تعز من الوصاية القطرية إلى الإماراتية: «الإصلاح» في وضع حرج
بعد تعيين محافظ تعز الجديد، أمين أحمد محمود، تحركت المياه الراكدة، وتفككت بعض العقد والقيود، التي ظلت متشابكة، وقضايا شائكة، طوال فترة سلفه المعمري، فخلال أياما قليلة، رصد مراقبون تحركات غير مسبوقة في تعز، أبرزها إغلاق مكتب قناة «الجزيرة»، ورفع السواتر الترابية لساحة الحرية، وهو ما فُسّر على أن الهدف الحقيقي منه إضاعة كل العلامات المعروفة عن الساحة، في إشارة إلى إزالة كل ما يتعلق بـ«ثورة فبراير»، وترسيخ «الثورة المضادة».
اليوم، هناك من يرى أن المحافظ الجديد، وقيادات حزب «المؤتمر» نسخة «الشرعية» والموالي للإمارات، هي من ستقود هذا المخطط الرامي لقيادة «الثورة المضادة»، وفي تعز على وجه الخصوص، والتي ظلت دول الخليج تقف في صفه منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي».
اليوم، هناك من يرى أن المحافظ الجديد، وقيادات حزب «المؤتمر» نسخة «الشرعية» والموالي للإمارات، هي من ستقود هذا المخطط الرامي لقيادة «الثورة المضادة»، وفي تعز على وجه الخصوص، والتي ظلت دول الخليج تقف في صفه منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي».
ثورة مضادة
الكاتب والمحلل السياسي، عبد القاهر الشرعبي، أوضح في حديث لـ«العربي»، أن «الإمارات والسعودية، ظلت وعلى مدى أربعة أعوم تعمل على دعم أنصار الثورة المضادة، وذلك في إطار حربها ضد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي، والتي سعت للوقوف أمامه بكل ما أوتيت من قوة وفي اليمن على وجه الخصوص»، مؤكدا أن «أبرز المعوقات التي أخرت حسم معركة تعز من قبل التحالف العربي، هو أن تعز هي المدينة التي إنطلقت منها شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير، والتي يرى التحالف العربي أنه لابد من أن تدفع الثمن وباهظاً».
ولفت إلى أن «التحالف العربي ظل وطوال فترة الحرب يعمل على إعادة القيادات المناهضة لثورة فبراير، وتسليمها المراكز المفصلية للمحافظة، وذلك في إطار دعم الثورة المضادة».
الكاتب والمحلل السياسي، عبد القاهر الشرعبي، أوضح في حديث لـ«العربي»، أن «الإمارات والسعودية، ظلت وعلى مدى أربعة أعوم تعمل على دعم أنصار الثورة المضادة، وذلك في إطار حربها ضد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي، والتي سعت للوقوف أمامه بكل ما أوتيت من قوة وفي اليمن على وجه الخصوص»، مؤكدا أن «أبرز المعوقات التي أخرت حسم معركة تعز من قبل التحالف العربي، هو أن تعز هي المدينة التي إنطلقت منها شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير، والتي يرى التحالف العربي أنه لابد من أن تدفع الثمن وباهظاً».
ولفت إلى أن «التحالف العربي ظل وطوال فترة الحرب يعمل على إعادة القيادات المناهضة لثورة فبراير، وتسليمها المراكز المفصلية للمحافظة، وذلك في إطار دعم الثورة المضادة».
توجّه جديد: «الإصلاح» والمرحلة صعبة
وفي السياق، أكدت مصادر رئاسية، مقرّبة من الرئيس هادي، في تصريح خاص لـ«العربي»، أن «هناك ترتيبات عديدة سوف تتم، وهي بمثابة إعلان ميلاد توجه سياسي وإداري جديد لتعز، مختلف تماماً عن سابقه الذي غلب عليه الطابع القطري»، مشيرة إلى أن «الإصلاح سيكون أمام مرحلة صعبة في مواكبة أو مواجهة هذا التغيير والتحول من الطابع القطري إلى الإماراتي».
وأكّدت المصادر أن «تعز وبكل ملفاتها سلمت للمستشار، رشاد العليمي، الذي أصبح حالياً مسؤولاً عن ملف تعز برمته، بديلاً لعلي محسن الأحمر»، لافتة إلى أن «هناك توجه لتغيير جذري لقضايا تعز، وما إغلاق الجزيرة إلا رسالة لا أكثر».
