الميدان يشتعل مجدداً: تعزيزات نحو الشمال… وجبهات جديدة في الوسط
موقع متابعات | تقارير | صحيفة الأخبار اللبنانية:
صدّ الجيش اليمني واللجان الشعبية، أمس، هجوماً واسعاً للقوات السودانية في جبهة ميدي، يأتي من ضمن عمليات تصعيد جديدة، يستهدف «التحالف» تحقيق تقدم من ورائها. لكن النتيجة التي آل إليها الهجوم السوداني، فضلاً عن مؤشرات ميدانية أخرى تكثفت في صعدة والجوف وغيرهما خلال الأيام الماضية، تنبئ بأن أحدث الخطط العسكرية لـ«التحالف» لن توصل إلى ما تشتهيه السعودية والإمارات
أطلقت القوات الموالية لـ«التحالف»، منذ أيام، عمليات عسكرية متزامنة على أكثر من جبهة، في ما يبدو أنه إرهاصات لمرحلة تصعيد جديدة تعقب الزيارة الاستطلاعية التي استمرت 8 أيام للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث. وفيما تبدو السعودية والإمارات، على ضوء ما أوحت به الساعات الماضية، متمسكتين بتحقيق اختراقات في جبهات الوسط والشمال خصوصاً، تظهر «أنصار الله» تصميماً على مواجهة التصعيد الأخير بـ«خيارات عسكرية لا تزال كثيرة، والقادم منها سيكون مزعجاً»، على حد ما توعّد به أمس الناطق باسم الجيش واللجان الشعبية، شرف غالب لقمان.
وأفادت وكالة «فرانس برس»، أمس، نقلاً عن مسؤولين عسكريين يمنيين، بأن «التحالف» دفع، خلال اليومين الماضيين، بتعزيزات عسكرية تضم المئات من الجنود السعوديين والسودانيين إلى جبهات القتال في محافظة صعدة، تمهيداً لإطلاق عمليات كان بدأ الحديث عنها مع تسلّم هاشم الأحمر قيادة المنطقة العسكرية السادسة في الجوف. إلا أن التطورات الميدانية لا تشي، إلى الآن، بأنه سيكون في إمكان السعودية فتح خطوط قتال جديدة بسهولة، أو إحراز تقدم يُذكر على الخطوط المفتوحة أصلاً. هذا ما أوحت به، أمس، الخسائر التي منيت بها القوات السودانية المقاتلة في جبهة ميدي، والتي شنت تحت غطاء جوي مكثف من طيران «التحالف» هجوماً على المزارع والمخازن في الجبهة المذكورة. لكن الجيش واللجان تمكنا، بحسب ما نقلت قناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصار الله» عن مصدر عسكري، من «كسر الزحف»، موقِعين «عشرات القتلى والجرحى في صفوف السودانيين»، فضلاً عن «تدمير 4 آليات وإعطاب أخرى». وكان الجيش واللجان نفذا، أخيراً، «عملية نوعية ضد القوات الموالية للتحالف قبالة منفذ علب الحدودي (القريب من محافظة صعدة)، حيث تمكنا من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية، وقتل عدد كبير من العناصر المتمركزين فيها، واغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة»، بحسب ما يفيد به «الأخبار» مصدر عسكري في «أنصار الله».
على خط مواز، استهدفت القوات الموالية لـ«أنصار الله» تجمعات للمقاتلين التابعين لـ«التحالف» في مديرية المتون في محافظة الجوف، ما أدى إلى «سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم»، وفق ما ذكرته وكالة «سبأ» الرسمية. وتأتي عملية الاستهداف هذه بعدما سيطر الجيش واللجان على مناطق واسعة في جبهة خب والشعف، إحدى أكبر جبهات الجوف، عبر استعادتهما جبال تواثنة الاستراتيجية المطلة على مضيق ووادي القعيف. وفي محافظة مأرب، أطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر M 2» على تجمعات القوات التابعة لـ«التحالف» في جبهة الكنب. جاء ذلك في وقت بدأ فيه المقاتلون الموالون للرئيس للمنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، محاولاتهم التقدم نحو محافظة البيضاء انطلاقاً من مأرب. وبحسب مصادر محلية وقبلية، فإن منطقة قانية، الواقعة على الحدود بين المحافظتين، تشهد منذ ثلاثة أيام مواجهات عنيفة بين قوات هادي وقوات الجيش واللجان التي عزّزت مواقعها هناك بكتيبتَين إضافيتَين تمركزتا في منطقة مسعودة الجبلية.
أعلنت الأمم أنها ستعزز إجراءاتها التفتيشية للسفن المتوجهة إلى اليمن
على المقلب الغربي، وعلى الرغم من انتقال المئات من جنود الحرس الجمهوري الموالين لنجل شقيق الرئيس السابق، طارق صالح، من معسكرات التدريب المُموّلة إماراتياً في منطقة بئر أحمد في مدينة عدن، إلى مدينة المخا الواقعة على الساحل الغربي لليمن، إلا أن المعركة هناك تبدو مجمدة إلى حين في ضوء إعلان الأمم المتحدة تكثيف إجراءاتها التفتيشية للسفن القادمة إلى ميناء الحديدة، توازياً مع وصول أول سفينة محملة بالغاز المنزلي إلى الميناء منذ عدة أشهر. وأفاد مسؤولون أمميون، أمس، بأن المنظمة الدولية ستزيد عدد مراقبي السفن القادمة إلى اليمن ومفتشيها، كما ستستخدم معدات فحص لـ«ضمان عدم تهريب أي أسلحة، ولتسريع وصول إمدادات الإغاثة المطلوبة».
وكان السفير السعودي لدى اليمن، محمد الجابر، أعلن، أول من أمس، أنه اجتمع مع مدير لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش في موانئ جيبوتي ودبي وجدة وصلالة، واتفقا على «تحسين القدرات وتعزيزها». وأضاف الجابر، في تصريحات إلى الصحافيين في جنيف، أن «اللجنة ستزيد عدد مفتشيها من أربعة إلى 10 مفتشين، ومراقبيها من ستة إلى 16 مراقباً، وستحسن كذلك التكنولوجيا المستخدمة في تفتيش السفن». وفي أعقاب تلك التصريحات، وصلت، أمس، إلى غاطس ميناء الحديدة، سفينة «كهياسى» وعلى متنها 2900 طن من الغاز المنزلي، على أن تتبعها سفينة أخرى تحمل على متنها أكثر من 20 ألف طن من المادة نفسها.
وإذا كان ثمة تجميد فعلاً لمعركة الساحل الغربي، فذلك مما يشي بأن الرسالة الصاروخية الأخيرة، التي تمثلت في استهداف ناقلة تابعة للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (اعترفت الشركة أمس بتعرض ناقلتها أبقيق للاستهداف أثناء إبحارها في المياه الدولية غربي ميناء الحديدة)، قد وصلت إلى من يهمهم الأمر، في وقت تؤكد فيه قوات الجيش اليمني واللجان أن «العمليات الصاروخية مستمرة ما دام تحالف العدوان مستمراً في ارتكاب الجرائم»، وفق ما أكد أمس العميد شرف غالب لقمان، الذي شدد على أن «هجمات القوة الصاروخية تُوجّه ضد أكثر الأهداف تأثيراً على قوة العدو، وتُدار طبقاً لخطط مدروسة تضمن تحقيق عنصر المفاجأة وصعوبة الصد».