كل ما يجري من حولك

يرويها أحد الناجين من المذبحة.. تفاصيل اللحظات الأولى لجريمة #مجزرة_القاعة_الكبرى بصنعاء

551

رئيسُ اللجنة التحضيرية في الذكرى الأولى لجريمة أم الكبائر وأحدُ الناجين من المذبحة نصر الرويشان يحكي لـ”المسيرة” تفاصيل اللحظات الأولى للجريمة الكبرى

 

متابعات | لقاء | صحيفة المسيرة:

الناشِطُ الإعلامي والسياسي، نصر الرويشان، أحد الناجين من المذبحة المروعة، ورغم تعرُّضه لإصابات، إلا أنه تحامَلَ على جراحه، فانطلق في الأَيَّام اللاحقة للمذبحة؛ لينشط في عدة مجالات، في سياق كشف إجْرَام تحالف العدوان وحمل قضية ضحايا المذبحة على عاتقه، وهو اليوم رئيسُ اللجان التحضيرية للذكرى الأولى لمجزرة الصالة الكبرى، لكن صحيفة المسيرة استطاعت أن تستقطعَ دقائقَ من وقته، وأجرت معه لقاءاً قصيراً، روى خلاله لحظاتِ المجزرة والأَيَّام التي تلت المذبحة، كما تناول العديدَ من الرؤى التي تضمنت رسائل للشعب اليمني للتحَرّك والصمود.

 

روى نصر الرويشان المشهدَ والثواني التي سبقت القصف، موضحاً أنه كان بين المستقبلين للمعزّين بوفاة الشيخ الرويشان، “وبحلول الساعة الثانية تقريباً كانت الصالةُ ممتلئةً، وفي تمام الساعة الثالثة وعشرين دقيقة كانت الضربة الأولى”، وأضاف “ثم وقعت الضربةُ الصاروخ الأول التي تم استهداف الصالة بالقنبلة الأولى الموجهة من الطيران السعوديّ الأَمريكي، وكانت الواقعة مهولة ومروعة، حتى أنه لا يستطيعُ حتى الإنْسَانُ بالعبارات والجُمَل أن يصفَ هذا المشهد، وأن يشعرَكم بحجم الألم والمعاناة الذعر الذي أصاب الناسَ في ذلك الوقت”.

 

وقال نصر الرويشان “بالنسبة لي استفقتُ من اغفاءتي بعد حوالي عشر ثوانيَ على الضربة الأولى، حيث دفعني الصاروخ مسافة حوالي 12 متراً، وقمتُ بعد أن أصبت بحروق شديدة في الكفين والرأس والأرجل، وخرجت من باب الصالة مسرعاً وأنا أحاول إطفاءَ الحريق الذي على جسدي”.

 

وتابع قائلاً “كان هناك كومةٌ من التراب حاولت أن أطفئ جسدي في تلك الكومة من التراب، وأثناء ما أنا أتقلب على كومة التراب محاولاً إطفاء النار شاهدتُ مناظرَ مروعةً، أشلاء وأجزاء مقطعة، ومن ضمن المناظر التي علقت في ذاكرتي أن شاهدت أحد الجرحى وهو يجر رجلَه التي هي شبهُ مبتورة، ومشهد آخر لأحد الجرحى ولم يتبقَّ من جسده سوى الجزء الأعلى، بينما قطع الجزء السفلي وهو ما يزال يتحَرّك”.

 

ومما علق بذاكرة نصر الرويشان كما يقول “صراخ وعويل وأنين وأشلاء لا يستطيع الإنْسَان وصفها”.

 

جريمة ما بعد المذبحة

نصرُ الرويشان في حديثه لصحيفة المسيرة يشيرُ إلى أن الحصارَ الجائرَ على الشعب اليمني ساهم في زيادة معاناة الجرحى، حيث وأن المستشفيات اليمنية كانت غيرَ قادرة وغيرَ مؤهَّلة لاستقبال الجرحى؛ وذلك نظراً للحصار وضعف الكادر الطبي وعدم وجود الأدوية اللازمة، أَيْضاً الوضع المعيشي للجرحى عدم قدرتهم على العلاج في مستشفيات خَاصَّة، وتحمل تكاليف العلاج خَاصَّة وإن علاجات الحروب مكلفة.

ويضيف “ساهم إغلاق مطار صنعاء الدولي أيضاً برفع من معاناة الجرحى الذين لم يستطيعوا الذهابَ للخارج للعلاج جراء إغلاق المطار، بالإضَافَة إلى أن البعضَ ممن استطاع الخروج عَلِقَ هناك في عُمان، ولم يستطع الرجوع”.