في حين يذهب آخرون للقول إن حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، بدأ بتقديم تنازلات كان يرى أنها ثوابت لا تقبل التجزئة، ناهيك عن التنازل عنها، ما يفسّره مراقبون بأن «الإمارات نجحت في حصر الإصلاح في زاوية حرجة»، وبين هذا وذاك يرى البعض أن «الإصلاح لن يكون شريكاً للإمارات في قيادة الثورة المضادة»، مؤكدين أن هذه التنازلات من قبله ليست سوى «مجرد ذر للرماد على عيون الخليج».
وفي السياق، أكدت مصادر رئاسية، مقرّبة من الرئيس هادي، في تصريح خاص لـ«العربي»، أن «هناك ترتيبات عديدة سوف تتم، وهي بمثابة إعلان ميلاد توجه سياسي وإداري جديد لتعز، مختلف تماماً عن سابقه الذي غلب عليه الطابع القطري»، مشيرة إلى أن «الإصلاح سيكون أمام مرحلة صعبة في مواكبة أو مواجهة هذا التغيير والتحول من الطابع القطري إلى الإماراتي».
وأكّدت المصادر أن «تعز وبكل ملفاتها سلمت للمستشار، رشاد العليمي، الذي أصبح حالياً مسؤولاً عن ملف تعز برمته، بديلاً لعلي محسن الأحمر»، لافتة إلى أن «هناك توجه لتغيير جذري لقضايا تعز، وما إغلاق الجزيرة إلا رسالة لا أكثر».
في حين يذهب آخرون للقول إن حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، بدأ بتقديم تنازلات كان يرى أنها ثوابت لا تقبل التجزئة، ناهيك عن التنازل عنها، ما يفسّره مراقبون بأن «الإمارات نجحت في حصر الإصلاح في زاوية حرجة»، وبين هذا وذاك يرى البعض أن «الإصلاح لن يكون شريكاً للإمارات في قيادة الثورة المضادة»، مؤكدين أن هذه التنازلات من قبله ليست سوى «مجرد ذر للرماد على عيون الخليج».
مفاجآت قادمة
الكاتب والصحفي، ماجد البكري، يؤكد في حديث لـ«العربي»، أن «الإمارات نجحت في حصر الإصلاح في زاوية حرجة للغاية، من خلال قرابة عامين من الممارسات القمعية، والتي كان آخرها، تهديده إن لم يتبرأ من جماعة الإخوان المسلمين، وينفذ أجندتها في اليمن، بإدراجه ظمن قائمة المنظمات الإرهابية».
وأكّد على أن «اللقاء الأخير الذي جمع قيادات الإصلاح بقيادات التحالف السعودية والإمارات على وجه الخصوص، كان بمثابة فك الإرتباط بقطر، وإقرار لخضوع الحزب لتنفيذ أي أوامر من قبل التحالف العربي، وما إغلاق قناة الجزيرة، وإزالة كافة معالم ساحة الحرية والمعلم البارز لثورة الحادي عشر من فبراير إلا أول امتحان تخضع له وبإعتقادي قد نجحت في ذلك»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، وقد يكون الحزام الأمني هو الامتحان الصعب للحزب، الذي لن يفشل فيه حسب اعتقادي».
أما الناشط السياسي، باسم الجبري، فيخالفه الرأي، في ذلك، إذ يقول لـ«العربي»، إن «الإصلاح حزب متمرس على المراوغة، منذ أن كان شريكاً لصالح، وهو على استعداد أن يتخلى عن واجبه الوطني والتاريخي، والديني، ليحقق مكاسبه الخاصة، ولو على حساب دماء الأبرياء»، مؤكداً أن «الإصلاح اليوم وبعد أن أصبح تحت المجهر الإماراتي، لم يجد أمامه من خيار سوى أن يرضخ لأجندتها تحت يافطة مكره أخاك لا بطل».
وأشار إلى أن «الإصلاح سيبدأ لعبة الحبل مع أجندة الإمارات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، حيث أنه سيعمل وبكل ما أوتي من قوة لتحريك خلاياه الإرهابية للوقوف أمام المشروع الإماراتي، من خلال الاغتيالات ونشر الفوضى والوقوف أمام استعادة الدولة، في حين سيكون بالظاهر مستمراً بذر الرماد في عيون الخليج، الذي لن تمر عليه مثل هذه الممارسات مرور الكرام، بل سيقف ضدها بخيله ورجله»، محذّراً من أن «تعز ستكون قادمة على أيام سوداء، ربما أسوأ من أيام عدن».
