مليارات العدوان وأحلام آل سعود
بقلم / عادل عبدالإله العصار
* عشرات المليارات من الدولارات أنفقتها السعودية وما تزال أبواب خزينة مملكة السحت مفتوحة لإنفاق المزيد من المليارات لتغطية نفقات العدوان على اليمن واليمنيين..
عشرات المليارات أنفقتها السعودية ليس لاستهداف اليمن وقتل الشعب اليمني فحسب وإنما لاستهداف كل القيم والمبادئ الإنسانية واغتيال الضمير العالمي والالتفاف على القوانين والمواثيق الدولية التي انهارت أمام موازنات وسخ الأرض وتحولت موادها إلى دخان تنفثه عوادم السيارات في شوارع وطرقات دول العالم الحر -الأكثر تحضرا والأكثر ادعاءً ومزايدة بحقوق الإنسان والدفاع عن القيم والمبادئ والأخلاقيات- كما يدّعون..
* عشرات المليارات أنفقتها السعودية لترجمة حقدها القديم الجديد على اليمن واليمنيين، لكن وأمام كل هذا البذخ الذي تجاوز الإسراف إنفاقا وقتلا وعدوانا لم يتساءل أي إنسان أو يقول: لماذا تنفق مملكة النشاز السياسي والأخلاقي كل هذه الأموال..؟!
هل تجسد السعودية حبها لليمن واليمنيين وهي التي اقترن وجودها بالكراهية وإنكار الآخر..؟ أم لحرصها على أمن وسلامة اليمن ووحدة أراضيه وهي التي اجتهدت وتجتهد منذ بدء تكوينها على سرقة الأراضي وزعزعة أمن واستقرار اليمن وتدمير كيانه السياسي والاقتصادي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتغذية الصراعات السياسية والطائفية واغتيال أحلامه ومشاريعه الوطنية..؟!
* هل تسعى مملكة آل سعود من خلال عدوانها الهمجي لتأكيد حرصها على شرعية النظام السياسي اليمني وهي التي حاربته ملكيا ورفضته جمهوريا ووحدويا وديمقراطيا واستكثرت على اليمنيين تحقيق أي نوع من الانتصار السياسي..؟!
هل انقلب اليمنيون على إرادة اليمنيين واضطرت الدولة الأسرة للتدخل عسكريا لحماية اليمن واليمنيين وهي الدولة التي طالما اجتهدت وتجتهد في تأليب اليمنيين على اليمنيين وزرع الفتنة وإذكاء نيران الصراعات والخلافات..؟!
* وهل يعقل أن مملكة الكراهية تحبنا لدرجة احترام إرادتنا السياسية والتدخل عسكريا لحماية الديمقراطية والتعددية السياسية وهي الدولة التي ما تزال إرادة الحاكم هي الدستور النافذ وتعتبر الديمقراطية إلحاداً والتعددية السياسية كفراً وحرية الرأي فسوقاً وصوت المواطن عورة..؟!
أسئلة كثيرة وإجابات لا تتفق مع العقل والمنطق والواقع ويجدر بنا البحث عن السبب الحقيقي الذي دفع الأسرة الدولة لإنفاق كل هذه المليارات لتغطية نفقات عدوانها الهمجي على اليمن..؟!
* ولو أن مثل هذه الأسباب كانت قريبة من الصواب لأدركنا أن السعودية كانت قادرة على إخراج اليمن من كل أزماته السياسية والاقتصادية واحتلال قلوب اليمنيين لو أنها قدمت ما يساوي قيمة الصواريخ والقنابل التي قصفت بها اليمن واليمنيين في عشرة أيام فقط.. لكن السعودية أبعد من أن تفعل مثل ذلك وأحفاد مردخاي بن موشي الذين يتوارثون عرشها أبعد من أن تتجسد فيهم قيم وصفات النبل العربي الأصيل..
السعودية لا تنفق كل هذه المليارات من أجل سواد عيوننا وإنما لسمل أعيننا وإحراقها بقنابل النابالم والصواريخ الفراغية والنيترونية ومن ثم قيادتنا إلى هاوية التجزئة والتقسيم..
* السعودية تتوهم أن كل هذه المليارات ستكون ثمنا لسادس الأقاليم الذي حرصت واجتهدت من خلال أدواتها على أن تجعله الأكثر أتساعا وتقزيم الهوية اليمنية فيما تبقى من الوطن..
السعودية تدمر اليمن وتقتل اليمنيين لتبلغ المحيط وهو حلمها التوسعي الذي سيظل تحقيقه من خلال الخارطة اليمنية أبعد عليها من عين الشمس ولو لم يتبق من اليمنيين الأحرار غير رجل واحد وبقي كل الخونة والعملاء والمرتزقة وفي مقدمتهم هادي…
” صحيفة الثورة “