 

عائلاتٌ فقدت معيلَها وشهداءُ احترقت جثثُهم بالكامل

واصل نصر الرويشان حديثَه للصحيفة موضحاً أنه في “الجانب الأسري هناك معاناة كبيرة، حيث أن بعضَ الأسر فقدت عائلَها الوحيد، وهناك معانات نفسية ومعاناة جسدية، وبعض الأسر فقدت عائلها الوحيد، والبعض الآخر أصيب بأمراض مزمنة كالكبد والسكري؛ نظراً للفاجعة التي كانت فاجعة كبرى بكل المقاييس لم تكاد تكون المستشفيات تستطيع استقبال الجرحى، وكان الوضع مأساوياً بكل ما تعنيه الكلمة”.

 

ويكشف الرويشان أحدَ جوانب المأساة بقوله “هناك الكثير من الشهداء الذين لم نجد جثثَهم، منهم صهري عبدالعزيز زياد وأبن أخيه طه، وقد استشهد الكثيرُ من أهلي وأقاربي، وأصيب آخرون، حيث استشهد حوالي 24 شخصاً، بالإضَافَة إلى جرح 4 من أنسابي، جرح الكثير أَيْضاً من أنسابي وأقربائي حوالي 80 جريحاً، وكلهم مقطعة أجزاؤهم وأرجلهم ويعانون وضعاً مأساوياً ومعاناة شديدة جداً”.

 

تحَرّك قبَلي كبير ومحاولاتٌ لإضعافه

عن الموقف القبَلي والشعبي عقب المذبحة يقول الرويشان “هذه الجريمة قابلها تحَرّكٌ قبَلي جادٌّ وكبير، إلا أن هناك مَن حاول إضعاف المسار القبَلي وتحويل القضية وتقليل الأهميّة التي تمتلكها هذه القضية وإبعاد الناس عن النكَف القبلي والنفير العام وتحويلهم إلى أشياء أُخْرَى؛ بحُجّة أنه لم يتم التأكد، وأن التحقيقات لا زالت جارية، ومن هذا القبيل”، ويضيف أن “تلك المحاولات استمرت رغم اعتراف السعوديّة بعد أن تم تصويرُ الصاروخ الثانية وهو ينزل وقد كان بين الصاروخ الأول والصاروخ الثاني وهو ينزل حوالي 5-7 دقائق بالضبط، وشاهدت الصاروخ الثاني وأنا بالشارع الرئيسي وأثناء محاولتي قطع الشارع الرئيسي متوجهاً إلى بيت الوالد حسن فايع فِي الجهة الأُخْرَى الذي بدوره قام بإسعافنا وأعطانا السيارة ومشيت أنا ووليد جارالله نسبي وهو جريح ولؤي الحيوتي وبعض الأصدقاء ووصلنا إلى المستشفى اليمني الألماني الحديث في شارع تعز الذي كان مزدحماً وكانت هناك معاناة كبيرة جداً”.

 

جريمةٌ غيرُ قابلة للنسيان

يؤكد الرويشان أن مذبحةَ الصالة الكبرى لن تنسى فهو يقولُ: “يجبُ أن تصلَ هذه الرسالة للعالم أجمع أننا لن ننسى مجزرة الصالة الكبرى، وأننا نريد إحالة الملف الذي موجود لدى النائب العام إلى المحكمة الجزائية المتخصصة لإصدار الحكم القضائي النهائي، وتشكيل لجنة حقوقية وقضائية لتقوم برفع هذه القضية دولياً عبر محكمة الجنايات الدولية وأيضاً عبر محكمة العدل الدولية في لاهاي”.

 

وأكد الرويشان أيضاً على ضرورة “ملاحَقة المجرمين ومطالبة بتطبيق أقسى العقوبات عليهم وإيقاف الحرب والحصار البري والجوي والبحري على اليمن”.

 

وطالب الرويشان “المجلس السياسي الأعلى بالتوجيه لأمانة العاصمة باعتبار الصالة الكبرى مسرحَ جريمة وتعويض مالكها الكبوس عن قيمة الأرض وتحويل له عقار من أراضي وعقارات الدولة أَوْ دفع مبلغ بعد تعيين قيمة الأرض ودفعه لمالكها، حيث تظلُّ شاهداً على مسرح الجريمة وبشاعة العدوان الأَمريكي السعوديّ الذي يمارسُه في اليمن وبتغطية وشرعية دولية ولم يُبدِ أية ردود أفعال قوية تجاه هذه الجرائم”.

You might also like