كل ما يجري من حولك

من داخل العائلة وخارجها.. كيف أصبحت المعارضة السعودية تخيف الحكومة؟

911

متابعات| شفقنا:

بين الإصلاح السياسي وإسقاط العائلة الحاكمة، تتراوح مطالب المعارضة السعودية في الداخل والخارج، مطالب لم يكن الكثير يدرك أنه يقف وراءها معارضة عنيدة لآل سعود، معارضة تشتبك في الداخل مع الأمن السعودي، وفي الخارج أيضًا تستهدف بطرقٍ شتَّى.

تغيُّراتٍ عدة شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة قد تفضي قريبًا لإيصال ولي العهد الشاب «محمد بن سلمان» إلى سدة الحكم، يقابلها وعيٌ سياسي واضح من قبل هذه المعارضة التي عانت من التضييق الحكومي؛ ليصبح لقب «مملكة الصمت» غير مناسب لهذه المرحلة، التي لن تتوقف عن ما كشف بالأمس من تفاصيل تتعلق بخطف ثلاثة أمراء معارضين من دول أوروبية.

البداية.. اختطاف وقمع معارضة داخل الأسرة الحاكمة

في الأيام الماضية، بثَّت قناة «بي بي سي» الفيلم الوثائقي الذي انتظره الكثير لمعرفة تفاصيل اختطاف ثلاثة أمراء سعوديين، تعتبرهم الحكومة السعودية متورطين في أنشطة معارضة سلمية ضدها. حمل الوثائقي عنوان: «مختطفون.. الأمراء السعوديون المفقودين» وقدَّم أدلة وشهاداتٍ تُثبت أنه قد تم خطف الأمير سلطان بن تركي، والأمير تركي بن بندر، و الأمير سعود بن سيف النصري في الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) 2015 وحتى فبراير (شباط) 2016، من قبل السلطات السعودية.

اختطف الأمير «بن تركي» في فبراير (شباط) 2016، عندما كان على متن طائرة متجهة إلى القاهرة، إلا أنه تم تحويل مسار الطائرة ليجد الأمير ومن معه أنفسهم في الرياض، وقد أشهر طاقم الطائرة الأسلحة للسيطرة عليه، ثم أحيط بعشرات المركبات العسكرية، لينقله جنود من داخل الطيارة إلى سيارة عسكرية، ومنذ ذلك الحين لم يظهر الأمير، بالرغم من إطلاق سراح من كان معه، وهم أجانب.

أما المسئول الشرطي والأمير «تركي بن بندر»، فقد اختفى عام 2015، بعدما ألقت الشرطة المغربية القبض عليه، وأعلنت أنها احتجزته في سجن سلا في المغرب، ليتم ترحيله لاحقًا إلى السعودية بناءً على طلبٍ من السلطات السعودية، أما الأمير المختفي الثالث «سعود بن سيف النصر»، والذي أعرب عن تخوفه كالسابقين من الخطف والاغتيال، فقد تم اختطافه بعدما نجح ائتلاف أعمال روسي إيطالي، بإقناعه بالسفر إلى إيطاليا لتوقيع عقد عمل شراكة تجارية، إذ اختفى في إيطاليا ولم يعرف عنه شيء.

لقد أعادت حكاية الأمراء المخطوفين تسليط الضوء على المعارضة داخل الأسرة الحاكمة، والتي ظهرت أيضًا بعدما نجح «محمد بن سلمان»البالغ من العمر 31 عامًا، باستلام منصب ولي العهد في يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بعد أن أطاح بولي العهد ووزير الداخلية الأمير «محمد بن نايف».

وفي الثالث من يوليو (تموز) الماضي، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريرًا يفيد بأن «محمد بن سلمان» بدأ حملة قمع وملاحقة للمعارضين له، وبالرغم من التكتُّم الشديد على المعارضة من قِبَل الأسرة الحاكمة، إلا أنَّ أفق الحديث كان أكثر بروزًا عند الحديث عن إسكات الناشطين، ورجال الدين الذي انسحبوا بشكلٍ واضح من شبكات التواصل الاجتماعي والنشاطات الاجتماعية الأخرى، فحسب التقرير السابق: «المسؤولون الأمريكيون والسعوديون تحدثوا عن جهود لتكميم الأصوات داخل السعودية، التي تضم مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات الناشطين والمدونين واختراقها».

