ضربات باليستية يمنية على جيزان ونجران.. وتقدم باتجاه العند
موقع متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية:
في سياق التصعيد الذي أطلق عليه زعيم أنصار الله نهاية العام المنصرم مرحلة المعادلات الجديدة، وجهت قوات الجيش واللجان الشعبية ضربات باليستية مكثفة على أهداف سعودية، إضافة إلى إسقاط طائرة وإصابة أخرى في غضون أسابيع قليلة ماضية، علاوة على هجمات برية مكثفة على مواقع وتحصينات سعودية في جيزان ونجران وعسير، في المقابل بدت عمليات قوات الجيش واللجان في جبهات الداخل كثيفة وهجومية أبرزها التقدم جنوبًا باتجاه العند.
ضربات باليستية تمطر جيزان ونجران وهجمات برية جديدة
الثماني وأربعين ساعة الماضية شهدت ثلاث ضربات باليستية استهدفت ثلاثة أهداف عسكرية سعودية في جيزان ونجران، حيث قال مصدر في القوة الصاروخية أمس إن صاروخًا باليسيتيًّا قصير المدى استهدف معسكر الدفاع الجوي بنجران، وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الصاروخ الذي يعد الثالث من نوعه الذي يضرب العمق السعودي خلال يومين قد أصاب هدفه بدقة.
من جهتها أكدت مصادر محلية بنجران لـ”البديل” أن الضربة الباليستية أسفرت عن مقتل ما يقارب 30 جنديًّا سعوديًّا يتبعون الكتيبة 27 دفاع جوي في نجران وتدمير بطاريتين نوع شاهين ومنصات إطلاق صواريخ.
وكانت القوة الصاروخية قد أطلقت مساء الأربعاء الماضي صاروخًا باليسيتيًّا متوسط المدى من نوع قاهر M2 على مركز عمليات الجيش السعودي في منفذ الخضراء بنجران، ما أدى إلى تدميره بالكامل. جاء ذلك بعد أن أعلنت القوة الصاروخية مساء الثلاثاء الماضي عن إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى على مطار جيزان الإقليمي.
وكانت القوة الصاروخية قد أعلنت في بيان سابق عقب ضربة بركان التي أصابت قصر اليمامة بالرياض أن” المظلة الأمريكية والحماية الدولية للنظام السعودي لن تمنعا شعبنا اليمني من خوض غمار المواجهة إلى حيث شاء الله أن تكون، وأن دماء شعبنا اليمني العزيز ليست هدرًا، ولن تذهب سدى”.
على الصعيد ذاته كثفت قوات الجيش واللجان الشعبية من هجماتها على المواقع السعودية الحدودية، في تصعيد جديد يأتي بعد مرور ما يزيد على ألف يوم منذ بدء العدوان على اليمن، ويرى مراقبون أن الهجمات التي استأنفتها قوات الجيش واللجان على المواقع السعودية تعزز الاعتقاد بأنها باتت تمتلك استراتيجيات هجومية في الوقت الذي كان من المتوقع أن تنهار بعد مرور كل تلك المدة الطويلة من الحرب المتواصلة برًّا وبحرًا وجوًّا على اليمن.
كما يعد ذلك مؤشرًا على أن القوات السعودية البرية باتت في موقف أضعف من ذي قبل، وهو ما يفسر فتح النظام السعودي باب التجنيد وطرح إغراءات للمجندين تصل إلى خمسة آلاف ريال سعودي لمن يثبت في معركة الحدود.
الجيش واللجان يتقدمون جنوبًا
داخليًّا نجحت قوات الجيش واللجان الشعبية في التقدم جنوبًا باتجاه لحج وعدن، وأفاد مصدر عسكري لـ”البديل” أن قوات الجيش واللجان تقدمت كثيرًا باتجاه قاعدة العند من خلال السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية بمحافظة لحج، وبحسب المصدر فإن ذلك التقدم مستمر باتجاه قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية.
وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية قد سيطرت خلال الأسبوع المنصرم على جبل الحمام وتباب مجاورة له في مديرية القبيطة، حيث بدأت العملية بالتطويق تمهيدًا لعلمية الاقتحام والسيطرة على الجبل، وساند عملية السيطرة قصف مدفعي استهدف مواقع موالية للتحالف بالرغم من محاولات القصف الجوي لطيران التحالف إعاقة العمليات.
على ذات الوتيرة أكد المصدر العسكري أن قوات الجيش واللجان حققت خلال اليومين الماضيين انتصارات جديدة في مختلف الجبهات الداخلية، لافتًا إلى أن عمليات عسكرية واسعة جرى تنفيذها في أكثر من جبهة، كبدت القوات الموالية للتحالف خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبحسب المصدر العسكري فإن وحدة الإسناد المدفعي استهدفت تجمعات عسكرية موالية للتحالف، بوابل من القذائف في منطقة المنارة في مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، علاوة على مصرع أعداد أخرى بعمليات قنص.
وفي البيضاء أفاد المصدر أن قوات الجيش واللجان نصبت كمينًا استهدف مجاميع من الموالين للتحالف في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء، تمكنت خلاله من قتل وجرح ما لا يقل عن 25 شخصًا.
وفي الجوف شنت قوات الجيش واللجان قصفًا مدفعيًّا على تجمعات ومواقع الموالين للتحالف في وادي هراب أسفل منطقة العقبة في مديرية خب والشعف، حققت إصابات مباشرة، وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان.
وفي تعز وزع الإعلام الحربي مشاهد لصد زحف نفذه الموالون للتحالف، ومشاهد أخرى لسيطرة قوات الجيش واللجان على مواقع جديدة في مديرية طور الباحة.
على وقع ذلك أشاد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري الأربعاء الماضي بالمواقف البطولية للمنتسبين للقوات المسلحة واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وتحقيق الانتصارات النوعية في مختلف جبهات المواجهة دفاعًا عن اليمن ووحدته واستقلاله وعزته وشموخه.
جاء ذلك خلال تدشينه العام القتالي والتدريبي للعام 2018م تحت شعار “انفروا خفافًا وثقالاً”، وقال الغماري “إن العام التدريبي الجديد سيشهد تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج التدريبية القتالية، بما يمكن من رفع قدرات المقاتلين والتصدي الحازم لقوى الشر والعدوان؛ للدفاع عن الوطن الذي يتعرض منذ ثلاث سنوات لعدوان بربري من قبل تحالف الشر والعدوان، الذي ارتكب أبشع الجرائم والحرمات ضد المدنيين”، لافتًا إلى أن الجيش واللجان الشعبية يخوضون معركة الدفاع عن الأرض والعرض في جبهات متعددة بما فيها جبهة الساحل الغربي التي تمتد مساحتها لأكثر من 1500 كم2.
قتلى الموالين للتحالف.. عدد مهول
وبحسب معلومات خاصة فإن قيادة قوات هادي في اليمن رفعت تقريرًا لقيادة التحالف السعودي تضمنت أرقامًا مخيفة لعدد القتلى والجرحى في صفوفها منذ بدء الحرب في مارس 2015؛ بهدف الحصول على مخصصات شهرية لذوي القتلى وللجرحى، وكشفت المصادر الخاصة أن دائرة الرعاية الاجتماعية بقوات هادي رفعت مؤخرًا كشوفات تضمنت أسماء القتلى والجرحى الذين سقطوا في الحرب وفقًا لاتفاق ينص على أن يقوم التحالف بصرف راتب رعاية لكل أسرة قتيل وللجرحى.
وبحسب المعلومات فإن كشوفات التقرير تضمنت ما يزيد على 17250 قتيلاً و 33070 جريحًا من عناصر قوات هادي، سقطوا منذ بدء الحرب. وأفادت المصادر أن قيادة قوات هادي أبلغت قيادة التحالف بوجود مخاوف كبيرة في صفوف عناصرها؛ بسبب الزيادة المهولة لأعداد القتلى والجرحى الذين يسقطون في مختلف الجبهات خلال الفترة الأخيرة، موضحة أن نسبة القتلى والجرحى ارتفعت مؤخرًا لتصل إلى معدل 400 قتيل وجريح أسبوعيًّا في مختلف الجبهات.