ما لا تعرفه “شي جينغ بينغ” الذي سيحكم الصين مدى الحياة
متابعات| الوقت:
مهّد الحزب الشيوعي الصيني الطريق لبقاء لرئيس الحالي “شي جين بينغ” ونائبه “لي يوان تشاو” في منصبه لأجل غير مسمى، وذلك باقتراح إلغاء نص دستوري يمنع البقاء في الرئاسة لأكثر من ولايتين، تبلغ كل منهما خمس سنوات .
فما هي الدوافع لتبني هذا القرار في دولة تعدّ الأقوى اقتصادياً على مستوى العالم؟ ومن هو “شي جين بينغ” الذي من المقرر أن يتم إعادة انتخابه لتولي منصب الرئاسة من جديد، وربّما لمدى الحياة؟
وُلد “شي جين بينغ” الذي تولى منصب الرئاسة منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2012، في 15 يونيو /حزيران 1953 بمدينة “فوبينغ” التابعة لمقاطعة “شنشي”، وتخرج من قسم الهندسة الكيميائية بجامعة “تسينج هوا”، وواصل دراسته العليا أثناء العمل في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وحصل على درجة الدكتوراة في القانون بين عامي 1998 و2002. وتزوّج عام 1987 من “بينغ لي يوان” المغنية الشعبية الشهيرة في الصين.
و”شي جين بينغ” هو الرئيس السابع لجمهورية الصين الشعبية، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية في البلاد، والأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني، وعضو اللجنة الدائمة لمكتبها السياسي، وفي نفس الوقت يترأس اللجنة العسكرية المركزية للحزب.
و”شي جين بينغ” هو أول زعيم يولد بعد تأسيس النظام من قبل “ماو تسي تونغ” عام 1949، وهو نجل بطل ثوري، ولهذا هو عضو في مجموعة أبناء النخبة الحزبية التي تسمى “الأمراء الحمر“.
وانضم “شي جين بينغ” إلى الحزب الشيوعي الصيني عام 1974 , واختير رئيساً للبلاد، ورئيساً للّجنة العسكرية المركزية في الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ 12 لنواب الشعب الصيني.
وفي عام 2002 عمل “شي جين بينغ” كنائب أمين للجنة الحزب الشيوعي في مقاطعة “جيج يانغ” شرق الصين، ثم أميناً للجنة الحزب ورئيساً للّجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب في المقاطعة عام 2003.
وفي عام 2007، عمل أميناً للجنة الحزب الشيوعي الصيني ببلدية “شانغهاي”، وأصبح السكرتير الأول للجنة الحزب لقوات الحرس ببلدية المدينة.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أعاد الحزب الشيوعي انتخاب “شي جين بينغ” لولاية ثانية تمتد خمسة أعوام. كما أجرى الحزب تعديلات على نظامه الداخلي تضمّنت إدراج أفكار ونظريات أمينه العام “جين بينغ” بما يعزز من سلطاته ونفوذه في مؤسسات الحزب والدولة بصورة غير مسبوقة من عهد “ماو تسي تونغ“.
ويصف “شي جين بينغ” نفسه بأنه رجل الشعب، ولايزال الحزب الشيوعي يقول عنه إنه يمثل الجماهير. فهو يسعى للجمع بين النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي. وهو يشدد على ضرورة جاهزية الجيش من خلال تعزيز التدريب على القتال وتحسين القدرات الحربية واللوجستية للقوات المسلحة في عموم البلاد.
ويعتقد الكثير من المراقبين بأن نفوذ الرئيس الصيني الحالي أكبر من نفوذ نظيره الأمريكي “دونالد ترامب”. وعادة ما يوصف “شي جين بينغ” بأنه على الأرجح “أقوى رجل” حظيت به الصين منذ قرن.
وهناك أسباب تدعو إلى الحذر من الصين من قبل دول عظمى في مقدمتها أمريكا، منها أن الزعيم الصيني يعتقد بأن تركيز السلطة غير المقيدة تقريباً على مليار وأربعمئة مليون شخص في يد رجل واحد، هي وفقاً لإحدى مصطلحاته المفضلة “الوضع الطبيعي الجديد” للسياسة الصينية.
وتحافظ الصين على علاقات دبلوماسية مع جميع دول العالم، وهي إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهذا يتيح لها لعب دور كبير على المستوى العالمي في كل المجالات.
ومن دلائل النفوذ المتزايد للصين الدور المحوري الذي يلعبه رئيسها “شي جين بينغ” خلال جولاته الخارجية ودعواته المتكررة لتعزيز الأمن والاستقرار في شتى أرجاء العالم الذي تعاني الكثير من دوله من الاضطراب والارتباك.
وتبدو الصين في ظل حكومة “شي جين بينغ” المحرك المهيمن للنمو الاقتصادي العالمي. وبعض الأنشطة العسكرية الصينية تخيف جيرانها، ليس فقط في جنوب شرق آسيا، ولكن أيضاً في الهند واليابان. ورغم ذلك فإن الصين لاتزال متسامحة مع حليفتها كوريا الشمالية التي تلوّح بالتهديد النووي.