كل ما يجري من حولك

مطلوب “شهيد” بمليون ريال العدوان_على_اليمن

632

إسراء الفاس

باتجاه من سيوجه الإعلامي السُعودي داوود الشريان سبابته هذه المرة ليقول مجدداً: “أنتم من غررتم بأولادنا”… أفلتم من العقاب في أفغانستان وفي العراق وفي سورية.. و”هذه المرة لن تفلتوا”… هل سيجرؤ الاعلامي المحسوب على جناح محمد بن نايف على أن يقف بوجه أمراء آل سعود ليقول لهم: أنتم تجار دين وفتنة؟!

تكاد دعوة مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إلى التجنيد الإجباري للشباب، والتي هي الأولى من نوعها في المملكة، لا تفي بوظيفتها تجاه توفير مقاتلين لحرب آل سعود، التي يراها كُثر بأنها حرب يُراد منها حسم صراعات الأسرة الحاكمة نفسها على الحكم، قبل أي شيء آخر.
لجأت المملكة إلى توظيف الدعاة وتقديم عروض ومزايا لاجتذاب “شهداء” مستعدين للموت نيابة عن أمراء آل سعود. بالتزامن مع العدوان الذي تشنه السعودية على اليمن جُند الإعلام، وسُخر الدعاة، والمال في أسلوب يكشف عن عقلية القابضين على السلطة في المملكة، إذ يتوهم هؤلاء أن شراء الأرواح سهل تماماً كما شراء الذمم، الذي نجحت فيه السعودية الى حد ما.

“شهيد” بمليون ريال سعودي

في استغباء اجتماعي واضح، يروّج الإعلام السعودي لما يُسمى بـ “نظام شهيد”، الذي يصوت عليه مجلس الشورى السعودي، تحت عنوان “توحيد مزايا شهداء الواجب وتسهيل إجراءاتهم، ويحفظ حقوقهم، ويؤمن الرعاية اللازمة لذويهم من بعدهم”، وفق ما تنقل جريدة “الشرق الأوسط” السعودية.

وفي عرض مغرٍ قدمته المملكة لاجتذاب من تصفهم بـ “الشهداء”: “مليون ريال لأسرة الشهيد وإسقاط ديونه وراتب شهري لوالديه وتعيين أبنائه”.. وبحسب وسائل الإعلام السعودية يؤمن الفرد فور “استشهاده” فرص عمل لزوجاته وأبنائه أو إخوته، إلى جانب تأمين السكن.
ولعل الفضل يعود فيما نُشر من تحفيزات للقتل، نيابة عن أمراء آل سعود، لفيديو انتشر لأحد السعوديين على موقع “يوتيوب” تحت عنوان “عينة من عاصفة الحزم التي ستحارب في اليمن”، والذي أظهر جنديا سعودياً يعلن استعداده للدفاع عن سلمان بن عبد العزيز في حال تسديد ديونه”.
استنفار الدعاة

لم يكن القرار الملكي بإقالة عبد العزيز خوجة من وزارة الثقافة والاعلام صادماً في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 على خلفية اقفاله قناة الوصال المتشددة ، اذ يدرك أمراء المملكة أن للقناة دورا فعالا في التحشيد والتحريض لحروب لا تخدم إلا أمراء المملكة.

القناة التي تنشط يومياً في نبش عبارات التدنيس لتوظفها في إضفاء هالة القداسة على الحروب الطائفية، ثبتت على شاشتها شعار خريطة اليمن المكتوب عليها “عاصفة الحزم”، وجنّدت برامجها للتحريض والتعبئة لمعركة قتل الآخر باسم الدين. خطابات الكراهية حاضرة لهدر دم المسلمين خدمة لمعارك آل سعود، والدعاة (سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك وعدنان العرعور ومحسن العواجي) الذين خرج إعلاميو المملكة أمثال الشريان (وبايعاز من السلطة) وغيرهم لمهاجمتهم بعد الفشل في سورية، يُعاد توظيفهم اليوم وفتح منابر لهم عبر القناة السعودية لتعبئة الجماهير في معارك العائلة الحاكمة.

عدنان العرعور، الذي اتهمه داوود الشريان يوماً ما بالتغرير بالشباب المندفعين إلى “الجهاد” في سورية، نفسه يُوظف اليوم للحشد لقتل الشعب اليمني.

سعد البريك، الذي سمّاه الشريان أيضاً، خرج محيياً المقاتلين السعوديين ،واصفاً العدوان على اليمن بأنه “نصرة لدين الله وطاعة وسمعاً لولي أمرهم”.

وعلى قناة صفا، شقيقة الوصال، أطل محسن العواجي مشيداً بقرار السعودية بشأن عاصفة حزم.

وعلى غرار الوصال وصفا، أخذت قناة العربية توظف فتاوى الدعاة مركزة على فتوى ما يسمى بـ”الهيئة العالمية لعلماء المسلمين” والتي اعتبرت أن العدوان على اليمن “يعني لزاماً جهاداً شرعياً لا شبهة فيه ولا ريبة… فإن من الكمال أن يتداعى المسلمون إليه وأن يتحالفوا من أجله”.

وعمدت السعودية إلى إشراك عدد من “دعاة التغرير” – على حد وصف إعلامها نفسه- ونشر صور وفيديوهات هؤلاء، في إطار التحفيز على “الجهاد” في معارك تشنها المملكة على المسلمين. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور محمد العريفي على جبهة القتال وهو يطلق بمساعدة القوات السعودية القذائف وهو يقول: “”اللهم اجعلها تصيب وتقتل يا رب”.

“تجار الدين والفتنة” الذين سمّاهم داوود الشريان يوماً من على شاشة “mbc” السُعودية، اتضح أنهم ادوات للتجار الحقيقيين آل سعود، الذين يتوهمون أن المال بمقدوره شراء كل شيء، بما فيها مفاهيم الشهادة، بعدما نجحوا في توظيف الدعاة، وشراء الذمم الاعلامية. داوود الشريان سيصمت اليوم بانتظار تأدية الدعاة وظيفتهم، وغداً عندما تفرض الهزيمة نفسها على مملكة آل سعود، سيوُظف الشريان نفسه، من قبل المهزومين، ليخرج مجدداً محملاً الدعاة المسؤولية… ويكرر مقولته: “هذه المرة لن تفلتوا”!

نقلا عن موقع قناة المنار

You might also like