كل ما يجري من حولك

ثورة الـ21 من سبتمبر في ذكراها الثالثة

438

الفضل يحيى العليي

ثورة الـ21من سبتمبر 2014م أسقطت الوصاية بإسقاط أدواتها وقضت على التفرد باتفاق السلم والشراكة الذي أعاد للجيش وطنيته، ثورة الـ21 من سبتمبر حافظت على المؤسسات من الانهيار بعد سقوط قوى النفوذ والتسلط وفي ظل عدوان التحالف السعودي الصهيوامريكي ثورة سبتمبر فضحت النظام السعودي أمام العالم العربي والإسلامي وعرت رأس الشر أمريكا وأماطت اللثام عن المنظمات الدولية والإقليمية المتشدقة بحماية الأمن والسلم الدوليين …ثورة الشعب اليمني عجلة مستمرة لن تتوقف إلا بعد تحرير مستضعفي العالم من غطرسة وظلم مستكبريه .

حلت على الشعب اليمني الذكرى الثالثة لانتصار ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م التي أطلق أولى شرارتها الشهيد القايد السيد حسين بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه_بمشروعها القرآني التنويري الذي يحث على إخراج ليس الأمة العربية والإسلامية فحسب , بل البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور ونصرة المستضعفين بإسقاط عروش الطغاة المستكبرين في أرجاء المعمورة ,حيث دشن ذلك العمل الثوري باستشهاده واختط نهجه من بعده المخلصون من أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله ورعاه _لتتحرك عجلتها دون توقف إلى أن تحققت أهدافها وعلن انتصارها في يوم 21 سبتمبر 2014م الذي توج بتوقيع اتفاق السلم والشراكة بين مختلف القوى السياسية ليخرج الوطن وأبناؤه بسفينته من بحر متلاطم بأمواج الفوضى إلى بر الأمان بعد الفراغ الأمني الذي أحدثته قوى النفور والتسلط بعد سقوطها من السلطة ,ساعية من وراء ذلك إلى تقويض الأمن والاستقرار وتحمل المسؤولية الثوار ومن التف حولهم من أبناء الشعب وإجبارهم على الحنين إلى الماضي .

غير أن قياده الثورة بحكمتها سدت الفراغ الأمني بتشكيلها لجاناً شعبية وثورية من فتية مؤمنين تولوا حماية المؤسسات والمنشآت العامة والخاصة وتأمين مكتسبات كل أبناء الوطن شعورا منهم بالمسؤولية الدينية والوطنية تجاه وطنهم وشعبهم ,فبذلوا كل غال ونفيس دون أي مقابل ..فجاعوا ليشبع غيرهم وسهروا لينام سواهم قرين العين ,مفترشين الأرض وملتحفين السماء ,لم يكترثوا بالبرد والحر تاركين أسرهم ومنافعهم ومصالحهم وراءهم ,ولم يتوقفوا عند تلك المعاناة بل استبسلوا وضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل أن يحيا ويعيش الآخرون في أمن واستقرار ,تصدوا لعناصر الفوضى والإرهاب مرسخين دعائم الأمن والاستقرار إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن ومحافظين على الممتلكات العامة والخاصة , عملوا جاهدين على استرداد منقولات المواطنين المسروقة أو المنهوبة وبادروا في حل قضياهم دون أن يحملوهم أدنى تكاليف أو عناء إلى جانب قيامهم بالرقابة الثورية في المؤسسات والمرافق الحكومية لمكافحه الفساد وإنصاف المظلومين .

تماسك ثوره الـ21 من سبتمبر والالتفاف الشعبي الكبير ومن مختلف شرائح المجتمع اليمني حولها ,جعل الثورة تمضي في خطى قوية للقضاء على الفساد وتحقيق الأمن والازدهار ,وهو ما لم تستسغه دول العدوان الداعمة للإرهاب ,والتي سعت منذ عقود لتمزيق اللحمة الوطنية وتفتيت الوطن وتمزيقه , إضافة إلى التدخل المباشر ومحاولة تصفية الثورة عسكريا بعد فشلها في تصفية الثورة عبر الطرق والوسائل السياسية والاقتصادية .

ومن المفارقات الطيبة أن اليمنيين يحتفلون بالذكرى الثالثة لثورة21 سبتمبر تزامنا مع احتفالهم بأعيادنا الوطنية المتمثلة في أعياد ص 26 سبتمبر و14 أكتوبر وعيد الاستقلال المجيد الـ30 من نوفمبر وعدن الحبيبة تئن تحت وطأة الاحتلال وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة يعيشها الشعب اليمني العظيم نتيجة عدوان آل سعود وحلفائهم عليه وهو ما يجعلنا نستذكر ما لثورة 21 سبتمبر من قيمة عظيمة أعادت الاعتبار للشعب اليمني وجعلته يستيقظ من سباته العميق الذي استمر أكثر من خمسين عاما وقراره السياسي رهن الخارج.. ولذلك فإن الزلزال الذي أحدثته ثورة 21سبتمير التي رفعت شعار : التحرر من الوصاية الخارجية قد اجبر تلك الدول التي اعتادت التدخل في الشأن اليمني وعلى رأسها السعودية وأمريكا لتقوم بشن عدوان ظالم على اليمن وشعبها العظيم بعد أن وجدت بأن مصالحها التي كانت تعتقد أنها لن تتحقق في اليمن إلا من خلال السيطرة على قراره السياسي وليس من خلال إقامة علاقات ندية مع شعب يعتبر بالدرجة الأولى العمق الاستراتيجي لدول الجزيرة والخليج.

You might also like