معركة الساحل الغربي في اليمن: الإعلام لا يصنع نصراً
متابعات| الوقت:
بات من الواضح جداً من خلال الصورة الميدانية، أن واشنطن تقف كليّاً وراء التصعيد في الساحل الغربي، تحت ذريعة حماية الملاحة البحرية الدولية، وعند السؤال عن توقيت التصعيد، نجد مبررات واقعية دفعت بأمريكا للتصعيد العسكري عبر أدواتها السعودية والإمارتية، ويأتي في مقدمتها الهزائم المتتالية لقوى العدوان، والانتصارات المهمّة التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية، بدءاً من نهم إلى جبهات ما وراء الحدود، مروراً بجبهات الجوف، ووصولاً إلى الساحل الغربي، وهذا يعني القضاء على التأثير الأمريكي في الميدان اليمني، وبالتالي تبخّر أحلام وأطماع واشنطن وتل أبيب في إنشاء قاعدة عسكرية في الساحل الغربي، تطلّ على باب المندب، وجزر البحر الأحمر المتاخمة لممرات الملاحة الدولية.
معركة إعلامية
يرى الناشط عبدالوهاب الوشلي أنها ليست المرة الأولى التي يكرّر فيها العدو الأمريكي الصهيوني بأدواته الإقليمية السعودية والإمارتية، محاولة تسخير الآلة الإعلامية الضخمة، والجيوش الإلكترونية العديدة، وأبواق العدوان من المرتزقة والعملاء لتحقيق انتصارات افتراضية آنية، لا تتعدى فضاء إعلام قنوات العدوان ومن يدور في فلكه، عبر التهويل والتضليل الإعلامي لأي اختراق هيّن قد يحدث بمصاحبة طيران وبوارج قوى العدوان في الساحل الغربي المترامي الأطراف، والذي هو شيء لا يذكر مقارنة بسلسلة الانتصارات اليومية لأبطال الجيش واللجان الشعبية في ميدان الساحل الفسيح الذي يلقّن فيه أبطال اليمن قوى الغزو والعدوان أقسى الدروس، ويسطّرون أروع الملاحم والبطولات، التي تضاف لباقي الانتصارات العظيمة والمتتالية في مختلف الجبهات.
تهويل عقيم
يستخدم العدوان طريقة مفضوحة، ويكرّر نفس الأسلوب المكشوف، المتمثل في التهويل الإعلامي القائم على التضخيم والتضليل، ليس فقط في جبهة الساحل الغربي، ولكن في باقي الجبهات كـ “نهم وصعدة وتعز”، طوال ثلاث سنوات، ويعلم الجميع أن ذلك التهويل والانتصار الافتراضي لم يمنحهم التقدم شبراً واحداً في ميدان المعركة الحقيقي، إذ ما زالت قوى العدوان تعوّل على الجبهة الإعلامية، ولم تبرح قنواتها وأدواتها من ترديد الشائعات والأكاذيب، والبطولات “الفيسبوكية”، والتحليلات السياسية البائسة عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والفضائيات، في إطار حرب نفسية خاسرة تسعى من خلالها إلى تضليل الرأي العام، وضرب المعنويات، وتخويف الناس، وبثّ الإرجاف، وخلق إرباك من شأنه تمرير هذه الانتصارات الوهمية.
انتصارات ساحقة للجيش واللجان
أوضح مصدر في وزارة الدفاع اليمنية لـ “الوقت”: أن الجيش واللجان الشعبية نفذوا عمليات هجومية واسعة على العدو في مديريات الساحل الغربي، وحققوا انتصارات ساحقة، وسيطروا على تلك المواقع والمزارع، محققين إصابات نوعية في عديد وعتاد الغزاة والمحتلين والمرتزقة الذين فشلوا في استعادتها، وأشار المصدر إلى أن سلاح الجو المسيّر دمّر بعملية نوعية في الساحل الغربي الدفاعات الجوية، وغرف القيادة والسيطرة للعدو والتي كانت مؤمّنة ومموهة بتقنيات حديثة، وذكر المصدر أن سلاح الجو المسيّر نفذ العملية الهجومية وفق معلومات استخباراتية وإحداثيات دقيقة استهدفت غرف القيادة والسيطرة للعدو ودفاعاته الجوية التي كانت متمركزة في الساحل الغربي.. مؤكداً نجاح العملية الهجومية وتدمير غرف العمليات وإخراج منظومة الدفاع الجوي للعدو عن العمل، وحيّا المصدر الهبّة الشعبية التي شهدتها مديريات الساحل الغربي من قبل أبناء تهامة الأحرار لمواجهة الغزاة والمحتلين ومساندة أبناء الساحل للجيش واللجان الشعبية بكل الوسائل وتقدمهم للصفوف الأولى في صدّ المعتدين .. منوهاً بالوعي الوطني الذي أسقط الحرب النفسية للعدو وآلته الإعلامية ومرتزقته، والتي أراد من خلالها تحقيق انتصار إعلامي، أو التأثير على الشعب اليمني الصامد والواعي، كما أكد المصدر على الجهوزية العالية للجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات.. لافتاً إلى ما شهدته الجبهات خلال أيام الشهر الكريم من تعزيزات بشرية ومادية من أبناء الوطن كافة، ورجال القبائل الأحرار الذين يسطرون بطولات وانتصارات كبيرة وعمليات دعم في كل الجبهات.
محافظ عدن يحذّر
حذّر محافظ محافظة عدن طارق مصطفى سلام، من استخدام قوى العدوان السعودي الأمريكي، أبناء المحافظات الجنوبية وقوداً لحروبها التدميرية في اليمن، وأشار في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إلى أن معركة الساحل الغربي تحصد أرواح آلاف المغرّر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية والذين يستخدمهم العدو كوقود لحروب عبثية هدفها إطالة أمد العدوان على اليمن. وقال “هناك أعداد كبيرة من المرتزقة الجنوبيين المغرّر بهم وقعوا أسرى مؤخراً بأيدي الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل الغربي”. ودعا محافظ عدن أبناء الحديدة إلى أخذ تجربة المحافظات الجنوبية بعين الاعتبار، والنظر إلى واقع المحافظات المحتلة اليوم، مبيناً أن العدو يسعى من خلال دعمه اللامتناهي للحروب والاقتتال الداخلي إلى استنزاف الثروة البشرية في اليمن، والنيل من رجال اليمن الأبطال، وتحقيق أهدافه الدنيئة على حساب دماء المغرّر بهم التي تسيل كل يوم دون أن تعطى أدنى مستوى من الاهتمام، وأضاف “الأدهى أن هناك من أبنائنا وإخواننا من لم يستوعبوا بعد، خطورة المخطط الإجرامي للعدوان الذي يجعل من دمائهم سلعة رخيصة في متناول الأعداء والمحتلين، داعياً المغرّر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية الذين لا يزالون في صفوف المحتل إلى مراجعة أنفسهم، والاعتبار مما حلّ بمن قبلهم، وما هي النتائج التي تحققت لمستقبلهم ومستقبل وطنهم وهم يقاتلون في صفوف المحتل ضد أبناء وطنهم.