لقد أنتج «الانقلاب الناعم» معارضة داخل الأسرة الحاكمة، إذ تجاوز قرار تولي الأمير «بن سلمان» خلفًا للأمير «بن نايف» منصبه وليًّا للعهد جيلًا كاملًا من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز «جيل ولي العهد الحالي محمد بن سلمان»، وقد تم الحديث عن وجود رسالة مؤلفة من أربع صفحات قبل قرار التنحي ذاك بفترة طويلة تعود لـ 2015، إذ دعا مجموع من العائلة الحاكمة لعقد اجتماع طارئ لمعالجة مخاوف فقدان آل سعود لقوة قبضتهم على السلطة، وجاء في الرسالة: «ينبغي عزل الملك العاجز سلمان، وولي العهد المسرف والفارغ الأمير محمد بن نايف، واللص الفاسد نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي دمر الدولة، ليتولى الشخص الأعظم والأكثر تقى السيطرة على شؤون الدولة وشعبها»، وقد تحدثت صحيفة «الميدل إيست آي» مع كاتب الرسالة وهو أحد أحفاد الملك الراحل عبد العزيز بن سعود الذي قال أيضًا«نحن نقترب أكثر وأكثر من سقوط الدولة وفقدان السلطة».

كما لم يصمت الحديث عن إدارة أفراد من الأسرة الحاكمة لأشهر الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تكشف عن أسرار لا يعرفها، إلا شخصٌ داخل هذه الأسرة، ويعد حساب «مُجتهد» هو حساب متخصص بالكشف عن العديد من الأسرار التي تمس الأسرة الحاكمة، وقد كان لهذا الحساب العديد من التسريبات التي ثبتت صحتها، ويرجح أن يكون صاحب الحساب الذي يعمل منذ 2011 ويتابعه قرابة1.7 مليون شخص، يديره أحد الأمراء لديه خلافات كبيرة مع الأسرة الحاكمة.

المعارضة السعودية من الداخل إلى الخارج

بالعودة إلى تاريخ تولِّي «آل سعود» الحكم فلم تكن بدايات هذا الحكم تواجه معارضة، لكن يمكننا إرجاع بدايات نشوء المعارضة في السعودية إلى عام 1929 – 1930، فخلال هذا العام اختلفت حركة «إخوان من أطاع الله» مع الملك عبد العزيز، وتحول الخلاف بعد ذلك إلى ثورة مسلحة ضد الملك.

اقتحام مكة عام 1979

وبالمرور على حقبة الخمسينات والثمانينات الميلادية يؤرَّخ لهيمنة الجماعات اليسارية (القومية والشيوعية) على الخطاب المعارض السعودي لأكثر من ثلاثة عقود، ثم ظهرت المعارضة الإسلامية، سواء الشيعية أو السلفية الجهادية ويسجل التاريخ أبرز الأحداث: ما وقع عام1979 عندما سيطرت مجموعة من السلفيين على المسجد الحرام في مكة، وكذلك احتجاج الشيعة في المنطقة الشرقية عام 1980 اعتراضًا على حكم السنة، وخرجت دعوة من صفوف العلماء تطالب بنظام برلماني عام 1991، لذلك تتميز المعارضة السعودية حتى الآن بتفاوتها، فهناك عدد من الأصوات المختلفة التي تدعو إلى التغيير والإصلاح، وهناك من يطالب بإزالة حكم آل سعود.

ويمكن اعتبار الفترة ما بين 1991 – 1993 هي فترة انطلاق المعارضة السعودية السنية، التي بدأت بما سمي بخطاب المطالب والذي اشتمل على 12 بندًا تضمن طالبات شاملة قدمت للملك ونشرت على الملأ، ثم تلاها بعد عام تقديم ما سمي بـ«مذكرة النصيحة».

يقول المعارض السعودي «سعد الفقيه»: «في عام 1992 قدمت المعارضة برنامجًا إصلاحيًا من 44 صفحة، وبتوقيع أكثر من مائة شخص، وفي عام 1993 كان انطلاق أول عمل حركي وهو لجنة الدفاع عن حقوق الشرعية، التي طرحت نفسها كعون للمظلومين».

