أنظار العالم نحو “جنيف”.. هل يفعلها اليمنيون ..؟!!
بقلم / محمد محمد ابراهيم
صار وضع اليمن أكثر من مؤسف ومخز للقوى السياسية اليمنية التي لاكت المعضلات اليمنية من أول لحظة حوار في موفنبيك إلى آخر جريمة إبادة يرتكبها عدوان التحالف العربي بحق اليمن..
والتي على وقع أنين ضحايها تلتقي اليوم القوى السياسية -في جنيف- وفي الزمن الذي لم يعد أبناء الشعب اليمني يركنوا لهذه القوى، بل لم يهتم معظمهم حتى بمتابعتها ليس لأن صنعاء وخارطة اليمن بما فيها المحافظات الساحلية بلا كهرباء بل لأن معادلتهم تقول :”لم يفيدونا ما يقرب الثلاث السنوات في موفنبيك كيف سنستفيد منهم في جنيف وخلال ثلاثة أيام.. ؟”.
وحتى اللحظة صاروا مؤمنين بهذا المعادلة.. مؤكدين أن لا مفر من أن يواجه الشعب اليمني العدوان ويقاوم حتميات الانهيار والتشظي حتى آخر رمق.. أو يبقى نائماً في عصور الظلام عصور القرون الوسطى.. إذا ما استثنينا هواتفنا التي يتقاتل العشرات منا على مولد أحد الجيران لشحنها ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي وما بقي من مواقع الأخبار..
الشارع اليمني في ساعات مباحثات جنيف لم يعد يهتم لا بجنيف ولا بكين ولا موسكو ولا مسقط ولا طهران وغيرها من عواصم العالم الإنسانية والحضارية، التي لم تشارك في العدوان..
أما العواصم المشاركة دولها في العدوان فقد انتفت من ذاكرة الاهتمام الأخوي والإنساني لليمنيين، ودخلت ذاكرة “القضاء والسلف”، بعد أن بذرت في اليمن ثأرها التاريخي البغيض، لا يروق ليمني أن يفكر بها إلاّ في مدارات الأمثال :”الأيام دول”، و” من يزرع الشر يحصد الحقد، إن آجلا أم عاجلاً”، و”ما تموت العرب إلا متوافية”..
فقط العالم اليوم وحده هو من ينظر إلى “جنيف” بعين الحيرة، وينتظر من مباحثاتها الإجابة على سؤاله المبني على خلفيات تاريخ الحكمة اليمانية: هل يفعلها اليمنيون..؟؟ وينقذوا ما تبقى من الشعب اليمني- الإنسان، وليس الدولة فالدولة والمؤسسات والمقدرات والبنية والمزارع والمصانع وواجهات اليمن التاريخية والسياحية فقد قصفتها الرياض، ومن يعمل في فلكه من اليمنيين المخدوعين بذرائع شرعية زائفة.. ومن العرب التاركين بلدانهم للإرهاب وأتوا محلقين في سماء القرى المعوَزَة، والـمدن الحضرية الفقيرة، أو أولئك العرب الغُرّد في حضرة المال السعودي المسفوك على شرف الدم اليمني الطاهر..
هل يفعلها اليمنيون ويدهشوا العالم ؟؟ -وليس الشعب اليمني فقد دخل مرحلة اليأس- ويسلموا مقاليد السياسية والجدل للصمت والعمل والقبول بأي حل فيما بينهم بجنيف -شريطة خروج هذا الحل واستقلاله عن دوائر خيارات الخارج أي كان مصدره – وهل يتصالحوا في سويسرا..!
ويرجعوا جميعاً إلى صنعاء للتعايش بعد خلع ما تبقى من أحلام عودة “هادي” و”حكومته” اللذين انتهت شرعيتيهما مع أول طلعة جوية معادية على سيادة الشعب اليمني، ومقدراته..
وهل يترك الجمع – المتواجد في جنيف- لغات التخوين، والتكفير، يكتفي جميعهم بعبرة ما حصل.. ولا يرجعوا للرياض، بل يعلنوا للعالم أن اليمنيين اتفقوا، وعلى الرياض أن توقف العدوان وتتحمل و”هادي” مسؤولية نتائج عدوانها الكارثية ..
هل يفعلها اليمنيون في جنيف..؟ وينتخبوا رئيسا منهم ووزراء منهم وممن يرونهم مناسبين من أبناء الوطن المكافحين والصامدين داخل الوطن وليسوا في عواصم الشر والعدوان..
وهل يأتوا بحكومة وطنية ومجلس رئاسي ينتهيان بتسليم الخيارات للشعب اليمني في انتخاب رئيس جديد من بين خمسة مرشحين يتقدمون للرئاسة وليس فيهم أحد مدعوم بالمال الخارجي.. فقط وحده الشعب الفقير، يخرج إلى الصناديق ينتخب مرشحه الرئاسي ويختاره.. وبدون حملة انتخابية.. فما حصل أمام الشعب لليوم أكبر دعاية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة الثورة