تقرير.. صنعاء تهدّد الرياض بـ«عام باليستي»: سنطلق الصواريخ بشكل يومي
متابعات : الأخبار اللبنانية
توازياً مع استمرار العمليات «النوعية» ضد القوات التابعة لـ«التحالف» على غير جبهة، والتي كان آخرها استهداف الجنود السودانيين في الساحل الغربي بكمين أوقع عشرات الجرحى، أطلقت سلطات صنعاء معادلة جديدة في العام الرابع من العدوان، قوامها «صواريخ باليستية في كل يوم»
جدّدت صنعاء تأكيد عزمها على مواصلة مسارها التصعيدي في مواجهة العدوان السعودي، بالوتيرة التي بدأت منذ دخول الحرب عامها الرابع قبل أيام، والتي بدت لافتة لناحية كمية الهجمات ضد الأهداف السعودية ونوعية هذه الهجمات. وحذّر اليمنيون الرياض، أمس، من مواجهة صاروخية مختلفة، قد تشهدها الأسابيع المقبلة، تصل إلى «إطلاق صواريخ كل يوم» مع تحييد المنظومات الدفاعية السعودية.
الالتزام اليمني بالاستراتيجية الجديدة لإطلاق الصواريخ باتجاه الأهداف في الداخل السعودي، أعلنه رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، صالح الصماد. وقال الصماد، في احتفال في محافظة ذمار تحت شعار «تدشين العام الرابع من الصمود والنفير العام في مواجهة العدوان»، إن هذا العام «سيكون عاماً باليستياً بامتياز». وأضاف «(أننا) سندشن خلال الفترة القادمة إطلاق صواريخ كل يوم». وتابع: «لن تسلم السعودية من الصواريخ اليمنية مهما حشدوا من منظومات دفاعية».
وهاجم الصماد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على خلفية زيارته إلى الولايات المتحدة، معتبراً أن ابن سلمان «قدّم مواقف مذلة وانبطح انبطاحاً لم يسبقه إليه أحد، وباع قضية فلسطين وأعلن براءته من الوهابية والإخوان المسلمين، وهذا دليل على المأزق الذي وصلوا إليه». وشدد على أن «الجبهة الداخلية أقوى من أي وقت مضى»، وأن أي رهان «على تفكك الجبهة الداخلية هو رهان خاسر». ويتواصل انسداد الأفق السياسي في اليمن، وسط تصعيد في المشهد الميداني، خرقته زيارة للمبعوث الأممي الجديد، مارتن غريفيث، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حيث التقى رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، الحليف الأبرز للإماراتيين في اليمن. وتأتي الزيارة بعيد تأجيل غريفيث جولة إلى عدن والمكلا، جنوبي اليمن، كانت مقررة عقب زيارة قام بها إلى صنعاء، والتقى فيها قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي. وعزت مصادر تأجيل غريفيث الزيارة إلى الأسباب الأمنية والفوضى التي يعانيها الجنوب، برغم سيطرة قوات «التحالف العربي»، ما دفع مبعوث الأمم المتحدة إلى الاستعاضة عن الزيارة بلقاءات في العواصم الخليجية، لا سيما مسقط وأبو ظبي. ووفق مصادر، بدا لافتاً أن المبعوث الجديد يصر على توسعة مروحة لقاءاته وعدم الاكتفاء بلقاء القوى الأبرز على الساحة، إذ إنه سيقوم بلقاء شخصيات جنوبية مؤثرة، غير مرتبطة بالإمارات ولا توافق على سياساتها.
الحراك السياسي الخجول يترافق مع تصعيد عسكري ومجازر متنقلة يرتكبها الطيران الإماراتي والسعودي، إذ قضى أكثر من عشرين مدنياً في غارات نفذها الطيران الحربي التابع لتحالف العدوان، في كل من تعز وصعدة. وقُتل 15 مدنياً وجرح 5 آخرون من أسرة واحدة، بينهم نساء وأطفال، في غارة نفذتها مقاتلة تابعة للتحالف السعودي، أمس، على مبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق، في منطقة المحول في مديرية خدير الواقعة جنوب شرق محافظة صعدة، تسكنه ثلاث أسر من عائلة واحدة. كما ارتكب طيران العدوان، أمس، مجزرة ثانية وسط مدينة صعدة، شمالي البلاد، بعد قصف طاول سوقاً تجارية بالقرب من مسشفى مدني، في وقت الذروة وازدحام المارين في السوق، في حين استهدفت غارة أخرى منزلاً سكنياً في مديرية رازح بالمحافظة. وأفادت المعلومات عن سقوط 8 مدنيين وإصابة 7 آخرين في هذه الغارات. وتجدد القصف على صعدة في وقت متأخر من ليل أمس، وشن طيران العدوان ثلاث غارات على معسكر الجمهورية وجبل وهبان.
وفي الساحل الغربي تستمر المواجهات المحتدمة، حيث أعلنت القوات اليمنية عن عملية قامت بها، قُتل فيها 30 جندياً من الجيش السوداني، وعدد من الجرحى. وتُعدّ هذه العملية الثانية من نوعها في أيام، بعد استهداف القوات السودانية بعملية واسعة شمال صحراء ميدي بمحافظة حجة، قُتل فيها 94 جندياً سودانياً، وفق ما أفادت به مصادر لـ«الأخبار».