كل ما يجري من حولك

انهيار ثلاثة أعمدة في حكومة هادي؛ هل اقترب السقوط؟!

511

انهيار ثلاثة أعمدة في حكومة هادي؛ هل اقترب السقوط؟!

متابعات| الوقت:

في مشهدٍ لو لم يحدث لكنا اعترفنا بأن قوانين الطبيعة بدأت تتغير وتأخذ مجرىً مخيفاً لا يمكن فيه توقع أي شيء؛ نعم استقال من حكومة بن دغر ثلاثة وزراء بعد ثلاث سنوات من العدوان “غير المبرر” على اليمن، في مشهدٍ أقل ما يمكن أن يوصف بـ “الطبيعي” في ظل غياب أي مبرر للعدوان السعودي على اليمن والذي أطاح بكل مقومات الحياة هناك واضعاً ملايين اليمنيين على حافة المجاعة.

وبما أن وزراء حكومة هادي مهما أخذوا من ميزات وعطايا وهبات سعودية هم في النهاية “يمنيو الهوى” وأبناء تلك الحضارة الغارقة في القدم، وبغض النظر عن الظروف والمغريات التي دفعتهم للاتجاه إلى الحضن السعودي فإنهم اليوم يدركون جيداً ماذا يعني أن تسمح لدولة مثل السعودية أن تعبث ببلادك؛ وكما يقول المثل “أن تصل متأخراً خير من ألّا تصل أبداً”.

الضربة جاءت موجعة للسعودية الباحثة عن إرساء “الشرعية” كما تدّعي في اليمن، فخلال أسبوع واحد استقال كل من نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية في حكومة هادي عبدالعزيز جباري، وتبعه وزير النقل صالح الجبواني، ليلحق بهم خلال أقل من 48 ساعة وزير الدولة اليمني صلاح الصيادي.

استقالة هؤلاء الوزراء الثلاثة تحمل في طياتها رسائل واضحة ومبطنة في نفس الوقت لطبيعة العلاقة التي كانت تجمع حكومة هادي مع قيادة التحالف الدولي، ويمكننا ببساطة أن نستشف ماذا كان يجري في كواليس اجتماعاتهم من خلال مرور بسيط على ما صرّح به الوزراء الثلاثة عقب تقديم استقالتهم، فعلى سبيل المثال قال الوزير اليمني المستقيل صلاح الصيادي إن بوصلة التحالف العربي في اليمن قد انحرفت عن أهدافها، وإن القرار السيادي اليمني قد سُلب، وجاءت هذه التصريحات بعد أن كان قد صرح منذ عدة أيام بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي يخضع للإقامة الجبرية في الرياض، وحذّر من نتائج سيئة في انتظار اليمنيين إذا لم يعد إلى البلاد.

وكان كل من جباري والجبواني قد اتهما كلّاً من السعودية باحتجاز هادي، والإمارات بالخروج عن أهداف التحالف وإدارة مشروع خاص بها في شبوة والجنوب، وطالب هادي باتخاذ موقف معلن وصارم من بقاء الإمارات ضمن التحالف، وألمح جباري من خلال تصريحاته بأن السعودية لم تكن “تحترم” الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي وأضاف “نحن نحترم كرامتنا ويجب التعامل مع الرئيس هادي باحترام”.

أما صالح الجبواني، فقد اتهم الإمارات صراحةً بإنشاء جيوش مناطقية وقبلية وبوضع العراقيل أمام الحكومة الشرعية ، ولمن لديه الوقت لإعادة قراءة بيان استقالة وزير الدولة صلاح الصيادي سيجد أننا في “موقع الوقت” كنا قد ذكرنا كل ما جاء فيه، في جميع تحليلاتنا حول اليمن منذ ثلاث سنوات وحتى اللحظة، فالرجل تحدّث عن سلب القرار السياسي الوطني والسيادي لليمن وهذا كان جلياً للجميع منذ اليوم الأول للعدوان، وعن عراقيل وضعتها السعودية في وجه إرساء الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار، أما البند الذي تحدث عنه الصيادي في بيان استقالته والمتعلق بانحراف بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي لدعم (إعادة) الشرعية إلى اليمن حيث أصبح اليمن مهدداً بالتشرذم إلى كنتونات تتحكم بها مليشيات مسلحة، فليسمح لنا الصيادي لأن البوصلة منحرفة منذ اللحظة الأولى للعدوان، ولم تكن توجد أي مبررات، ولا حتى أهداف لكل هذه الحرب المدمرة، ولا تستطيع السعودية ولا غير السعودية أن يمنحوا الشرعية لأحد لأن الشرعية تأتي من الشعب نفسه، وليس من قبل دول خارجية لها مصالحها الخاصة.

ويمكننا أيضاً أن نقول بأن السعودية على ما يبدو لا تملك قرار إنهاء الحرب على اليمن، وربما كانت “فاعلاً” في بداية الحرب أما الآن فهي تنتظر ما يريده ترامب من هذه الحرب العمياء، وما يؤكد كلامنا هو التصويت الذي جرى داخل أروقة الكونغرس، حيث صوّت أغلب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ضد مشروع قانون لإنهاء المشاركة الأمريكية في الصراع الذي تقوده السعودية في اليمن، وهذا الكلام طبيعي بالنسبة لدولة نشأت على تصدير الفوضى لكل العالم، وتعتمد في جزء كبير من اقتصادها على مبيع الأسلحة، فكيف إذا كان المشتري “السعودية” التي يعتبرها ترامب دولة ثرية ويجب أن تعطيه بعضاً من هذه الثروة.

السعودية اليوم في وضع لا تحسد عليه، فحرب اليمن أصبحت بمثابة خنجر في خاصرتها لا تستطيع إبقاءه مغروساً في جسدها لكي لا تستنزف ولا تستطيع انتشاله خوفاً من غضب الأسياد في واشنطن، يضاف إلى ذلك القلق المتزايد من الحملات التي تشنها الصحف الغربية والأمريكية ضد ابن سلمان بسبب حربه على اليمن، وقد شاهدنا مظاهرات خلال زيارته لبريطانيا، وكذلك الأمر عند زيارته للولايات المتحدة بالرغم من الحملة الإعلامية غير المسبوقة التي تم من خلالها الترويج للزيارة وإظهار ولي العهد بأنه الوجه المشرق الجديد والحضاري للبلاد والذي سيقود بلاده نحو مسيرة تطوير وتحديث لن يكون السماح للمرأة بقيادة السيارة آخرها.

You might also like