كل ما يجري من حولك

الهدنة لتثبيت احتلال عدن إعلاميا !

557

 

بقلم / محمد محمد المقالح

لا هم للسعودية من هدنة الخمسة الأيام الا لكي تقول للعالم بانها قد سيطرت على مدينة عدن وان حملتها العسكرية على اليمن ليست فاشلة كما يقول خصومها بل انها قد أفضت في نهاية الأمر الى تحقيق الغرض منها وهو تحرير مدينة عدن العاصمة المؤقتة للسلطة الشرعية التي شنت الحرب من اجلها او تحت غطائها !

اما كيف ستحقق لها الهدنة المزعومة هذا الانتصار المتخيل والذي لم يحققه قصف الطيران الوحشي على عموم اليمن ولمدة أربعة أشهر أو تزيد فهو ان تظهر طائراتها على شاشات التلفزيون وهي تهبط وتقلع من مطار عدن وسفنها وهي ترسو وتغادر مواني عدن بسلام ودون ان يستطيع “العدو” مسها بسؤء !

ستأتي السعودية اذا مررت هدنتها المزعومة على بعض السذج من الناس بالفضائيات والكاميرات لتصور هذا الانتصار العظيم وهي توزع الحلوى والشوكلاته على أطفال عدن وترسم البسمة على فقرائها المرهقين من حرب الحوثي والمخلوع صالح وتدعم المقاومين أو المدافعين عن حياضها أمام الاحتلال الشمالي العفاشي الحوثي!

إنه نصر تلفزيوني عظيم يا محمد بن سلمان يشبه انتصارات المارنز الأمريكي في عملية “إعادة الأمل” الأمريكية في الصومال حيث كانت الكاميرات أكثر عددا من الجيوش !

هذا ما يفسر استشراس طيران محمد بن سلمان عشية بدء الهدنة المزعومة في قصف الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية والغربية لمدينة عدن وفي قصف طرق امداد الجيش واللجان بالأسلحة والمقاتلين في لحج وساحل ابين وبعض مديريات أبين والبيضاء وزجها بعشرات الآلاف من مرتزقتها للقتال في تلك المناطق كدار سعد والشيخ عثمان والمدينة الخضراء والعريش ومن خلفهما جعولة وصبر والوهط بل وكرش والعند وغيرها علها بذلك تستطيع ابعاد نيران الجيش واللجان الشعبية عن المطار والميناء مسافة كافية قبل بدء سريان الهدنة المعلنة من طرفها ودون اعتبار للأمم المتحدة وبقية أطراف الحرب والمهم هو ألاّ ينغص الجيش واللجان فرحتها بهذا الاحتفال في مطار وموانئ عدن تحديدا.

والخلاصة هي أن الصور التي كانت تنقل عن هبوط وإقلاع طائرات عسكرية سعودية من والى مطار عدن “بعد تحريرها” كان الكثير يشككون بمصدقيتها والبعض اعتبرها مفبركة ولذلك فإن الهدنة ستمنح تلك الصور مصداقية اكبر بغض النظر عما اذا كانت السعودية قد انتصرت فعلا في احتلال عدن وانها تستطيع الحفاظ على هذا الاحتلال فترة اكبر هذا لا يهم والمهم هو أننا “بدنا صيت ما بدنا مكسب” اولم يقل البعض ان الحرب اليوم إعلامية أكثر من كونها ميدانية!

You might also like