الكاتب والصحفي، ماجد البكري، يؤكد في حديث لـ«العربي»، أن «الإمارات نجحت في حصر الإصلاح في زاوية حرجة للغاية، من خلال قرابة عامين من الممارسات القمعية، والتي كان آخرها، تهديده إن لم يتبرأ من جماعة الإخوان المسلمين، وينفذ أجندتها في اليمن، بإدراجه ظمن قائمة المنظمات الإرهابية».
وأكّد على أن «اللقاء الأخير الذي جمع قيادات الإصلاح بقيادات التحالف السعودية والإمارات على وجه الخصوص، كان بمثابة فك الإرتباط بقطر، وإقرار لخضوع الحزب لتنفيذ أي أوامر من قبل التحالف العربي، وما إغلاق قناة الجزيرة، وإزالة كافة معالم ساحة الحرية والمعلم البارز لثورة الحادي عشر من فبراير إلا أول امتحان تخضع له وبإعتقادي قد نجحت في ذلك»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، وقد يكون الحزام الأمني هو الامتحان الصعب للحزب، الذي لن يفشل فيه حسب اعتقادي».
أما الناشط السياسي، باسم الجبري، فيخالفه الرأي، في ذلك، إذ يقول لـ«العربي»، إن «الإصلاح حزب متمرس على المراوغة، منذ أن كان شريكاً لصالح، وهو على استعداد أن يتخلى عن واجبه الوطني والتاريخي، والديني، ليحقق مكاسبه الخاصة، ولو على حساب دماء الأبرياء»، مؤكداً أن «الإصلاح اليوم وبعد أن أصبح تحت المجهر الإماراتي، لم يجد أمامه من خيار سوى أن يرضخ لأجندتها تحت يافطة مكره أخاك لا بطل».
وأشار إلى أن «الإصلاح سيبدأ لعبة الحبل مع أجندة الإمارات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، حيث أنه سيعمل وبكل ما أوتي من قوة لتحريك خلاياه الإرهابية للوقوف أمام المشروع الإماراتي، من خلال الاغتيالات ونشر الفوضى والوقوف أمام استعادة الدولة، في حين سيكون بالظاهر مستمراً بذر الرماد في عيون الخليج، الذي لن تمر عليه مثل هذه الممارسات مرور الكرام، بل سيقف ضدها بخيله ورجله»، محذّراً من أن «تعز ستكون قادمة على أيام سوداء، ربما أسوأ من أيام عدن».
الموصل اليمنية!
وعلى الرغم من أن أبناء تعز، ومع تغيير المحافظ الجديد، لازالوا يترقبون تطورات تبشّر بخير، كما وعدهم محمود، المعيّن من قبل هادي حديثاً، إلا أن مراقبين يرون بأن الانفلات الأمني، وصراع الفصائل، والوضع الكارثي للمدينة سيبقى بنفس الوتيرة الحالية إن لم يتصاعد، نظراً لوجود جماعات مسلحة مختلفة ومتضاربة تدعم الإمارات طرفاً منها، في حين تدعم السعودية و«الشرعية» طرفاً آخر. وفي خضم كل هذه التعقيدات لن يستطيع المحافظ الجديد إرضاء طرف، وسينتهي به الحال إلى مغادرة المدينة كما حدث للمحافظ السابق علي المعمري.
الناشط السياسي، محمد الحميري، يفسّر المشهد القادم لتعز، ومن خلال هذه التطورات المتسارعة، يقول لـ«العربي» إن «المشهد في المدينة يسير نحو أفق لا ينبئ بسلام على الإطلاق، بسبب الانفلات الأمني في المدينة القابعة تحت سلطات الرئيس هادي، والذي لم يكن ناتج عن سوء تقديرات أو ضعف في الأداء الإداري، بل هو متعمد بفعل أطراف إقليمية تسعى إلى صناعة ثقل عسكري موالٍ لها، تحسباً للقادم بعد انتهاء الحرب، وبالتالي فما يحدث في تعز هو ناتج عن ذلك».
