كل ما يجري من حولك

طفح المجاري يُغرق عدن مجدداً.. (صور)

642
تُحاصر مياه الصرف الصحي عدة أحياء سكنية، وتتدفق إلى الشوارع وبوابات المدارس
 
 
  متابعات| العربي: إصلاح صالح 
تفاقمت مشكلة مياه الصرف الصحي في معظم مديريات مدينة عدن، حيث حاصرت مياه الصرف عدة أحياء سكنية، وأضحت هاجساً يؤرق الأهالي، الذين أبدوا استياءهم من تكرّر الأمر من دون إيجاد حل جذري من قبل الجهات المعنية، فلا يكاد يمر أسبوع من غير أن تعود المعاناة مجدداً.
ويشهد قطاع المياه والصرف الصحي في عدن تراجعاً ملحوظاً منذ انتهاء الحرب، التي تسببت بتدمير ونهب مقدرات المؤسسات الخدمية في المدينة. ونتيجة لللاهمال، وانعدام الصيانة، أصبح طفح مياه الصرف مشهداً مألوفاً في الشوارع، حيث يتسبب بإعاقة حركة السير، ناهيك عن انتشار الحشرات والروائح الكريهة، وتفشي الأوبئة التي تهدد بكارثة صحية.
تفاقم المشكلة
وتُحاصر مياه الصرف الصحي عدة أحياء سكنية، وتتدفق إلى الشوارع وبوابات المدارس، حتى بات خطر الغرق محدقاً بالأطفال والطلاب. والأسوأ من ذلك أن تلك المياه تختلط بأكوام القمامة، فتنبعث منها روائح نتنة لا تُطاق، كما وتحيط بالمساجد، حتى أن روائحها تطغى على أجواء الصلاة. أما الساكنون فيعانون الأمرّين من هذه الروائح، ومن صعوبة المرور الذي خلق جزراً منعزلة تصل بينها جسور من الحجارة لمرور المشاة وهم يكتمون أنفاسهم من فرط نتانة الروائح التي تصل إلى مساكنهم، وتطاردهم حتى إلى غرف نومهم.
صمت وتجاهل
ويرجع البعض طفح المجاري المتكرر إلى عدم القدرة على تنظيم وتحديث الشبكات الخاصة، والتقصير في إيجاد حلول سريعة وفعالة من قبل الجهات المعنية، على الرغم من شكاوى الأهالي ومطالبتهم بتدارك الوضع قبل أن يتفاقم ويتزايد عما هو عليه الآن. وتظل مؤسسة المياه والصرف الصحي في صمت وتجاهل، رغم الحقيقة الواضحة التي لا تخفى على العين.
المواطن جزء من المشكلة؟
وامتنع معظم المواطنين عن تسديد فاتورة المياه لأكثر من عام، على الرغم من توجيه المؤسسة أكثر من نداء لتسديد الفواتير بأقصى سرعة. وتعتمد المؤسسة في شراء المعدات والمستلزمات الفنية لإصلاح الأعطاب على مواردها من تسديد فواتير الاستهلاك، إلا أنها لا تجد استجابة من قبل المواطنين، الذين يشكون، بدورهم، من معاناتهم خلال فترة الحرب، وعجز الدولة بكل إمكاناتها عن إيجاد حلول وإنهاء هذه المعاناة.
انقطاع المياه
وتعاني عدة مديريات في مدينة عدن من استمرار أزمة انقطاع المياه. ويناشد السكان السلطات المحلية سرعة إيجاد حلول، خشية استمرار معاناتهم إلى حين حلول فصل الصيف. ويضطر بعض السكان إلى شراء المياه، فيما ينقلها آخرون من مساجد قريبة.
مخاوف من كارثة صحية
وتحذر الدكتورة ليانة نصر من كارثة صحية ناتجة من نقل حشرة مياه الصرف الصحي (البعوض) للمرض من شخص مريض لآخر، مشيرة إلى أن «مستشفيات عدن تمتلئ بعدد من المرضى، أغلبهم من فئة الأطفال». وتدعو نصر إلى إيجاد حل لهذه المشكلة قبل تحولها إلى كارثة صحية مؤكدة.
نداءات
يطالب المواطن سالم العزعزي بوضع معالجات فورية لطفح مياه الصرف الصحي، لافتاً إلى أنه «بالإضافة إلى الأمراض التي قد تنقلها البكتيريا الناتجة من مخلفات الصرف الصحي، والروائح الكريهة المنبثقة منها، فهي تشوه المنظر العام للمدينة، وتعيق حركة السير».

You might also like