كل ما يجري من حولك

لا تلعثم بعد الآن.. (إسرائيل) في القلب السعودي

962

متابعات:

رغم سيل التقارب الذي يندفع به بنو سعود نحو العدو الإسرائيلي ودفعهم جزءاً كبيراً من ثرواتهم لإتمام ملف التطبيع, لم يأخذ مسؤولو العدو الخطوات السعودية السابقة والتي تصل إلى تنازلات كبيرة على محمل الجد حتى نطق بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متحدثاً عمّا زعم أنه «شرعية » وجود «إسرائيل» في فلسطين المحتلة ما أعطاه الكرت الأخضر للولوج إلى الرضى الإسرائيلي, منهياً بذلك صفحة من المماطلة السعودية والإنكار حول ما يدور بينهم وبين العدو الذي قال إعلامه: إنهم يجب أن يأخذوا كلام بني سعود على محمل الجد للمرة الأولى.

يبدو موقف السعودية مرآة عاكسة لما يريده العدو في المنطقة, فبنو سعود يشكلون ضمانة لـ(إسرائيل) والعكس صحيح بدءاً من تصفية القضية الفلسطينية ومحاربة محور المقاومة وتوجيه البنادق نحو إيران, ويمكن للسعودية بهذا الاتجاه أن تسخر ثروة نفطها بالكامل ضد إيران وما جرى خلال زيارة ابن سلمان إلى الولايات المتحدة وإبرامهم صفقات تسلح بمليارات الدولارات دليل واضح على ذلك. والآن هو مستعد للذهاب إلى أبعد نقطة مع العدو الإسرائيلي تنفيذاً لما يريده الأميركيون وما يرضي العدو الإسرائيلي.

حتى وقت قريب بقيت السعودية مختبئة في الظلام تنسج علاقات التطبيع مع العدو بإدارة أميركية, وتواظب على الإنكار لأن التقارب العلني لن يجلب لها الفوائد التي ترجوها والتي هي أساساً محدودة, بينما العدو لا يتوقف عن الإفصاح ولو جزئياً عن مدى الاندفاع السعودي نحوهم لأنهم لم يروا فائدة في التطبيع الدبلوماسي أو حتى الاقتصادي مع بني سعود على حجمه الكبير باعتبار أن الفوائد المتوقعة هنا لا تستحق تقديم أي خطوة من قبل الكيان الصهيوني كما يصرحون. لكن ما قاله ابن سلمان وإسقاطه الحديث عن دولة فلسطين في مقابلته الأخيرة مع مَجلّة «أتلانتك» و(شرعنة) وجود الصهاينة أثلج قلب (تل أبيب)التي لا تزال تنتظر المزيد.

الإعلان السعودي الأخير ومحاولة الملك سلمان تخفيف ما صرح به ولي عهده لم يكن إلا تكراراً للكلام نفسه ولكن بصيغة خشبية مملة للحديث عن السلام وحقوق الشعب الفلسطيني وكل ما يخرج من بلاط بني سعود سواء على مستوى الملك أو ولي العهد أو المناصب الأقل ينصب بذات الاتجاه وإن اختلف الأسلوب.

يمارس بنو سعود عدواناً سافراً متواصلاً على المنطقة والتطبيع مع العدو الصهيوني يندرج في الجهة الأكثر خطراً على منطقتنا, ويخلق كياناً آخر يضاهي (إسرائيل) في عدوانها وبطشها, ويتورط بكل ما يثير القلاقل والحروب من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة بحثاً عن القوة المفقودة بالاستناد إلى نشر الموت في اليمن وإعطاء الإرهاب عوامل البقاء فكرياً ومادياً وتوجيه بوصلة العداء نحو إيران.

السلوك السعودي المناهض لحقوق الإنسان انطلاقاً من مملكتهم إلى منطقتنا لم ينطل على أحد رغم الجولات المكوكية لابن سلمان حول العالم والإعلانات المخادعة عن (الإصلاح), وأينما حط ابن سلمان تسبقه التظاهرات الرافضة لوجوده كما حدث في بريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى انتقادات المنظمات الحقوقية المكثفة وآخرها في فرنسا المتوقع وصوله إليها الأسبوع الجاري.

*رشا عيسى – تشرين

You might also like