وعلى الرغم من أن أبناء تعز، ومع تغيير المحافظ الجديد، لازالوا يترقبون تطورات تبشّر بخير، كما وعدهم محمود، المعيّن من قبل هادي حديثاً، إلا أن مراقبين يرون بأن الانفلات الأمني، وصراع الفصائل، والوضع الكارثي للمدينة سيبقى بنفس الوتيرة الحالية إن لم يتصاعد، نظراً لوجود جماعات مسلحة مختلفة ومتضاربة تدعم الإمارات طرفاً منها، في حين تدعم السعودية و«الشرعية» طرفاً آخر. وفي خضم كل هذه التعقيدات لن يستطيع المحافظ الجديد إرضاء طرف، وسينتهي به الحال إلى مغادرة المدينة كما حدث للمحافظ السابق علي المعمري.
الناشط السياسي، محمد الحميري، يفسّر المشهد القادم لتعز، ومن خلال هذه التطورات المتسارعة، يقول لـ«العربي» إن «المشهد في المدينة يسير نحو أفق لا ينبئ بسلام على الإطلاق، بسبب الانفلات الأمني في المدينة القابعة تحت سلطات الرئيس هادي، والذي لم يكن ناتج عن سوء تقديرات أو ضعف في الأداء الإداري، بل هو متعمد بفعل أطراف إقليمية تسعى إلى صناعة ثقل عسكري موالٍ لها، تحسباً للقادم بعد انتهاء الحرب، وبالتالي فما يحدث في تعز هو ناتج عن ذلك».
صراع مفتوح
ويبدي الحميري اعتقاده بأن «الصراع لن ينتهي في تعز، مهما عُيّن لها من قيادة، ومهما كانت الشخصية تتمتع بالكاريزما السياسية والإدارية أو ما إلى ذلك، فمشكلة تعز بعد ثلاث سنوات من الحرب صارت أكثر تعقيداً»، مشيراً إلى أنه «عندما ينتهي الصراع بين قيادات التحالف العربي الذي يتولى الحرب لإعادة الشرعية، ستنتهي مشكلة تعز، لأن سبب الخلاف الحقيقي هو احتدام الصراع بين المكوّنات التي تعمل لحساب الأطراف الكبرى».
ويؤكد الناشط السياسي على أن «المشهد في تعز خلال المرحلة القادمة لن يكون هناك جديد فيه سوى صراع بين المحافظ والعصابات وصراع بين الدولة والعصابات الأخرى»، وحذّر من أن «ما يحمله هذا العام لتعز قد يكون أسوأ من العام الماضي، وما لم يتوافقت جميع الأطراف في الداخل والخارج على إنقاذها من وضعها الراهن، فإنها ستظل عنواناً بارزاً لفشل وإخفاق الشرعية والتحالف في مشروعهم، وستتحول إلى الموصل في اليمن»، لافتاً إلى أنه «مهما كان هناك من تقدّم أو نجاح للشرعية في أماكن أخرى، إلا أنها لن يكون لها أي ثمار ونتائج إيجابية كثمار تحرير تعز».
ويبدي الحميري اعتقاده بأن «الصراع لن ينتهي في تعز، مهما عُيّن لها من قيادة، ومهما كانت الشخصية تتمتع بالكاريزما السياسية والإدارية أو ما إلى ذلك، فمشكلة تعز بعد ثلاث سنوات من الحرب صارت أكثر تعقيداً»، مشيراً إلى أنه «عندما ينتهي الصراع بين قيادات التحالف العربي الذي يتولى الحرب لإعادة الشرعية، ستنتهي مشكلة تعز، لأن سبب الخلاف الحقيقي هو احتدام الصراع بين المكوّنات التي تعمل لحساب الأطراف الكبرى».
ويؤكد الناشط السياسي على أن «المشهد في تعز خلال المرحلة القادمة لن يكون هناك جديد فيه سوى صراع بين المحافظ والعصابات وصراع بين الدولة والعصابات الأخرى»، وحذّر من أن «ما يحمله هذا العام لتعز قد يكون أسوأ من العام الماضي، وما لم يتوافقت جميع الأطراف في الداخل والخارج على إنقاذها من وضعها الراهن، فإنها ستظل عنواناً بارزاً لفشل وإخفاق الشرعية والتحالف في مشروعهم، وستتحول إلى الموصل في اليمن»، لافتاً إلى أنه «مهما كان هناك من تقدّم أو نجاح للشرعية في أماكن أخرى، إلا أنها لن يكون لها أي ثمار ونتائج إيجابية كثمار تحرير تعز».