تحركات باتجاه الحل السياسي.. صنعاء تُغيب ولد الشيخ وتستقبل نائبه
موقع متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية:
نجحت أطراف سياسية بصنعاء في تغييب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن مسرح الوساطة الأممية في الملف اليمني، وظهر ذلك في استقبال صنعاء نائبه معين شريم، أمس السبت، وأعلنت الأطراف السياسية في صنعاء قبول وساطته واستقباله، ظهر السبت، في أول زيارة له منذ تعيينه نائبا لإسماعيل ولد الشيخ في سبتمبر الماضي، وسط رفض من ولد الشيخ.
وبينما لم يدل نائب المبعوث الأممي بأي تصريحات أثناء وصوله مطار صنعاء، فإن زيارة شريم تأتي في إطار جهود إحياء المسار السياسي وبحث إمكانية العودة إلى خيار مفاوضات الحل السياسي في اليمن بعد جمود بلغت مدته نحو عام.
وفي هذا السياق، اكتفت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” بنشر خبر قصير عن وصول الموفد الأممي معين شريم، واستقباله في مطار العاصمة من قبل مندوب مراسيم وزارة الخارجية، فيما لم يحظَ خبر وصوله باهتمام إعلامي على الضفتين الموالية والمناوئة للتحالف، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على عدم أهمية أجندة الزيارة وغياب المؤشرات على جدية الأمم المتحدة في إحياء المسار السياسي في الملف اليمني.
مصادر سياسية أكدت لـ”البديل” أن هذه الزيارة لا يعول عليها ولن تسفر عن أي جديد على صعيد الحلول، واعتبرت المصادر أن المفيد في هذه الزيارة هو كونها أثبتت نجاح الأطراف السياسية في صنعاء في تغييب إسماعيل ولد الشيخ عن مسرح الوساطة الأممية بعد إعلان عدم القبول به واتهامه بالانحياز للتحالف وأطراف الرياض.
وكانت الأطراف الموالية للتحالف قد سبقت الزيارة بإعلان شروط جديدة للعودة إلى الخيار السياسي التفاوضي، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير خارجية حكومة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، أول أمس الجمعة، ومن أبرزها وقف إطلاق الصواريخ على المملكة.
فرنسا تطالب بالحل السياسي
تتوالى الأصوات الدولية المطالبة بإطلاق عملية سياسية لحل الملف اليمني، آخرها ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، أمس السبت، إذ أكد أن بلاده تأمل أن تقوم السعودية بواجبها في إطلاق عملية سياسية، معربا عن أسفه لوقوع ضحايا مدنيين في غارات جوية ينفذها طيران التحالف، ومؤكدا رغبة فرنسا في أن تضطلع المملكة بدورها الكامل لإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية خلال فترة قصيرة في اليمن، مشددا على ضرورة الوصول عاجلا لحل سياسي من خلال التفاوض السياسي باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا على توجه دولي باتجاه إحياء العملية السياسية بعد أن أثبت الخيار العسكري فشله.
جاءت هذه التصريحات بعد أيام من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن السعودية تفرض حصارا على اليمن مطالبا إياها بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية والشحنات التجارية دون قيود، كما دعا ماكرون إلى رفع الحصار عن اليمن بشكل كامل أثناء حديث هاتفي أجراه مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آواخر ديسمبر الماضي.
قوات هادي تتراجع
فيما يخص الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من إحراز تقدم كبير في محافظة الجوف، وأفادت مصادر عسكرية وجود تقدم كبير في مديرية خب والشعب انتهى بالسيطرة على جبال قعيطة المطلة على عاصمة المحافظة.
وعلى الصعيد ذاته؛ أفادت مصادر مطلعة في الرياض أن اللواء طاهر العقيلي، رئيس هيئة الأركان بقوات هادي، توفي مساء أمس السبت، بعد فشل عملية جراحية لإنقاذه في أحد مستشفيات السعودية من جراح خطيرة أصيب بها الجمعة الماضية، إثر إصابته في كمين نصبته قوات الجيش واللجان الشعبية في الجوف.
وكان العقيلي قد أصيب إصابة بالغة نقل على إثرها للسعودية وبرفقته قائد اللواء 101 وعدد من القيادات العسكرية، إضافة إلى محافظ الجوف أمين العكيمي، الذي أصيب إصابة غير خطيرة في الكمين الذي نصبته قوات الجيش واللجان الشعبية لموكب العقليي وعدد من القيادات العسكرية في جبهة خب والشعف بمحافظة الجوف.
وكان العقيلي قد كشف في حوار أجرته صحيفة الإيكونوميست البريطانية، الخميس الماضي، أنه تقدم بطلبات إلى التحالف لتزويد قواته بالأسلحة الثقيلة ولم يتم الرد عليه، لافتا إلى أن ذلك كان له تأثيره على معنويات رجاله التي أكد أنها انهارت لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ 9 أشهر وبعضهم يقوم ببيع أسلحته ويقدم معلومات عسكرية للجيش واللجان الشعبية من أجل الحصول على المال.