لكن تعرض من وقف خلف هذه الحركة للقمع واعتقل بسبب ذلك عشرات الأشخاص، هذا القمع دفع «الفقيه» وغيره للخروج من السعودية في العام 1994، وفي الخارج وتحديدًا لندن تم استئناف نشاط المعارضة والتي تحوَّل خطابها إلى المطالبة بتغيير كامل في البلاد. وتفاوت نشاط المعارضة بين مدٍ وجزر إلى أن أنشأت عام 2003 أول قناة فضائية فقفز نشاطها بقوة من جديد.

«القمع».. مصير المعارضة الداخلية التي تطالب فقط بالإصلاح

«من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة، يجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن»، هكذا وصف مفتي السعودية السابق «عبد العزيز بن باز» المعارضة الإسلامية الإصلاحية السعودية في لندن. وقد كان يقصد المفتي المعارضة التي يمثلها رئيس المكتب السياسي للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ومؤسس الحركة الإسلامية«سعد الفقيه»، الذي تعرَّض عام 2003 لمحاولة اختطاف أصيب خلالها بعدة طعنات وكسرت ساقه.

أحداث في الرياض العام 2004

لكن كيف نظرت الحكومة السعودية للمعارضة الداخلية التي ظهرت بعد حركات الربيع العربي؟ يجيب على هذا التساؤل المعارض السعودي «سعد الفقيه» فيقول: «أعيد نشاط المعارضة الداخلية مع انطلاق الربيع العربي بعد ظهور جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) داخل المملكة، هؤلاء تعرضوا للمحاكمة والسجن لمدد طويلة وانتهى نشاطها العلني». ويشير «الفقيه» أيضًا إلى أن المعارضة بعد ذلك تحوَّلت لشبكات التواصل الاجتماعي واستخدام الأسماء الوهمية التي استفادت منها المعارضة بشكل كبير فهناك أسماء وهمية كثيرة لها تأثير محلي وعالمي تذكر في صف المعارضة.

ويوضح «الفقيه» أن عمل التيارات المعارضة للنظام داخل المملكة خلال السنوات الماضية استمر في اتجاهين، الأول علني مبني على فكرة الإصلاح من داخل النظام والثاني سرِّي داعم لحركات المعارضة بالخارج التي تدعو لتغيير النظام. وكانت المجموعة التي تدعو للتغير من داخل النظام قد بدأت نشاطها منذ ٢٠٠٣، وكانت تتحاشى أي ارتباط بالمعارضة بالخارج، وبالرغم من ذلك صدرت ضدهم أحكام وتم قمعهم، حسب الفقيه.

المعارض الشيعي الذي تم إعدامه، نمر النمر

وتشكل تجربة «حراك 7 رمضان» تجربة يمكن الاستشهاد بها عن الحديث عمّا ينال المعارضة في الداخل السعودي من قمعٍ شديد، سواء ضد من يساهم في نشر البيانات والمنشورات، أو من يتَّصل بالمعارضة بالخارج، أو من يدعمها ماديًّا ومعنويًّا، أو من يشارك في المظاهرات والعمل الميداني، إذ يعدّ هذا الحراك من أبرز التحركات الأخيرة للمعارضة السعودية في الداخل، أعلن عنه في يونيو (حزيران) العام 2016، وبالرغم من أن المراقبين شككوا في فرص نجاح الحراك؛ حيث من السهولة وأد مثل تلك التحركات، إلا أن الحراك أحدث صدى بشكلٍ ملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد طالب بـ«الشفافية الكاملة في دخل الدولة ومصروفاتها وكف يد المتنفذين الفاسدين والاستبدال بهم القوي الأمين، وانتخاب مجلس الشورى بصلاحية تليق به»، واقتصاديًا طالب بـ«إلغاء القرارات التي أثقلت كاهل المواطن، وإيقاف الصرف على دول أخرى والشخصيات المتنفذة، وتعويض الموظفين المفصولين ودعم العاطلين».

