السيد عبدالملك الحوثي يتحدث عن خطورة الحرب الناعمة ويؤكد: المعركة على مستوى الشعب اليمني والأمة هي معركة سيطرة علينا
خاص | موقع متابعات:
قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن “شعبنا اليمني اعتاد على الاحتفال بذكرى جمعة رجب باعتبارها ذكرى اعتناق عدد كبير من اليمنيين للإسلام واتجه الكثير من أبناء شعبنا اليمني بالاتجاه للإسلام بكل طواعية ووعي صادق ، مشيراً إلى أنه “منذ بزوغ فجر الاسلام في مكة المكرمة كان هناك أسرة آل ياسر أول الشهداء في السلام وهم من اليمن” ، مُشجّعا “على الاحتفال بهذه الذكرى باعتبارها تقديراً للنعمة” ، موضحاً أن “احتفاء شعبنا بهذه الذكرى بأشكال متعددة تُعرف بالرّجبية شيء عظيم وإيجابي ومفيد”.
وفي خطاب ألقاه عصر اليوم الجمعة ، بمناسبة “جمعة رجب” ، ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام ، شدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على أنه “في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها أمتنا علينا أن نستفيد من هذه الذكرى بالحفاظ على هوية شعبنا وترسيخ هذه الهوية الأصيلة” ، لافتاً إلى أن “أمتنا تعاني من استهداف خطير في الهوية الايمانية وما يعرف بالحرب الناعمة ، وأن الهدف منها هي السيطرة المباشرة والتحكم التام بالإنسان وتجريده من محتواه الأخلاقي والقيمي” ، مُعتبراً أن “قيمة الانسان هي بمحتواه من الوعي والمبادئ والمفاهيم الصحيحة والقيم ، وإذا فرغ الانسان من محتواه الانساني يصبح الانسان كالأنعام ويخسر ما ميزه الله به عن الحيوانات”.
وأوضح السيد الحوثي أن “المعركة على مستوى الشعب اليمني والأمة هي معركة سيطرة علينا وهذا عنوان جامع لهدف معركة العدو معنا ، إذا سيطر العدو علينا هذا يعني بالنسبة له أنه أنهى معركته ، الأعداء يريدون استغلال الانسان وما معه واستغلال الانسان في نفسه ومقدراته وثرواته”.
وأكد قائد الثورة على وجوب “أن ننظر لمسألة الهوية كمسألة ترتبط بعلاقة وثيقة جداً بالحرب والصراع وتمثل ركيزة أساسية لصمودنا” ، مضيفاً أن “جمعة رجب مناسبة رئيسية لترسيخ الهوية تعزيز الوعي تجاه أهمية الوعي والحفاظ عليها جيلاً بعد جيل ، وأن كل أمة على وجه الأرض لها هوية واحدة وهي نمط حياة ، كل أمة لها هوية صحيحة أو خاطئة أو مختلطة بين الصحيحة والخاطئة ، وأن الذي يجمع الشعوب أو الأمة هي تلك العادات أو التقاليد أو الأعراف التي تستند عليها ، ومن نعم الله علينا أن تكون هويتنا كشعب يمني هي الهوية الإيمانية المسلمة ، هويتنا الاسلامية تمثل أهم عامل قوة بالنسبة لنا وأهم ضمانة لفلاحنا ونجاحنا وعزتنا وكرامتنا”.
وقال السيد أن “بعض الشعوب هويتها خرافية وعلى الرغم من أنها خرافية إلا أن هذه الشعوب تحافظ عليها وتتشبث بها لأنها تعلم أنها ستنمحي وتسقط إذا تخلت عن هويتها هذه” بينما “أصل الهوية الاسلامية عظيم وما هو دخيل عليها يمكن أن يُنقى ، هناك من لهم خصومة مع الهوية الاسلامية سياسياً أو عقائدياً كالجماعات التكفيرية ، التكفيريون يعتبرون الإسلام في اليمن لم يأتي من يوم أسلم الأنصار وآل ياسر وعندما قدم علي بن أبي طالب إلى اليمن بل عندما وصل التكفيريون إلى اليمن ، المتخاصمون مع الهوية الاسلامية لليمن هو بسبب اصطدامهم مع تاريخ اليمن المشرف والعزيز وهذا شكل لهم عقدة بحاجة لمعالجة نفسية ، هويتنا الايمانية “الايمان يمان”.
