صرف الإعانات بأبين: إنتظار… فـ«ضربة شمس»… فلا شيء!
هذا ما يحدث في محافظة أبين، وتحديداً في مركز صرف الإعانة في مديرية خنفر، حيث تضعف لجان الصرف عن تنظيم العمل، فيما تعجز اللجان الأمنية عن تنظيم دخول المستفيدين، وفرزهم، وإعطاء الأولوية لذوي الإعاقة والمسنين. يبلغ عدد المستفيدين في خنفر أكثر من ثلاثة عشر ألف مستفيد، يؤدي تزاحمهم على مركز الصرف الوحيد إلى إرباك عمل اللجان، التي سرعان ما تستسلم للأمر الواقع، وتنساق إلى فوضى عارمة.
سعيدة أحمد جعبل، عضوة في لجنة «بنك الأمل» تقول، لـ«العربي»، إن «عدم التنظيم، والازدحام، جعلا عمل اللجان يسير ببطء»، لافتة إلى «(أننا) سنستمر فترة طويلة في العمل، قرابة الشهر، ولكن للأسف لم نجد من يتعاون معنا. كنا نريدهم يدخلوا لنا أولاً العجزة والمسنين والمعاقين»، مضيفة أنه «لا يوجد نظام، والكل يفكر بنفسه».
الحاج منصر علي حسن في حالة يرثى لها. متكى على عصاه، ومع ذلك ينخرط في الزحام على البوابة. يتحدث إلى «العربي» عن معاناته وحضوره لليوم الثالث إلى مركز الصرف، قائلاً: «ثلاثة أيام وأنا أحضر، ولم أتمكن من الدخول بسبب الزحمة، وأخسر مواصلات ألف وأربعمائة… ونأتي ونجد زحمة، تم دفعنا من البوابة ومنعنا من الدخول من قبل الحراسة، وتم دفعنا أكثر من مرة، وسقطت فوق حديد».
ويضيف: «ما عاد تخارج العشرة ألف إلي بنستلمها على هذا الوضع. نطالب المحافظ والمنظمة بسرعة التدخل وعمل حل ينظم العمل، يرحموا العجزة والمعاقين. واحد دوخ من الشمس خرجوه ورموا به برع بدون رحمة ولا إنسانية، وأنا مريض، يرحمونا ويصرفوا لنا بطريقة أكثر تنظيماً».
مواعيد اللجنة مواعيد «عرقوبية»، تتغير بشكل مفاجئ صباح اليوم التالي، وهذه واحدة من أسباب إرباك العمل وعدم تنظيمه. هذا ما يؤكده المواطن منذوق سالم كابس من قرية عبر عثمان: «جئنا اليوم بناء على إعلانهم أن الصرف لقرية عبر عثمان رجال ونساء، وعندما وصلنا تفاجأنا أنهم غيروا الصرف لجعار، وبعد أن صحنا قالوا خلاص الصرف اليوم للرجال من عبر عثمان فقط والنساء يروحوا، وهذا خطأ، بصراحة نحن نأتي من أماكن بعيدة، ونخسر مواصلات، ومعنا عجزة كبار في السن ومعاقين يفترض يرحموهم، وينظموا عملهم، ويعلقوا برنامج الصرف، وأن يتم الصرف بانتظام، الناس تأتي ولا علم لها بالصرف لأي منطقة فتحدث الزحمة والفوضى».
بدوره، يشير المواطن علي عبيد صلاح باجامزة إلى «(أننا) نعاني معاناة كبيرة نتيجة عدم تنظيم عملية الصرف»، مقترحاً أن يكون «الصرف كل يوم لمنطقة، مع تعليق إعلان على البوابة»، في حين تلفت صفية حسين إلى أنهم «طلبوا منا إحضار المستفيدين من العجزة والمعاقين، فأحضرناهم بسيارات إيجار، وتحملنا المواصلات، في كل مرة نحضرهم للمركز ألفين ريال، ومع ذلك لم نتمكن من إدخالهم لعدم التنظيم والزحمة. أتعبونا وخسرونا وأتعبوا كبار السن والمعاقين الذين لا يتحملون التعب وحرارة الشمس».
وإلى جانب الفوضى والعشوائية تأتي «المحسوبية والوساطة» بحسب عدد من المستفيدين. من بين هؤلاء صالح أحمد محدب، الذي يقول: «أربعة أيام أحضر ولم أتمكن من الدخول بسبب الزحمة والمحسوبية، من معه معروف دخله، ومن ما عنده صبره على الله»، في حين يشير ناصر محمد سالم إلى «(أنني) جئت أستلم إعانة والدي المتوفي، لكن للأسف لا يوجد تنظيم للعمل، وثمة محسوبية… نطالب الجهات المختصة بتنظيم العمل لتسهيل الإستلام بيسر وبدون عناء».
في المقابل، يلقي القائمون على عملية الصرف ببعض اللائمة على المواطنين، الذين لا يتجاوبون مع آلية العملية وضوابطها. في هذا الإطار، يقول مشرف خنفر التابع لشركة «إيبكس»، عبد الله سالم عقيل، إنه «لا بد من حضور المستفيد ومعه كافة وثائقه من بطاقة شخصية ودفتر الرعاية، أو حضور أحد المستفيدين المسجل في دفتر الإعانة الخاص بالمستفيد، فيستلم شيكه ويذهب للجنة البنك، فتختم له الشيك ثم يذهب إلى أحد مراكز الصرافة، العمقي أو العروي، ويستلم مستحقه».
ويتابع: «واجهتنا صعوبات في إقناع المستفيدين بآليات عمل البنك، منها مثلاً أنه إذا كان العائل المستفيد متوفياً وأولاده قصر ولا توجد معهم بطاقة شخصية، هنا لا نستطيع تحرير شيك له لكون الأولاد قصر وما عندهم بطاقة شخصية، وعليهم التقدم بشكوى وسيتم النزول لهم بعد عملية الصرف، وكذلك نفس الشي لمن عنده وكالة». ويزيد: «من الصعوبات الأخرى طول الإجراءات الخاصة ببنك الأمل، والتي تأخذ وقتاً طويلاً. نعاني أيضاً من قلة رجال الأمن، وكذلك مركز واحد لا يكفي لمديرية خنفر كون معنا ثلاثة عشر ألفاً وثمانمائة مستفيد».