الحرب لن تتوقف!
متابعات | كتابات | أحمد داوود
أصدق تصريح لمحمد بن سلمان هو ما قاله الخميس الماضي في مقابلة صحفية مع وكالة “رويترز” بأن الحرب في اليمن ستستمر لأن النظام السعودي يخشى أن يتحول “أنصار الله” إلى “حزب الله” آخر، فالرجل نسف كل المبررات السابقة للنظام السعودي التي ساقته إلى شن عدوان متوحش على اليمن منذ أكثر من سنتين ونصف.
لم تكن الحرب من أجل إعادة “شرعية” هادي، وليست للدفاع عن “الإصلاحيين” أو لأن اليمنيين باتوا بين غمضة عين وانتباهتها “روافض” كلا، فالنظام السعودي يخشى أن يتحول اليمن بالفعل إلى دولة ذات سيادة حقيقية لها كامل الصلاحية في اتخاذ القرار، بلد يتحرك للنمو على كافة المستويات وفي المقدمة النهوض الاقتصادي والخروج من كبوة “الفقر” و”المجاعة” و”التخلف” التي ظلت تلاحق اليمنيين طيلة سنوات كثيرة.
كلنا يعرف أن النظام السعودي هو من تدخل بكل قوة لإجهاض مشروع الشهيد الراحل الرئيس ابراهيم الحمدي الذي كاد أن ينقل اليمن إلى مربع السيادة والتأثير في المنطقة، فكان مقتل الحمدي هو اغتيال لمشروعه النهضوي التحرري الذي يجعل الإنسان اليمني قوياً ومهاباً بين جيرانه وخاصة في المملكة السعودية.
والمفارقة أن سياسة النظام السعودي لا تختلف إطلاقاً عن سياسية “الكيان الصهيوني”، فإسرائيل حرصت منذ سنوات مضت على ضرب جيرانها وإضعاف الجيوش العربية حتى لا تقوم للعرب قائمة، فهل تستطيع المملكة الأردنية الهاشمية أن تتحرك بجدية لمواجهة الكيان الصهيوني سواء كان التحرك عسكرياً أو سياسياً، الإجابة لدى الجميع هي بالنفي، كذلك النظام المصري والجيش المصري وقف جامداً ضد إسرائيل منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد.
لقد ظلت المقاومة الفلسطينية هي مشكل الخطر لإسرائيل، لذلك كان العدوان الصهيوني مستمراً في حربه على قطاع غزة، وكان حزب الله ولا يزال الشوكة الكبرى في حلق العدو الصهيوني، وكانت الحرب بينهما مستمرة خلال السنوات الماضية ولا يزال شبح الحرب يلوح في الأفق، وحين بنى النظام السوري جيشاً قوياً معادياً لإسرائيل تدافع الأعداء من كل صوب وحدب لإضعافه وأشعلوا حرباً ضروساً على الشعب السوري لم تتوقف حتى الآن منذ أكثر من ست سنوات، ولن توقف إسرائيل حربها ضد المعادين لها إلا بعد تقديم الطاعة والولاء.
النظام السعودي الذي ظل يغذي تلك الحروب ويساند الكيان الصهيوني في سوريا وفلسطين ولبنان ظل محتفظا بإشعال الحروب في المنطقة والزج بالدواعش في كل منطقة عربية معادية لإسرائيل.
ونحن في اليمن لن نكون استثناء عن هذه القاعدة، فالحرب ستستمر كما قال بن سلمان لأن مشروع ثورة 21 سبتمبر هو الوقوف إلى جانب حركات المقاومة العربية ضد مشاريع الاستكبار العالمي، وكل ما يريده الأعداء هو أن يظل اليمن طائعاً وخانعاً للوصاية وأن يغرد بعيداً عن كل ما يزعج إسرائيل أو يعكر صفوها..