كل ما يجري من حولك

المنتجات الزراعية اليمنية تخسر أسواقها الخارجية

587

متابعات : استطلاع /أحمد الطيار

منيت فاكهة التين الشوكي الطازجة المنتجة من منطقة غيمان بمحافظة صنعاء بنكسة هذا الموسم بسبب الحصار الاقتصادي والعدوان على اليمن إذ عجزت عن الوصول لمنافذ التصدير عبر الشحن الجوي بعد أن كانت العام الماضي أول فاكهة يمنية تصدر للأسواق اللبنانية والسعودية والإماراتية وفقا لماركة عالمية مسجلة باسم العسيب والكرفته وتنقل جوا مرتين في الأسبوع على الأقل.

الحصار

حين بدأ موسم التين الشوكي في منطقة غيمان لهذا العام منذ منتصف إبريل كانت البلد قد تعرضت للعدوان والحصار والاقتصادي حينها تبددت آمال اكثر من 500 أسرة زراعية متخصصة في التين الشوكي من مديريتي بني بهلول وسنحان وخصوصا منطقة غيمان بتحقيق مردود اقتصادي كما يطمحون إذ لم يعد بوسعهم تصدير الكميات التي تمكنوا من تصديرها العام الماضي المقدرة قيمتها بأكثر من 600 مليون ريال على الأقل ،ويؤكدون ان الظروف التي تمر بها اليمن حاليا سببت لهم انتكاسة إذ كان من المقرر أن يصدروا ما قيمته 6ملايين دولار على الأقل وفقا لعقود ابرموها مع مشترين في الأسواق اللبنانية والخليجية والتركية والأوربية.

المنتج

أصبحت اليمن حاليا ثاني دولة عربية تنتج التين الشوكي بطرق اقتصادية وعلمية بعد المغرب ويمكن لها خلال السنوات القادمة المنافسة على مراكز متقدمة إن تم تشجيع هذا المنتج بقوة وأصبحت اليمن تنتج الآن 60 الف طن ومرشحة للوصول إلى 100 الف طن في غضون بضع سنوات كما يقول المهندس عادل مطهر صديق المزارعين الابن والمتخصص في تصدير ماركة العسيب والكرفته إذ يشير إلى أن الإنتاج الأن وصل إلى 60 الف طن مما مهد ليكون مشغلا جديدا في البلد وفر فرص عمل كثيفة بشكل ثابت أو مؤقت وحسب المهندس عادل توفر هذه الزراعة فرص عمل تصل إلى 4000 فرصة في مجال قطف وتسويق المحصول بشكل ثابت لأمانة العاصمة فقط ويتم توفير نحو 13000 فرصة عمل في الموسم .

التصدير

حصلت المزارعون على فرصة لتصدير التين الشوكي العام الماضي بعد خطوات قطعوها على انفسهم تمكنوا من خلالها من تسويق منتج طازج معامل بجودة عالية وبطرق عضوية مما جعل الأسواق تتلهف على كميات كبيرة منه وحصل اتفاقات أن يكون هذا الموسم هو الفاصل للتصدير .
وحسب إشادة بمحصول التين الشوكي يقول وكيل وزارة الزراعة والري عبد الملك الثور إنها خطوة جريئة ممتازة أن اليمن تستطيع أن تصدر نوعية ممتازة من الفواكه النادرة وهذه ستمثل إضافة نوعية وقيمة مضافة جديدة للاقتصاد اليمني.

ويشؤكد أن التين الشوكي اليمني لايعامل كيميائيا إنما بالزراعة العضوية الطبيعية 100% ولايستخدم إلا الري فقط بالمياه العذبة وبالتالي فقيمته الغذائية عالية ومضمونة أيضا.

مطابق للمواصفات الأوربية

يؤكد فاروق قاسم مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري أن التين الشوكي اليمني هو تين ممتاز من ناحية الجودة وقد سبق تصدير كميات منه إلى بريطانيا والمانيا وحقق نجاحا كبيرا هناك ،ويقول التين الشوكي اليمني يمتاز بجودته ولهذا تمكن من مطابقته للمواصفات الأوربية بسهولة خصوصا وانه يزرع وفق ظروف بيئية وصحية مناسبة وبدون أي مواد كيميائية .