وتابع السيد قائلاً: الايمان مبادئ وقيم وأخلاق ومفاهيم تبنى عليها الحياة والايمان مواقف ، الايمان هو أقوى عامل في التماسك والصمود في وجه العدوان ، بقدر ما نتمسك بهويتنا هذا يجعلنا أكثر تماسكا في وجه التحديات ، الايمان يقوم على مبدأ مقدس وهو التحرر من العبودية للطاغوت ولغير الله سبحانه وتعالى”.
كما أكد السيد أن “أعداؤنا يهدفون للسيطرة علينا على نحو الاستعباد فلا يبقى لنا لا قرار ولا رؤية ، ويسعون لأن يسلبونا من حريتنا في الوقت الذي يحتقروننا فيه ولا يريدون لنا الخير وما يريده الأعداء منا واملاءاتهم علينا مبينة على مصالحهم فقط” ، لافتاً إلى أن المسألة اليوم هي مسألة أطماع المستكبرين والطغاة الذين يريدون السيطرة على كل شيء”.
وبيّن السيد أن “حالة السيطرة والاستعباد تتنافى مع الايمان ، وأن الله سبحانه وتعالى كرم الانسان وأراده أن لا يكون عبداً لأحد إلا له عز وجل وكرم الانسان ولم يجعله عبداً حتى للملائكة والأنبياء ، مبدأ التحرر من العبودية للطاغوت هو مبدأ عز وكرامة ويقوم عليه الإيمان كله ، وأن القيمة الانسانية والقيمة الأخلاقية هي من المبادئ الرئيسية في الاسلام ، والمبادئ الايمانية تفسر الوجود الانساني بالوجود المسؤول ، والقيمة الانسانية قيمة عظيمة في الهوية الايمانية وعلى الانسان أن يتفاعل إيجابياً مع تكريم الله له وإلا فهو يهين نفسه ، ومطلوب من الانسان أن يعي كرامته الإنسانية ، ولا ينبغي أن يعيش الانسان في الحياة كالحيوانات لأن عليه التزامات كثيرة”.
كما أكد أن “على الانسان مسؤوليات كبيرة في هذه الحياة تحتاج إلى زكاة نفس وطهارة والالتزام بمكارم الأخلاق” ، معتبرا أن حالة الانفلات والاستهتار هي حالة انسلاخ وشذوذ عن الايمان ، وقوى الطاغوت تعمل ضمن برنامجها الشيطاني لضرب القيمة الانسانية”.
وقال السيد أن “بعض الناس ليس لهم قيمة ويعرضون نفسهم ومواقفهم للبيع ونحن عانينا في هذا العدوان من بعض هؤلاء الناس الذين اشتراهم العدوان” ، وتابع أنه “يجب أن يكون الانسان متمتعاً بحالة من التصنيف ولا يكون ساذجاً وغبياً ، و يعرف ما هي أهداف قوى الطاغوت وما هي مشاريعها وماذا تريد منك”.
واستغرب السيد من “بعض” من وصفهم بـ”السذج” ، الذين “ينظرون إلى أمريكا أنها تعني حقوق الانسان والديمقراطية والحرية وهي آتية إلينا بكل هذا” ، معتبراً أن تلك نظرة استحمار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
وتابع: الأمريكي قادم إلى بقية العالم لا بحرية ولا بفعل خير بل قادم ليستعمر ويستحمر وينهب ويدوس الكرامة الانسانية ويسيطر سيطرة مطلقة.
وشدد السيد على أن “التهرب من المسؤولية لن يعفي المتهرب من عواقب التنصل من هذه المسؤولية ، وإن تنصل كل واحد من مسؤوليته فهو يهيئ الظروف ليأتيه الدور ليسحق بسهولة”.
وتحدث السيد عن خطر “الحرب الناعمة” مؤكداً أنها “تهدف للاستحواذ علينا في الفكر والسلوكيات ويصبح الانسان كالرجل الآلي ، وهي الحرب الشيطانية التي يعمل فيها شياطين الانس وشياطين الجن سوياً”.
وتابع: يهمنا أن تصبح الحرب الناعمة محط اهتمام لدى العلماء والمثقفين ، إذ أن هناك عمل من جهات كثيرة في اليمن لاستهدافنا في المبادئ والمفاهيم الرئيسية”.
يتبع..