كل ما يجري من حولك

ميدي … المدينة التي «حررت» خمس مرات في عامين!

498

متابعات| رشيد الحداد – العربي:

أعلن «التحالف العربي» يوم أمس، «تحرير» مدينة ميدي الساحلية من سيطرة «أنصار الله»، بعد استعادة قوات سعودية وسودانية وبمشاركة قوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة عليها، في المقابل أكدت صنعاء أن المعارك في ميدي لا تزال مستمرة بين تلك القوات والقوات الموالية لـ«أنصار الله»، وهو ما يشير إلى أنها لم تسقط بشكل كامل، بل حصل تقدم لقوات «التحالف» في أجزاء من المدينة .

ميدي لم تسقط

بعد أيام من إعلان القوات الموالية لهادي تدشين عملية عسكرية في الساحل الغربي تمتد من ميدي حتى حيس، أعلنت حكومة هادي سيطرتها الكاملة بمساندة من «التحالف العربي» على مدينة ميدي شمال غرب البلاد، إلا أن مصدراً عسكرياً في العاصمة صنعاء اعتبر أن الإعلان ليس إلا مزاعماً لا قيمة لها على الأرض.

وأكد المصدر لـ«العربي» أن ميدي تشهد مواجهات عنيفة منذ قرابة أسبوع لا تزال مستمرة، وأدت إلى مقتل 126 جندياً وضابطاً سودانياً، وعشرات الجنود الموالين لهادي، مشيراً إلى أن «التحالف» حاول تحقيق تقدم محدود خلال الأيام الماضية، ونفذ عشرات الهجمات في ميدي، إلا أنها أفشلت من قبل قوات الجيش التابعة لحكومة «الإنقاذ» في صنعاء و«أنصار الله».

وأكد المصدر أن القوات الموالية لـ«أنصار الله» واجهت ضغطاً شديداً منذ يوم السبت الماضي، وخاضت مع القوات المهاجمة مواجهات شرسة. وحول تحقيق تلك القوات تقدم في الأجزاء الشرقية والجنوبية من المدينة، أشار المصدر إلى أن ميدي لا تقبل «الغزاة» وأن «كل محاولات التقدم تنتهي بخسائر فادحة».

وكشف المصدر أن القوات المهاجمة تقدمت قبل يومين بإسناد جوي كثيف ومنيت بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، داعياً وسائل الإعلام إلى متابعة مسار المواجهات العسكرية في جبهة ميدي التي وصفها بـ«محرقة ميدي» ليتأكدوا بأنفسهم من الإنتصارات الوهمية التي تدعيها تلك القوات.

الطريق إلى الحديدة

يعمل «التحالف العربي» وخصوصاً السعودية للسيطرة على ميدي منذ مطلع العام 2016م، إلا أنه فشل في تجاوز ميدي بفعل المقاومة الشرسة التي تبديها «أنصار الله» في المدينة، وترى الرياض أن السيطرة على ميدي ضرورة للوصول إلى مدينة عبس والاتجاه نحو مدينة الحديدة والسيطرة عليها.

معركة استنزاف

تعد جبهة ميدي جبهة استنزاف مفتوحة لقوات هادي وقوات «التحالف»، فعلى مدى أكثر من عامين من محاولة تلك القوات التقدم فيها قتل الآلاف من الجنود الموالين لهادي، وخصوصاً عناصر حزب «الاصلاح» بعمليات نوعية.

الإعلامي عيسى الراجحي، والذي ينحدر إلى مديرية عبس القريبة من ميدي، أكد وجود مبالغات كبيرة من قبل «التحالف» في معركة ميدي، وأشار إلى أن قوات التحالف مسنودة بقوات هادي كثفت محاولتها للسيطرة على ميدي منذ ثلاثة أيام، وفي المقابل كثفت القوات الموالية لـ«أنصار الله» من تصديقها لقوات «التحالف»، وخصوصاً من الجيش السوداني، وذلك في عمليات نوعية وكمائن أعد لها لأشهر ونجحت في استدراج وتطويق القوات السودانية وقتل العشرات منهم.

وحول تقدم تلك القوات أكد الراجحي لـ«العربي» أن قوات هادي مسنودة بقوات «التحالف» والسودانيين والطيران الحربي والأباتشي والبوارج، تحاول منذ أكثر من عامين التقدم والسيطرة على المدينة، وأعلنت عشرات المرات تحرير ميدي ولكن أثبتت الأيام عكس ذلك.

وأشار إلى أن القوات الموالية لـ«أنصار الله» تعتمد على معرفتها بطبيعة المنطقة، وتخطط بشكل محكم لكل عملياتها العسكرية في الدفاع عن ميدي، مضيفاً أنه وخلال الفترة الماضية انتقلت القوات من الدفاع إلى الهجوم باعتمادها على نخبة من قوات الاستطلاع، التي ترصد كل صغيرة وكبيرة لقوات «التحالف»، ومعرفة مواقعهم وتجمعاتهم ومباغتتهم بعمليات قتالية عبر مجموعات صغيرة تقوم بها.

سقوط ميدي المتكرر

إعلان تحرير المدينة رسمياً، أمس، من قبل «التحالف» لم يكن هو الأول من نوعه بل يعتبر الخامس خلال العامين الماضيين.

ففي مطلع يناير من العام 2016م أعلنت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المسنودة بقوات برية وبحرية وجوية، «تحرير» ميدي من قوات «أنصار الله»، وحينذاك اعتبر «التحالف العربي» تحرير المدينة خطوة أولى في الطريق نحو السيطرة على الحديدة وتحرير إقليم تهامة، إلا أن النصر المعلن من قبل تلك القوات التي تقدمت مطلع 2016م في جزء من الأحياء الجنوبية والغربية لمدينة ميدي سرعان ما تحول إلى هزيمة.

وفي فبراير من العام نفسه، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة الموالية لهادي، بسط السيطرة بالكامل على مديرية ميدي، وزعمت أن كتيبة المهام الخاصة التابعة لها بدأت الانتشار على جبهات القتال والتقدم نحو صنعاء.

وفي إبريل من العام 2017م، عادت تلك القوات وأعلنت رسمياً السيطرة الكاملة على مدينة ميدي، ودحر القوات الموالية لـ«أنصار الله» منها، إلا أنها في 21 من مايو من العام ذاته أكدت تقدم القوات السودانية المشاركة ضمن قوات «التحالف العربي» تقدماً في مزارع النسيم شرق مدينة ميدي.

وفي أواخر أغسطس الماضي، أعلنت المنطقة العسكرية الخامسة الموالية لهادي رسمياً، السيطرة على مدينة ميدي بالكامل بعملية عسكرية نوعية بمشاركة كثيفة من طيران «التحالف» وسيطرة على أجزاء واسعة من أحيائها الشرقية، ومن ثم استكمال تحرير المدينة على حد زعم تلك القوات. وأكد بيان صادر عن المنطقة العسكرية الخامسة أن ميدي باتت أمنة. ومع كل إعلان لتحرير ميدي تتبخر انتصارات قوات هادي وتعود من حيث أتت.

You might also like