ويستعرض المهندس فاروق مشكلة المنتج اليمني الأساسية انه يفتقد إلى الكميات التي تجعله يصدر بكميات وأوقات منتظمة الأمر الذي يفقده المنافسة في الأسواق العربية والدولية لكن بفضل الله فقد من على اليمن بمناخ وبيئة مناسبة تجعل الكثير من منتجاتنا الزراعية تصل السوق في أوقات لايستطيع غيرها منافستها وهذا المثال ينطبق على التين الشوكي فهو فاكهة مثمرة طوال العام يزداد انتاجها في موسم فبراير ويوليو أغسطس حتى نهاية العام .

ميزات

يعتبر اليمن ثاني دولة عربية منافسة تجاريا في إنتاج التين الشوكي بعد المغرب ويعتبر المغرب أول دولة عربية ولديها تقنيات وخبرات واسعة في هذا الشأن لكن اليمن حسب المهندس فاروق قاسم يتفوق عليها من ناحية الزراعة العضوية بدرجة أساسية وهناك توسع كبير في المساحة المزروعة به وهذا سيقود لرفع دخل ومستوى المزارعين ناهيك عن خلق فرص عمل للعاملين في هذا المنتج ،مضيفا أن وزارة الزراعة تشجع عملية التوفير هذه والتعاون القائم بيننا وبين اليمنية في نقل المنتج بأسعار معقولة ومشجعة بحيث يشجع المزارعين للنفاذ إلى أسواق جديدة.

وقف التصدير

كان المزارعون قد تمكنوا العام الماضي من الاتفاق مع شركة لبنانية لتسويق التين الشوكي في اسواق لبنان وتركيا والخليج وفعلا تم التسويق والتصدير للكميات المتفق عليها وكان الشحن يتم عبر اليمنية جوا مرتين في الأسبوع ،وفي هذا الموسم نظرا للحصار والعدوان توقف كل شيء ولم يعد بيد المزارعين سوق التسويق المحلي لمنتجهم وهو ما يتم حاليا رغم ظروف صعوبات النقل وانعدام المشتقات النفطية مما يؤدي لارتفاع تكلفة المنتج وسعره للمستهلك.

ركود السوق المحلية

تعد العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية الوجهة المفضلة لتسويق هذه الفاكهة اللذيذة ويعمل في هذه المهمة جيش جرار من المسوقين عبر العربيات وعبر السيارات خفيفة النقل ،ويشير مسوقون الى ركود في السوق وسببه ارتفاع تكلفة النقل من منطقة غيمان الى العاصمة صنعاء نظرا لانعدام المشتقات النفطية وأيضا لظروف الحرب والعدوان على اليمن إذ لم تسلم تلك المنطقة من العدوان صباح مساء طيلة الشهرين الماضيين .

ويقول المزارعون انهم تعرضوا لخسارة كبيرة فحوالي 50% من إنتاجهم تعرض للتلف نظرا لظروف انعدام آليات التسويق والحرب والعدوان الذي طال منطقتهم وما يزال .

كما يشير خبير التسويق الزراعي على جبير إلى ان التسويق المحلي بات محفوفا بالمخاطر نظرا لانعدام المشتقات النفطية وارتفاع تكلفة النقل من جهة ونتيجة لانخفاض الدخل لدى المواطنين من جهة اخرى وهذا جعلهم غير ملتفتين للفواكه أصلا إلا ما ندر .

الأسعار

يشتري المستهلك حبة التين الشوكي بـ50 ريالا وبعضها بـ30 وبعضها بـ70 ريال وهي أسعار اقل من مستوى العام الماضي ب30% على الأقل لكن البائعين يقولون أن تكلفة النقل هي السبب ولو لم يكن هناك حرب لكانت الأسعار أعلى بكثير .

الزراعة الحديثة

أحد المزارعين في بني بهلول بحكمة المهندس الزراعي الأشهر في اليمن هو المهندس الدكتور أحمد مطهر والذي يعد أول مهندس زراعي يمني تخرج من إيطاليا في الخمسينيات وتخصص في التين الشوكي وقام في السبعينيات بزراعته على أرضه وتعب وكد ليقنع الناس بالفاكهة اللذيذة فقد اصبح اليوم أبناءه مدرسة مفتوحة الأبواب لتطوير وتعلم المهنة وقد تم تدريب مزارعين من لحج وابين وحضرموت وحجة والمحويت على التعامل مع هذا المنتج والاستفادة منه اقتصاديا .

المصدر: الثورة

You might also like