كيف ينتصرُ الدمُ على السيف؟
علي عبدالملك الضحياني
بالمقاييس المادية قد تبدو هذه العبارة مستغربةً، وغير مطابقة للواقع.
لكن بالقياسات الواقعية والتجارب التي قد حصلت خلال الأزمنة المختلفة، نرى أن الانتصارات قد تجسّدت بانتصار الفكر الذي أُريقت هذه الدماء من أجله.
في التجربة الثورية للإمام الحسين بن علي “ع” رأينا الانتصارَ جلياً رغم الواقع الميداني المخالف.
تجلّى انتصارُ ثورته في بقاء الفكر، والخط الذي أحياه، وهو عدم الرضا بسلاطين الجور، ومبايعة الظالمين مسطّراً بمقولته الشهيرة: “مثلي لا يبايع مثله أبدا”.
وكذا من تجليات انتصاره سلسلة الثورات التي نهض بها أئمة أهل بيت النبوة على المتسلّطين من حكّام البلاد الإسلامية والمستلهمة من الثورة الحسينية.
هنا يمكن أن يقال: انتصر الدم على السيف.
فأين حسين الآن وأين يزيد؟!
في سلسلة الثورات الحسينية نرى في عصرنا هذا تكراراً للتجربة الثورية الحسينية في محاكاة غريبة تكاد تكونُ متطابقة، فحسين اليوم، حسين الأمس ويزيد لا زال يزيد!!
فعلى هذا وعلى طريقة حسابِ المعادلات الرياضية -إذا تطابق طرفا المعادلتين تساوَت النتيجة- نستنتج حتمية الانتصار لهذه الدماء الزكية التي تروي ثرى الأرض اليمنية المباركة.
ستبقى اليمن وتبقى كرامتُه، وحريتُه، وستسقط كُلّ تلك القوى والكيانات اليزيدية المعتدية، وتُمحى أمجادُها من ذاكرة الأيام، كما لا يذكر اليوم يزيد ونهجه إلا على سبيل الذم، والاستدلال على هزيمة هذا النهج السلطوي الذي يحمل نفس الأفكار العدوانية والساعية للاستئثار بالمال والقرار، “متّخذين مالَ الله دولا وعبادَ الله خولا”.