مقتل واصابة 700 مسلحاً في الساحل الغربي.. “التحالف” يقر بالهزيمة و”انصارالله” يضع شروط المنتصر
تقرير / جمال محمد الأشول
تواجِه قوات تحالف العدوان والقوات الموالين لها المشارِكة في التصعيد العسكري ، التي أُطلقت نحو أسبوعين لـ “تحرير ” مدينة الحديدة، عقبات كبيرة في مسرح عملياتها، ليست أقلها الخسائر البشرية المتعاظمة التي تكبّدتها خلال اليوميين الماضيين ، لتعيد إلى الأذهان تجارب الغزاة الأحباش والفرس والبرتغاليين والهنود الذين استسهلوا الهجوم على سواحل اليمن، قبل أن يصطدموا بمقاومة شرسة من ابطال الجيش واللجان الشعبية ووحل سرعان ما حوّلهم إلى فريسة للمقاتل اليمني .
خسائر فادحة
بعد ثلاثة ايام على تكسّر نصال الهجوم العسكري التي أطلقها تحالف العدوان للسيطرة على الساحل الغربي باسناد جوي وبدعم استخباري ولوجستي أميركي، من تهديد إلى فرصة لتلقين الغزاة دروساً في فن الحروب .
وخلال ثلاثة ايام استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية الحاق خسائر مادية وبشرية بقوات تحالف العدوان والموالين لها في الساحل الغربي .
وحصل “متابعات ” على إحصائية عسكرية دقيقة لخسائر تحالف العدوان على مدى اسبوعين والتي شهدت قتل 418 مسلحاً واصابة 322 آخرين ، وفقاً لمصدر في الاستخبارات العسكرية التي أكدت أن هذه الإحصائيات من سجلات العدو والبلاغات اليومية لمستشفى المخا وعدن.. مشيرا إلى أنه تم إخلاء 184 جثة و120 جريحا في حالة حرجة من مستشفى المخا باتجاه عدن.
في السياق ، وزع الإعلام الحربي اليوم الاثنين مشاهد وصور حصل تظهر جانباً من خسائر تحالف العدوان المادية والبشرية في الساحل الغربي
التحالف يقر بهزيمته:
إلى ذلك ، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقرير لها امس الأحد ، أن أمريكا تدرس الاستجابة لاستغاثة عاجلة قدمتها الإمارات تطالب الولايات المتحدة بالتدخل العسكري العاجل لمعركة الساحل الغربي التي تهدف للوصول إلى ميناء الحديدة ،
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولون أمريكيون عبروا خلال نقاش الطلب الإماراتي عن قلقهم من تداعيات مساعي التحالف للاستيلاء على ميناء الحديدة، حيث يرون أن محاولة السيطرة على الحديدة ومينائها قد يكون لها آثار كارثية.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طلب من الإدارة الأمريكية إجراء تقييم سريع للاستغاثة الإماراتية ، الأمر الذي أعتبره مراقبون أن الاستغاثة الإماراتية اعتراف عملي من قبل التحالف بالهزيمة في معارك الساحل الغربي
مقبرة الغزاة مجدداً
تحول هجوم تحالف العدوان في الساحل الغربي إلى مصيدة وفرصة لـ قوات الجيش واللجان الشعبية التي نفذت عمليات عسكرية واسعة معتمدة على حرب العصابات وتمكنت من وقف تقدم قوات تحالف العدوان وإلحاق خسائر مادية وبشرية جسيمة في صفوفهم وإلى إرباك كبير في صفوف القوات المهاجِمة ، قبل أن تبدأ بعمليات نجحت باستعادة الكثير من المواقع والمناطق في الساحل الغربي .
من جانبه أعتبر الصحفي لقمان عبدالله في تحليل خباري نشرته “جريدة الأخبار” أن «أنصار الله» نجح في تطويع طبيعة الأرض بما يتناسب مع مهمة حرب العصابات، وقيامها بتوزيع مجموعات صغيرة نسبياً بين تعرجات الساحل وتشققاته والمنحدرات القليلة العمق الناتجة من السيول والعوامل الطبيعية فيه، وكذلك بالاستفادة من الأشجار المتفرقة في أكثر من مكان، الأمر الذي قلّل من أهمية تفوّق العدوان بالجو والبحر، ليبدو شكل التمدد الطويل والضيق للقوات الغازية أشبه ما يكون بأفعى عرضة للضرب في كل مكان (الرأس والوسط والذيل) .
تحركات دبلوماسية وشروط المنتصر
وكان مارتن غريفيث ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ، قد وصل صنعاء قبل يومين ، لتقديم احاطته لإعادة إحياء المفاوضات اليمنية ، فيما أعتبر مراقبون ، أن زيارة “غريفيث ” بالتزامن مع التصعيد على الساحل الغربي وفشل تحالف العدوان من السيطرة على الساحل الغربي واستهداف الحديدة .
إلى ذلك ، اشترط رئيس اللجنة الثورية العليا ، محمد علي الحوثي ، أن يقوم ” غريفيث ” ، بتأمين دفع مرتبات موظفي الدولة قبل أي نقاش .
وقال الحوثي، في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” بالنسبة للمبعوث، يجب أن يبلغ بأن المرتبات هي أول خطوة يقوم بها، مضيفاً ما لم فيتم التعامل معه مثل من سبق. في إشارة لرفض أنصار الله استقبال المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ، في آخر جولاته إلى صنعاء.
وتابع الحوثي ” لذلك نتمنى إبلاغه من كل من يقابله أن هذا هو الأولوية قبل كل شيء إن كان لديه مصداقية .