الحرب على اليمن ونفاق الغرب الفاضح .. ألمانيا مثالاً
متابعات| شفقنا:
إذا امكن ان نجمع في مكان ما كل المآسي التي يمكن ان تنزل على شعب ما بفعل الانسان ، يمكن ان يكون اليمن هو هذا المكان ، وهو مكان ليس في مجاهل الارض بل في منطقة في غاية الاهمية بالنسبة للعالم اجمع.
الحصار ، والجوع ، والعطش ، والامراض ، والاوبئة ، والخوف ، والتشرد ، والنوم في العراء ، واصوات القنابل والصواريخ ، والبيوت والمدارس والمستشفيات المهدمة ، والاشلاء الممزقة و.. ، كلها بسبب حرب فرضت على الشعب اليمني بذريعة لا يمكن ان تصمد امام عشرات الالاف من الارواح التي ازهقت واغلبها لاطفال ونساء ، ومئات الالاف من الاجساد التي اصيبت بجراح بعضها دائمة ، والملايين من المشردين.
كل هذه المآسي الانسانية مرّ عليها نحو ثلاث سنوات ، وهناك ارادة انسانية عاقدة العزم على مواصلة هذه الحالة المأسوية الى ان ينهار الشعب اليمني باكمله ليكون بالامكان عودة عبد ربه منصور هادي الى صنعاء مظفرا فوق تلال من الجماجم.
بالرغم من ان هناك ارادة تحاول ان تكسر عزم اليمنيين من خلال سلاح الجوع ، الا ان هذه الارادة التي تراهن على انهيار اليمنيين ، ما كان بامكانها ان تتصلب بهذا الشكل وتواصل حربها ضد اليمن لولا ، وجود مخازن الاسلحة المفتوحة للدول الغربية ، التي تعتبر الوقود الذي يساهم في استمرار هذه الحرب الدموية العبثية.
الغرب الذي يرفع لواء الدفاع عن حقوق الانسان والحيوان ، ويدافع عن حرية الشعوب في اختيار الانظمة التي تحكمها ، يرى بأم عينه منذ ثلاث سنوات المأساة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب هذه الحرب ، ويعرف جيدا الكارثة الانسانية الكبرى التي ستحصل في اليمن اذا ما استمرت الحرب ، الا انه يغمض عينيع عادة عن كل هذه المآسي وهو يعقد صفقات الاسلحة بمئات المليارات من الدولارات ، لتنزل قنابل وصوارخ على رؤوس اليمنيين.
الملفت ان الغربيين هم اكثر الناس انتقادا لهذه الحرب ، واكثر الناس تحذيرا من تداعيتها ومواصلتها ، ولكن هذا النقد وهذا التحذير محصوران في المؤتمرات واللقاءات الصحفية ، بينما على ارض الواقع هناك جسور جوية تربط بين الدول التي تشن الحرب على اليمن ومصانع الاسلحة في الدول الغربية ، في نفاق فاضح يكشف الوجه القبيح لهذا الغرب المنافق.
آخر هذه الوجوه الغربية المنافقة هو وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل ، الذي وصف في كلمة له على هامش مؤتمر حزبه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية سكسونيا يوم السبت الماضي 13 كانون الثاني / يناير / 2018 ، وصف الوضع في اليمن بأنه “أكبر كارثة إنسانية نشهدها على المستوى العالمي”، رافضا تصدير السلاح الألماني للدول التي تشارك أو تدعم الحرب في اليمن! ، مؤكدا انه “لا يمكننا أن نكتفي فقط بأن نشتكي كل يوم مما يحدث في اليمن”!.
الملفت ان السعودية والإمارات جاءتا بين أهم عشر دول حصلت على السلاح الألماني في عام 2016، كما أن الأردن ، وهو من المشاركين في التحالف العربي ضد اليمن ، يعد من بين الدول التي تدعمها الحكومة الألمانية، ماليا، و حصل على نحو 50 مدرعة مشاة ألمانية طراز “ماردر” خلال العامين الماضيين.
الملفت ايضا ان حزب زيغمار غابرييل الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، يعتبر من اهم اعضاء الائتلاف الحاكم في المانيا الى حزب المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ، ويهيمن حزبه على العديد من الوزارات المهمة في الحكومة ، ولا ندري من هي الجهة التي كان يخاطبها غابرييل من اجل منعها عن ارسال الاسلحة الى الدول التي تشن الحرب على اليمن؟!.