طائرات وسفن تحالف العدوان تنفذ ضربات تستهدف تحصينات الجيش اليمني دعماً للعمليات البرية لقوات المرتزقة التي تقودها السعودية والإمارات والتي احتشدت جنوبي المدينة المطلة على البحر الأحمر، وأضافت حكومة هادي إن ما اسمتها عملية تحرير ميناء الحديدة (الذي يمثل شريان الحياة الوحيد لملايين المدنيين اليمنيين) سيمثل بداية السقوط لـ “الحوثي” وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية”.
وتعدّ هذه المعركة بإجماع الخبراء الأكثر خطورة في معارك العدوان المتواصلة على الشعب اليمني منذ أكثر من 3 أعوام.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
وفي سياق متصل دعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، جميع الأطراف في الحرب اليمنية لحماية المدنيين بعد أن بدأ التحالف بقيادة السعودية هجوماً جوياً وبرياً على ميناء الحديدة الحيوي المطلّ على البحر الأحمر.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن لـ “رويترز”، اليوم الأربعاء، 13 يونيه/حزيران: “بموجب القانون الإنساني الدولي يتعين على أطراف الصراع بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة”.
وفي جنيف قالت ماري كلير فغالي المتحدثة باسم الصليب الأحمر إن “من المرجّح أن يفاقم الهجوم وضعاً إنسانياً كارثياً بالفعل في اليمن”.
كذلك أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، عن قلقها البالغ إزاء تهديد حياة أكثر من 300 ألف طفل يعيشون في الحُديدة والمناطق المحيطة بها غربي اليمن، وقالت المديرة العامة للمنظمة الأممية، هنرييتا فور، في بيان “في الوقت الذي تواجه فيه الحديدة خطر الاعتداء، فإنني أشعر بقلق بالغ إزاء الأثر الذي سيتركه على الأطفال في هذه المدينة الساحلية وما حولها“.
وأضافت المسؤولة الأممية إن “تقديرات اليونيسف تشير إلى أن ما لا يقل عن 300 ألف طفل يعيشون في الحديدة والمناطق المحيطة بها، وجميعهم يعانون بشدة منذ فترة طويلة بالفعل”، وحذرت فور من أن “ملايين الأطفال في جميع أنحاء اليمن، يعتمدون على السلع الإنسانية والتجارية التي تأتي من خلال ذلك الميناء كل يوم، لبقائهم على قيد الحياة، ومن دون الواردات الغذائية، ستتفاقم إحدى أسوأ أزمات سوء التغذية في العالم”.
كما لفتت مديرة منظمة اليونيسف إلى وجود “11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية في هذا البلد الذي مزقته الحرب (إجمالي السكان 27.5 مليوناً)، ومع خنق شريان الحياة (في الحديدة) ستكون هناك عواقب مدمرة على كل واحد من هؤلاء”.
أهمية المدينة ومينائها؟
والحديدة تعدّ ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن (جنوب) والوحيد الخاضع لسيطرة الحكومة اليمنية في صنعاء ويعد شريان حياة لأغلبية سكان اليمن الذين يعيشون شمال البلاد.
والميناء، يقع على ساحل البحر الأحمر، ويحتل موقعاً استراتيجياً لقربه من خطوط الملاحة العالمية، ويحتوي على 8 أرصفة، بطول إجمالي يتجاوز 1461 متراً، بالإضافة إلى رصيفين آخرين بطول 250 متراً في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط، ويبلغ طول الممر الملاحي في الميناء أكثر من 10 أميال بحرية ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار، ويستطيع الميناء استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد في الميناء 12 مستودعاً لتخزين البضائع المختلفة ويمتلك 15 لنشاً بحرياً بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية.
وعلى مرّ التاريخ اشتهرت الحديدة والتي تنتشر قبالة سواحلها في مضيق باب المندب أكثر من 40 جزيرة أكبرها جزيرة كمران، بموجات الغزو الأجنبي الطامع في اليمن وهو ارتباط يكاد يكون ملازماً لكثير من مدن الساحل اليمني، كما تعد مدينة الحديدة المركز الإداري للمحافظة، ويقطنها نحو 400 ألف نسمة، وتبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 220 كم، وخلال الأعوام الثلاثة السابقة من عمر العدوان بقيت المحافظة بعيدة نوعاً ما عن أجواء الحرب.
*الوقت