كل ما يجري من حولك

اليمن : تفاقم الوضع الإنساني جراء العدوان والحصار – تفاصيل

374

متابعات : 

كشفت الأمم المتحدة ،أمس، عن ارتفاع نسبة النزوح في اليمن، إذ سجل مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في المنظمة نزوح قرابة مليون شخص من المدن.

وقال المتحدث باسم مكتب الشئون الإنسانية، دانس ليركه، أن أكثر من 20 مليون شخص من أصل (23) مليون نسمة – تعداد سكان اليمن- باتوا بحاجة لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية.

تقديرات الأمم المتحدة بشأن النزوح تبدو أقل بكثير مما هو سائد على الأرض إذ أجبرت عمليات قصف المدن من قبل مقاتلات العدوان السعودي مئات الآلاف من ساكني المدن على النزوح باتجاه القرى في حين بقي المئات منهم ينزحون من حي إلى آخر – في إطار المدينة- هربا من العدوان المتواصل.

هستيريا العدوان بقصفه المدن، عد واحدا من أسباب النزوح نحو القرى، لكنه ليس الوحيد.

الحصار المستمر للشهر الثالث على التوالي ساهم ،أيضا، بصورة كبيرة في تفاقم الوضع الإنساني، وأجبر الأهالي على النزوح.

وبدأت ملامح الوضع المتفاقم تتجلى مع تراجع كبير في الخدمات خصوصا المياه إذ برزت محافظة عمران، اليومين الماضيين، كواحدة من أشد المحافظات احتياجا لمياه الشرب عقب تضرر خزانات المياه وانعدام الوقود.

وقالت مصادر محلية لـ”اليمن اليوم” إن أهالي المدينة يضطرون للمرابطة في طوابير طويلة تمتد ليوم بحثا عن قناني مياه بات يتصدق بها عليهم مالكو شاحنات لبيع المياه. وأضافت: ارتفعت أسعار المياه التي تبيعها شاحنات “الوايت” إلى أكثر من 20 ألف ريال مقارنة بسعره قبل العدوان السعودي والذي لم يتجاوز الـ7 آلاف ريال.

مصدر في مؤسسة المياه قال إن انعدام الوقود تسبب بعجز في إيصال المياه بصورة دورية إلى المنازل، مشيرا إلى أن أهالي المدينة اضطروا لقطع كيلومترات بغية الوصول إلى آبار مياه “للغرف منها”.

محافظات عدة باتت تعاني من انعدام مياه الشرب خصوصا العاصمة صنعاء إذ يقوم مالكو شاحنات بالتبرع من خلال تقديم المياه إلى الأحياء السكنية في حين يضطر – ميسورو الحال- إلى شراء المياه بضعفي أسعارها. كما يبدو واقع الحال مشابها في عدن وحضرموت وتعز وإب وذمار وحجة وصعده.

ويرجع مسئولون في المحافظات أسباب انعدام المياه إلى تركيز العدوان السعودي قصفه لآبار المياه وخزاناتها كما هو الحال في حجة إذ تعرضت آبار المياه في حرض وعبس ،أمس، لقصف مدفعي وصاروخي وذلك بعد أيام قليلة على استهداف مقاتلة للعدو خزانات المياه في عبس.

وقالت مصادر محلية لـ”اليمن اليوم” إن القصف تسبب بتدمير الآبار الارتوازية وفاقم معاناة الأهالي. وسبق لمقاتلات العدو وأن دمرت خزانات مياه في العاصمة صنعاء وعدن وصعدة، وفقا لتقارير سابقة.

المياه ليست الخدمة التي يعاني من انعدامها الأهالي في المدن – رغم كونها ضرورية- غير أن ما بات يهدد حياة العشرات في الوقت الحاضر يتمثل بإغلاق مراكز الغسيل الكلوي آخرها في محافظة المحويت، أمس.

وقال مسئول في صحة المحافظة لـ”اليمن اليوم” إن إغلاق المركز يأتي نظرا لانعدام الوقود وانقطاع الكهرباء بصورة كاملة إضافة إلى نفاد مخزونه من الأدوية..

مراكز غسيل في الحديدة ومدن أخرى سبق لها وأن أوقفت خدماتها لأسباب مماثلة فيما لا تزال أخرى تناضل بانتظار الفرج. وكان مصدر في وزارة الصحة قال في وقت سابق إن المستشفيات الحكومية في أنحاء البلاد لا تزال مهددة بالتوقف جراء انعدام الوقود والنقص المتزايد في الأدوية جراء الحصار المستمر برا وبحرا وجوا. الطاقة الشمسية باتت مؤخرا قبلة الكثيرين لتأمين احتياجاتهم من التيار الكهربائي لكنها تظل مقتصرة على أسر ذي وضع اقتصادي يسمح لها باقتناء تلك المعدات التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى.

غير أن التيار الكهرباء القادم من محطة مأرب الغازية يظل مقطوعا بصورة شبه كاملة على صنعاء ومدن عدة جراء استهداف العدوان السعودي لخطوط وأبراج الكهرباء في مأرب قبل نحو شهرين فيما يواصل عملاؤه منع الفرق الهندسية هناك من إصلاح الأعطال. العدوان لم يكتف بإغراق اليمن في الظلام عبر استهدافه غازية مأرب وأبراج نقل الطاقة بقدر ما واصل استهداف مولدات إنتاج الطاقة في محافظات ساحلية محاولا بذلك الإجهاز على ما تبقى من بنى تحتية في هذا القطاع الهام. مقاتلات العدو قصفت، اليومين الماضيين، مولدات لإنتاج الطاقة في محافظة الحديدة، وكانت تلك المولدات تعد بمثابة بصيص أمل بالنسبة لمواطني المحافظة الذين يعانوا أيضا من شدة الحر. كما شنت مقاتلات العدو غارات على محطة عدن الكهروحرارية مما تسبب بانقطاع التيار مجددا رغم جهود مضنية بذلتها قوات الجيش واللجان بغية إعادة التيار إلى المدينة وكان التيار قد عاد بالفعل إلى عدة مديريات أبرزها كريتر، وفقا لمصدر أمني. الكهرباء والماء وثالثهما الوقود إذ تعاني الأسواق من شحة كبيرة في الوقود جراء الحصار المستمر.

ولا تزال طوابير السيارات تمتد أمام محطات بيع الوقود في صنعاء والمدن بعضها تستغرق أيام بلياليها للتعبئة.

ويحاول الأهالي التعايش مع كل تلك الأزمات وابتداع أشياء جديدة للتغلب عليها، خصوصا في ظل العدوان والحصار الخارجي على اليمن آملين في أن تنجلي تلك الغيمة قبيل شهر رمضان المبارك، وفقا لأحاديث مواطنين متفرقة للصحيفة.

المصدر: اليمن اليوم.. حميد دبوان

You might also like