عيد ترميم الجبهة الداخلية
بقلم / علي احمد جاحز
من المهم والجوهري في هذه المرحلة الخطيرة ان نقرأ الواقع بعيون التطلع الى المستقبل ، فالماضي لن يعود سواء القريب منه او المتوسط او البعيد ، وسواء كان حلوا او مرا ، حسنا او سيئا ، لن يعود .. ولا مناص امامنا من صناعة مستقبلنا ومستقبل اجيال قادمة ستحملنا مسؤلية ما سوف يؤول اليه الواقع الذي نؤسس فيه لمستقبلهم .
ولابد ان نقولها بكل وضوح وصراحة للجميع :
لايكفي الكلام والتصريحات الناعمة والتعهدات المفخخة والمناورات السياسية المراوغة ، نريد افعال تليها انجازات وتنتج عنها ثمار ملموسة تصبح في متناول الشعب الذي يضحي ويصبر ويصمد ويقدم كل غالي ولا يبخل ابدا سواء في تقوية جبهتنا الداخلية بالصمود والتماسك ، اوفي دعم جبهات القتال بالرجال والمال والمؤن .
لا اعتقد ان هناك شريفا وحريصا و وطنيا بين ابناء اليمن يرتاح ويطرب للمناكفات والكيد والمهاترات وتفاقم التباينات والخلافات ، هذه الاشياء لا تسر الا العدو ولا تسعد الا من يرى مصلحته في خراب الوطن وتفكيك الجبهة الداخلية وهزيمة المشروع الوطني المناهض للاحتلال والوصاية والعدوان والحصار ،
وفي المقابل من المهم والمفيد ان ندفع باتجاه كبح جماح من يعتقد انه يستطيع عبر اقنعة التضليل وإبر التخدير الكلامية ان يخادع الشعب ويمرر عليه مخططات ومؤامرات خطيرة تخدم العدو، ونضعه امام امتحان ترجمة الاقوال الى افعال ، وهناك استحقاقات واولويات عملية مطروحة على طاولة الامتحان ان كان ثمة نية حقيقية لتصحيح وضع الجبهة الداخلية بجدية وشفافية ، والامر سهل وليش شاقا ، وبالامكان ان تنجح الجهود لترميم الوضع وتجاوزه لو توفرت النوايا .
من المفيد ان يعطى حكماء اليمن ووجهاؤه ورجالاته الوازنون فرصة ليقولوا كلمتهم ويملأوا الفجوة التي صنعتها التقديرات الخاطئة لدى البعض للاستحقاقات ولإدارة الملفات السياسية والامنية والادارية من جهة ، وايضا الطموحات والهواجس المشبوهة لدى البعض من جهة اخرى ، فتكونت وبشكل تلقائي فجوة عدم الثقة بين اطراف الجبهة الداخلية ، وردم هذه الفجوة مهمة الوجهاء والحكماء في هذا البلد ويجب ان يتعاون معهم الجميع لا ان يضعوا في طريقهم الشوك والفخاخ .
مساعي الحكماء يجب ان تكلل بالنجاح في تقريب الجميع الى مسرح التنفيذ والتطبيق سواء للنقاط الـ 12 التي تبنتها مخرجات اجتماع الحكماء ايضا في 10 رمضان الماضي ، او لتصحيح مسار العمل الحكومي والرقابي والقضائي وربط اضلاع مثلث التصحيح المؤسسي ( الحكومة – الرقابة – القضاء ) ليصبح كل طرف في حل وبراءة من تحمل مسؤلية اعاقة الاداء وحماية الفساد وتأخير الاستحقاقات وتأزيم اوضاع الناس اكثر واكثر .
وهنا نجد انفسنا مجددا مجبرين على ان نقول لا يكفي الكلام والتصريحات الناعمة والتعهدات المفخخة والمناورات السياسية ، نريد عملا وافعالا لا اقوالا ، ومن يرى نفسه فوق المحاسبة والمساءلة وفوق الاستحقاقات وغير معني بالمضي في مشروع التصحيح العملي فقد وضع نفسه في موضع المشكلة التي سيصبح حلها على راس الاستحقاقات وفي مقدمة الاولويات .
ومثلما جسد ابطال الجيش واللجان الشعبية شعار ( اعيادنا جبهاتنا ) قولا وعملا وترجموه انجازات وانتصارات اعطت للعيد مذاقه وبهجته ، فان من المهم ان يتذكر الجميع ان هذا العيد هو عيد الجبهة الداخلية وتصحيح مسارها وترميمها واعادتها الى مسارها الصحيح ، ولنكن على ثقة ان النجاح الذي تحققه الجبهة العسكرية والامنية في ظل العدوان والحصار ، ليس مستحيلا ان تحققه الجبهة الاقتصادية والحكومية بل ان وضع الاخيرة افضل مقارنة بوضع الجبهة العسكرية والامنية وامكاناتهم اعلى وخياراتهم اكثر وميدانهم اوسع لو توفرت النوايا .
وسننتصر باذن الله .