الأسرة المسلمة ليست بمنأىً عن استهداف أعداء الأمة
تعددت طرقهم ووسائلهم لإفساد ومسخ النواة الأولى في المجتمع الإسلامي
تتعرَّضُ الأُمَّـةُ العربيةُ والإسْلَاميةُ لأخطر مؤامرة في تأريخها من قبل اليهود والنصارى والتي تسعى إلى القضاء على الإسْلَام نهائياً، وطمس كُلّ ما له صلة بالإسْلَام من أخلاق وقيم وتعاليم ومبادئ وآثار.
وقد صرّح بهذا التوجه الرئيس الأمريكي ترامب الأشد عداوة للإسْلَام، حيث أَكَّـدَ أنه سيسعى إلى القضاء على الإسْلَام، وسبق وأن أعلن حقدَه وبُغضَه للإسْلَام وموالاته لإسرائيل في حملته الانتخابية، وبعد فوزه سارع إلى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ضارباً بمشاعر مليار مسلم عرض الحائط، معتبراً هذا الإعلان أنه من أعظم إنجازاته خلال مرور عام توليه.
وأمام هذه المخاطر التي يتعرض لها الإسْلَام تحدث الشَّهِيْدُ القَائِـدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في الدرس الثاني من آل عمران عن خطورة اليهود والنصارى وكيف تحدث الله سبحانه وتعالى عنهم في القُـرْآن الكريم، ثم بين المنهجية القُـرْآنية لمواجهة أمريكا وإسرائيل.
وأوضح الشَّهِيْدُ القَائِـدُ أن اليهود يعرفون أنه “متى ما أفسدوا أسرتك وأولادك الصغار، فإن إفسادهم مهم للحفاظ على مصالحهم وإلى الاستمرار في عملهم في تحويل الأُمَّـةِ إلى أمة كافرة”، مشيراً إلى أن الشركات الإسرائيلية ساهمت بمبالغ مالية لتخفيظ سعر “الدش” الذي فوق منزلك لتتمكن من إفساد أسرتك؛ “لأنهم يفهمون أن هذه الأسرة متى ما فسدت سيصبح فسادُها في صالحهم؛ لأن المسألةَ وصلت إلى صراع، صراع شامل وليس صراعاً في جانب واحد، صراع إعلامي، فكري، ثقافي، سياسي”.
وأضاف: “فاليهودي هو الذي دفع ثلاثة أرباع قيمة الدش الذي فوق منزلك؛ لأنه يعرف أن المجتمع مكون من لبنات هي الأسر ومتى ما فسدت هذه الأسرة وهذه، وهذه، وهذه… يعني فسد المجتمع، ومتى ما فسد المجتمع أصبح لا يشكل أي خطورة عليهم، وأصبح ميداناً يمشي عليه كُلّ ما يريد أن يعمموه عليه”.
وهنا يشير الشَّهِيْدُ القَائِـدُ إلى أن الله سبحانه وتعالى “يقدم هو الهداية، قدم الهدى إلى بين يديك ليقول للناس، ليقول للأمة، ليقول لكل من يهمهم أمر الدين وإن كان مجتمعاً صغيراً: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} تحلوا بالتقوى، كونوا متقين لله فيما تعنيه كلمة التقوى من مشاعر الحذر من التقصير فيما أمرنا الله أن نهتم به، فيما يأمرنا الله أن نعمل من أجله. التقوى فيما تعنيه الابتعاد عما يوقعنا في سخطه وعقابه”.
وأضاف: “وفي ميدان المواجهة مع أعدائه يأمر المؤمنين بالصبر والتقوى {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا}(آل عمران: من الآية125) التقوى لابد منها، التقوى كحالة نفسية تسيطر على مشاعرنا, الحذر الشديد من أن نقصر، أو نهمل، أو نبتعد عن ما أرشدنا الله سبحانه وتعالى إليه، التقوى فيما تعنيه من انطلاقة في التحلي بالفضائل، من انطلاقة في كُلّ العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا نؤديها كاملة بشكل واعٍ”.
وفي ذات السياق، ينتقل الشَّهِيْدُ القَائِـدُ إلى الصفة الثانية التي يجب أن يكون عليها المؤمنين في مواجهة أعدائهم من الأمريكيين والإسرائيليين وأوليائهم، قائلاً: “تواصل الآيات الكريمة في إرشاد الناس إلى ما يكونون مؤهلين به لمستوى مواجهة أعدائه، إلى ما يكونون مؤهلين به إلى أن يحافظوا على أنفسهم من أن يتحولوا إلى كافرين {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(آل عمران:103) تأتي الكلمة: {وَاعْتَصِمُوا}الاعتصام معناه الالتجاء للامتناع بمن التجئ إليه من خطورة بالغة تهددني”.
ويبيّن الشَّهِيْدُ القَائِـدُ أن قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} هو يمثل لنا دينه، يمثل لنا هداه أنه بمثابة الحبل المدلّى من عنده نستمسك به ليرفعنا من مستنقع الضلال، والضياع، والكفر، والذلة، والهزيمة، والجهالة، والحالة السيئة التي تعيشها هذه الأُمَّـةُ، فاعتصموا بحبل الله، ولتكن اعتصامتكم بحبل الله اعتصامة جماعية، لا بد من أن تتوحدوا، لا بد من أن تجتمع كلمتكم، تجتمع كلمتكم على أساس من هدى الله، وفي مجال الاعتصام بحبله الواحد.