قائد جهاز الموساد الصهيوني: نُنفّذ مئات وآلاف العمليات كلّ سنةٍ بالدول المُعادية
يُواصل صنّاع القرار في تل أبيب، على مدار الساعة، بدعمٍ ليس لافتًا من الإعلام العبريّ المُتطوّع لصالح الإجماع القوميّ الصهيونيّ، يُواصلون مُحاولاتهم الحثيثة من أجل ترسيخ الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) في الذاكرة الجمعيّة وكأنّه أسطورة، تمامًا، إنْ لم يكُن أكثر، مثل مساعيهم القاضية بكيّ الوعيّ العربيّ والغربيّ بأنّ جيش الدولة العبريّة هو جيشٌ لا يُقهر.
هذان العاملان، الجيش والموساد، تستخدمها تل أبيب في الحرب النفسيّة الشرسة التي تخوضها ضدّ الأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍّ، وضدّ المُقاومة اللبنانيّة، الممثلة بحزب الله، بالإضافة إلى فصائل المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وفي مُقدّمتها حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، في محاولةٍ بارزةٍ لكيّ الوعي العربيّ واللبنانيّ والفلسطينيّ وتكريس الشعور بـ”دونيّة” العرب، مُقابل “فوقيّة” الصهاينة.
ومن الأهمية بمكان في هذه العُجالة الإشارة إلى أنّ الموساد يتبع مباشرةً لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مثله مثل الشاباك (جهاز الأمن العّام). بالإضافة إلى ذلك، لا بُدّ من التشديد والتأكيد في هذا السياق على أنّ ميزانية الموساد ارتفعت أضعافًا في السنوات الأخيرة، حيث يُسوّغ المسؤولون في المؤسسة الأمنيّة هذا الارتفاع بزيادة التحدّيات التي تُواجهها دولة الاحتلال في الإقليم.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبريّة كشفت النقاب عن أنّ ميزانية الموساد والشاباك ارتفعت بعشرات الأضعاف منذ أنْ تولّى نتنياهو منصب رئاسة الوزراء في العام 2008. ولفت رئيس تحرير الصحيفة، ألوف بن، الذي أورد النبأ، لفت إلى أنّ هذا ما تبينّ من المعطيات عن ميزانية الدولة العبريّة التي قامت وزارة الماليّة الإسرائيليّة بنشرها على الموقع الالكترونيّ التابع لها.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ ميزانية هذين الجهازين تبقى سريّةً لعدّة سنوات، بسبب حساسية الموضوع، كما تقول المصادر السياسيّة في تل أبيب. ولكن، بحسب الصحيفة العبريّة فإنّ ميزانية الشاباك والموساد وصلت في العام 2014 إلى ستة مليارات شيكل، بالإضافة إلى 1.75 مليار شيكل على حساب السنة القادمة.
أمّا في العام الذي سبقه، فقد وصلت الميزانيّة إلى 5.86 مليار دولار. ولفتت الصحيفة إلى أنّ ميزانية أجهزة الأمن السريّة بالدولة العبريّة زادت في العام 2013 بنسبة 10 بالمائة مقارنةً بميزانيتها في السنة الماضية، لافتةً إلى أنّ ميزانية الموساد و (الشاباك) في العام المنصرم وصلت إلى 6.63 مليار شيكل، أيْ ما يُعادل 2 مليار دولار.
وزادت الصحيفة قائلةً إنّ تقارير وزارة المالية تصف تغييرات الميزانية في سنة 2013 وبحسبها كانت الميزانية الجارية للمنظمتين 6.48 مليار شيكل، وأُضيف إلى هذا المبلغ مبلغ آخر وهو نفقة متعلقة بالدخل بلغت في الحاصل 156 مليون شيكل. وشدّدّت الصحيفة على أنّه منذ 2006 سُجلت زيادة دائمة على ميزانية الجهازين السريين في كل سنة.
في هذا السياق، قال موقع “يديعوت أحرونوت” إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ منح أمس الاثنين وللمرّة الأولى جوائز تقدير باسمه على عمليات ونشاطات عملانية نفّذها عناصر ومقاتلو الموساد، على حد تعبيره.
وبحسب الموقع، الذي اعتمد على مصادر أمنيّة وصفها بالمطلعّة جدًا، فقد أعطيت الأوسمة لطواقم وليس لأفراد، وسيصبح “وسام رئيس الحكومة” من الآن وصاعدًا تقليدًا سنويًا، بحسب قوله.
وأضاف الموقع المذكور أنّ نتنياهو قال في المراسم التي شارك فيها أيًا رئيس الموساد يوسي كوهين، إنّ هناك عمليات ونشاطات استخباراتية تعطي جوابًا للتهديدات المركزية التي نواجهها، اليوم نعطي أوسمة على هذه العمليات والنشاطات الإستخبارية، على حد قوله.
وخلال المراسم تحدّث رئيس الموساد يوسي كوهين عمّا أسماها المخاطر المتجددة من جهة إيران التي تتمركز في سوريّة، الساحة اللبنانيّة، حماس، حزب الله والسلاح الدقيق الذي ينقل إليه، إضافة لمواجهة “داعش”، على حد زعمه.
وتابع كوهين قائلاً، كما أفاد الموقع العبريّ، إنّ الموساد يتعاظم في داخله مع قدرات جديدة من أجل مواجهة المستقبل، تكنولوجيا متطورة في منظومات الاستخبارات، في بناء القوة، وفي الموارد البشرية. كلّ هذا لكي نكون جاهزين للتحديات الماثلة أمامنا، نحن ننفذ مئات وآلاف العمليات كلّ سنة، قسم منها معقد وجريء في قلب دولٍ معاديةٍ، دول الهدف، وفق ادعائه.