“يوم الأرض”: “تجبر” إسرائيلي – أمريكي و”غياب” عربي
تناولت صحف عربية دعوات الفصائل الفلسطينية لإحياء الذكرى الثانية والأربعين ﻟ “يوم الأرض”.
فيما وصفت صحف “العودة” بأنها “حق لا يسقط بالتقادم”، رأى كتاب أن استعادة الأرض هو شرط قيام الوطن الفلسطيني.
كما انتقدت صحف غياب الدور العربي وكذلك “الغطرسة والصلافة والتجبر” التي تبديها كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
“حق لا يسقط بالتقادم”
ترى الوطن القطرية أن “العودة حق لا يسقط بالتقادم”، وتقول في افتتاحيتها: “إن مسيرات العودة التي ستنطلق اليوم في الأراضي الفلسطينية تمثل خطوة إضافية في مواجهة الصلف الإسرائيلي، وتطلق جرس آخر في آذان العالم وضميره لأجل إنصاف الشعب الفلسطيني والإسهام في استرداد حقوقه السليبة”.
ويقول ماجد الشيخ في العربي الجديد اللندنية: “يؤكد إحياء الفلسطينيين يوم الأرض، عاما بعد عام، أن الحضور الفاعل لأجيالهم سيبقى يعاند التغييب القسري الذي تعمل جبهة الأعداء على اختلاف أطرافها، على تأكيده، عبر سلب الوطن الفلسطيني ومواصلة إفراغه من أصحابه الشرعيين”.
ويرى الكاتب أن “استعادة الأرض هي الشرط الشارط لإعادة تشكيل الوطن وقيامه، وذلك قبل قيام الدولة أو الدويلة، أو أي حل سياسي تفاوضي؛ فالوضع الراهن ليس مناسبا على الإطلاق لاستمرار الرهان على وهم (أو أوهام) “حل الدولتين”.
وفي الجريدة نفسها، يتساءل عوض عبد الفتاح: ” هل جاءت مسيرة العودة لتحل مشكلة القيادة الفلسطينية، أم لتفتح الأفق لمسيرة تحرّرية من نوع آخر؟”
ويجيب: “لا أحد يجهل حجم الأزمة الخانقة التي تعيشها قيادة السلطة الوطنية في قطاع غزه الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منفردة، منذ الانقسام الكارثي عام 2007. والمقاومة البطولية التي قامت بها الحركة، ومعها حركتا الجهاد الإسلامي وفتح والجبهة الشعبية وغيرها، ضد ثلاثة حروب عدوانية صهيونية وحشية، وصمود هذه المقاومة، لم يخرجاها من أزمتها، بل تفاقمت، ما اضطرها إلى الإقدام على مساومات وتنازلات بعيدة، لا تلائم حركة مقاومة”.
ويضيف: “أميل إلى الاعتقاد بأن فكر المقاومة الشعبية المنظمة لا يحظى بمكانة خاصة عند الحركات التي تقدس العمل العسكري، أو التي تراه الشكل الرئيس في كل الظروف والأماكن”.
“الغطرسة والصلافة والتجبر”
من جانبها: تنتقد جريدة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، التي اعتبر فيها فعاليات يوم الأرض “مسيرات فوضى تعرض أرواح البشرية للإزهاق”. كما تنتقد ما وصفته بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتقول الجريدة: “اجتماع الغطرسة والصلافة والتجبر في قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحات سفيره المنفلت من عقاله، مع عنصرية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته المتصاعدة ضد أصحاب الأرض الأصلاء، مضافا إليها الانحطاط السياسي العربيّ الهائل، وتواطؤ بعض دول الخليج مع مصر في موضوع ما يسمى ̕ صفقة القرن ̔، وانشغالها بحصار قطر، وفوق كل ذلك الخلافات الحادة بين حركتي ̕ فتح ̔ و̕ حماس ̔”.
وتضيف الجريدة: “إن محاولة الاتجاه الفاشي في إسرائيل إلغاء حلّ الدولتين سيلغي عمليا فكرة دولة ̕ الديمقراطية اليهودية ̔ ويحوّلها إلى دولة ثنائية القومية، وبهذه الحال، فإن الثقل الديمغرافي للفلسطينيين، الذين تساوت أعدادهم مع أعداد الإسرائيليين، سيغيّر، عبر نضال سلميّ وانتخابيّ، طبيعة الدولة العنصرية ويدفع الفلسطينيين إلى رأس السلطة”.
وينتقد أسعد حيدر غياب الدور العربي، ويقول في المستقبل اللبنانية: “المأساة أنّ الفلسطينيين سيواجهون وحدهم. العرب في خبر كان. ليس المقصود رد الفعل الرسمي، وإنما حتى الشعبي. الشعوب العربية غارقة في المصائب التي هطلت عليها، سواء في حروب داخلية، أو في ̕ حروب بالوكالة ̔، هدفها الأساسي اقتطاع مواقع للنفوذ والانتشار. الأسوأ، أنّه لا تبدو في الأفق بادرة واحدة ولا حتى شعاع من الأمل للخروج من مستنقعات العجز. تمزيق الوطن العربي مستمر”.