تأريخ حافل من التطبيع الإسرائيلي البحريني.. والعام المقبل تبادل للسفراء
متابعات| الوقت:
“سيكون هناك المزيد من المفاجآت في العام المقبل”، ربما تلخص هذه العبارة التي قالها “أيوب كارا” مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي للشؤون الإقليمية الحالة المتقدمة من التطبيع التي وصل لها مملكة البحرين والكيان الإسرائيلي، حيث يؤكد خبراء أنّ البحرين تمثل رأس الحربة في التطبيع مع إسرائيل، وهي تقوم بذلك نيابةً عن عدد من الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يقول كارا: “نرى اهتماماً كبيراً بين دول الخليج لإقامة علاقات مع إسرائيل”.
إن لم تستح فافعل ما شئت
لا يخفى على ذي عقل المستوى المتقدم من التطبيع، كما أنّ البحرين نفسها لا ُتخفي ذلك أو حتى تخجل منه، بل على العكس تماما؛ بدأت بإرسال الوفود إلى تل أبيب وباقي المدن، وذلك بهدف توسيع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، كما أنّ الملك البحريني ذاته حمد بن عيسى آل خليفة أكد أنّه سيسمح للمواطنين البحرينيين بزيارة إسرائيل رسمياً، مُديناً – أي الملك- المقاطعة العربية لإسرائيل!.
ويبدو أن التهديدات الأمريكية إبان تصويت الأمم المتحدة على قرار رفض نقل العاصمة الأمريكية إلى القدس آتت أُكلها، ليخرُج بعدها وزير الخارجية البحريني ويؤكد أنّ القضيّة الفلسطينية “أمرٌ ثانوي” ولا يجب من أجل هذا الأمر الثانوي؛ التهجم على الولايات المتحدة الأمريكية أو الإختلاف معها!.
الإسرائيليون لم يروا في مواقف البحرين وملكها المؤيدة لإسرائيل أيّة مفاجئة، حيث عزت وسائل إعلام عبرية تطور هذه العلاقات إلى الدور الذي يلعبه معهد “شمعون فيزنتال”، الذي ينشط بشكل مكثف في المنامة.
وفي السياق ذاته فإنّ مستقبل العلاقة بين الجانبين (الإسرائيلي والبحريني) يبدو اليوم وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى واضحاً وجليّاً، فالتطبيع يسير على قدمٍ وساق، حيث قالت صحيفة “ميدل إيست آي” في تقريرٍ لها: “إنّ إقامة العلاقات الكاملة بين المنامة وتل أبيب سيكون في أقرب وقت ممكن، ربما في العام المقبل”، ويؤكد مراقبون أنّ المنامة وتل أبيب يسعيان إلى فتح سفارات في كلا البلدين، وهم بإنتظار الوقت المناسب لذلك، وأصبحت كافة الإجراءات شبه جاهزة.
تاريخٌ أسود
وبالعودة قليلاً إلى الوراء يتضح أنّ التطبيع البحريني مع إسرائيل ليس وليد اليوم، إنما له تاريخه الطويل، فأول اجتماع جمع الجانبين كان في العام 2000، عندما التقى ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة بوزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي آنذاك “شمعون بيريز” وذلك على هامش اجتماعات مؤتمر “دافوس” العالمي.
موقع ويكليكس هو الآخر كشف عن برقية صادرة في مارس/آذار من عام 2005 عن السفارة الأميركية في البحرين وموجهة إلى الخارجية الأميركية، وحملت الرقم “05MANAMA397“، أكدت أن مساعد وزير الخارجية الشيخ عبد العزيز بن مبارك آل خليفة قال إن وليّ العهد البحرين التقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال مؤتمر دافوس أيضاً.
وأثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر من عام 2007، عقد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اجتماعاً موسّعاً مع اللجنة اليهودية الأميركية في نيويورك، وفي العام ذاته دعا الملك البحريني خلال زيارةٍ له لمقر مؤسسة “American Friends of Lubavitch” الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، دعا أعضاء تلك الجمعية إلى المجيء إلى البحرين، يقول: “لدينا أرض مخصصة لمن يعود منكم إلى البحرين، إنكم موضع ترحيب مثل مواطنينا”.
وتتالت الزيارات التطبيعية خلال الأعوام اللاحقة ليشهد العام 2016 تطوراً كبيراً في التطبيع البحريني الإسرائيلي، حيث التقى الملك بالحاخام مارك شنير في مارس/آذار، في قصره بالمنامة، ونقلت حينها صحيفة جيروزليم بوست العبرية عن الحاخام قوله إن العاهل البحريني قال له: “إنها مسألة وقت قبل أن تبدأ بعض الدول العربية بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل”.
أما آخر تلك الزيارات التطبيعية فهي زيارة وفد بحريني إسرائيل وذلك للمرة الأولى وبشكل علني، وهو ما وصفته القناة الثانية الإسرائيلية بأنه “تحقيقاً لرسالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن التسامح والتعايش والحوار بين الديانات”!.
ومن نافل القول إنّ البحرين لا تُشكل في سلوكها هذا إلّا جسراً سيعبر عليه عددٌ من الدول العربية الراغبة في التطبيع، حيث كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن السعودية وإسرائيل يعقدان اجتماعات موسّعة بهدف التباحث حول إقامة علاقات اقتصادية بينهما، وأولى خطوات هذه العلاقات بحسب الصحيفة هي السماح لإسرائيل بإقامة بعض الصفقات في الخليج، وكذلك السماح للخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” بالتحليق فوق الأجواء السعودية.