كيف تنظر المعارضة السعودية لما بعد تولي «ابن سلمان» ولاية العهد؟

«اتحاد سياسي سلمي يسعى للتغيير السياسي، ويؤمن بالمشاركة الشعبية والتداول السلمي للسلطة»، بهذه الكلمات عرفت قوى سياسية سعودية عن تحالفٍ جديدٍ لها أعلنت عن تأسيسه في يونيو (حزيران) الماضي. وجاء في بيان التأسيس: «عليكم تحمُّل مسؤولياتكم في وضع حد لنظام الأسرة الحاكمة، وأن تدركوا أنكم أصحاب حق في هذا الوطن، وأصحاب حق في المشاركة في صنع قراراته ورسم سياساته وتوجهاته، وأصحاب حق في تقويم الحاكم إن عصى وتكبر على أوامر الله»، وأضاف البيان «حانت لحظة الحسم؛ فنظام حكم آل سعود يقود البلاد نحو الهاوية؛ حيث أصبحت بلادنا مصدر شر يمس الأمة في كل مكان».

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان

وفي شأن موقف المعارضة السعودية من التغيرات الأخيرة، سأل «ساسة بوست» المعارض والجرّاح السعودي «سعد الفقيه» عن موقف المعارضة من تولِّي ابن سلمان ولاية للعهد، فأجاب: «الأمر كان متوقعًا؛ فالنظام كان يتّجه لذلك الاتجاه، والإعلام يمجد ابن سلمان، ويظهره كملك فعلي للبلاد، فهو يدير البلاد من خلف ستار والده، وقد تمكن من تهميش محمد بن نايف، وقلل ظهوره في الإعلام، وانتزع صلاحياته قبل أن يصدر الملك قرارًا بإزاحته من ولاية العهد وتعيين ابنه محمد، ولا نستبعد أن يصبح ابن سلمان قريبًا هو الملك».

وفيما يتعلق بنظر المعارضة للفرق بين «ابن سلمان» و«ابن نايف»، يقول «الفقيه»: «ابن نايف شخصية أقرب لأعمامه، يدير البلد بدهاء حكَّام الأسرة الحاكمة السابقين، وهو يوازن بن العمالة لأمريكا وسياسة الاستبداد والفساد والقمع وتهميش الدين من جهة، لكنه من جهة أخرى يتظاهر باحترام العلماء والأعيان والقبائل والتوازنات الاجتماعية»، وبالرغم من أن «ابن نايف» ألقى بعددٍ كبير من العلماء والمصلحين في السجون، ألا أنه يمتصّ الغضب بالمخادعة – حسب «الفقيه» – بينما «ابن سلمان» لا يملك نفس الدهاء؛ فهو يستخفّ بالمورثات الإسلامية، وقد اتخذ إجراءاتٍ صريحة بتهميش دور المؤسسات الإسلامية والتوجه للتغريب المكشوف، إضافة لصرف الأموال الطائلة على إرضاء ترامب واندفاعه مع الإمارات وتهوره في اليمن، وهذا ما يستفز الشعب: إذ ينظر له كطفل لا يدرك السياسية ولا الثقافة ولا الدين، لكن في المحصلة يعتبر «الفقيه»: «ابن سلمان وابن نايف متساويين في جوهر السياسة مختلفين في تقديمها للجمهور؛ فالأول يقدمها بحماقة والثاني بخبث».

ما هي تحدّيات «ابن سلمان» من وجهة نظر المعارضة؟

تنامى الغضب السعودي الجماهيري في السنوات الأخيرة، وتوجهت الأنظار نحو المزيد من الدعم لمعارضة الخارج، التي انضم إليها شخصيات مثل «عمر الزاهرني» في كندا و«غانم الدوسري» و«يحيى عسيري» في لندن، ليضاف هؤلاء إلى المعارضة القديمة من أمثال«سعد الفقيه» والدكتور «محمد المسعري» المعروفين بنشاطهما قديمًا في لندن.

المعارض السعودي «سعد الفقيه»

تحدثنا للمعارض السعودي «سعد الفقيه» عن التحديات التي تخص الوضع الداخلي بعد تولي «ابن سلمان» ولاية العهد، فقال أن أول تحدي هو داخل العائلة الحاكمة، إذ تشير معلومات مؤكدة أن العائلة الحاكمة غير راضية عن تعيين «ابن سلمان» وليًا للعهد، وهناك شخصيات تصطفّ خلف الأسوار لتكوين لوبي معارض ربما يتمخَّض عنه شيء، خاصة حين يتهور «ابن سلمان» ويعلن نفسه ملكًا.

أما التحدي الثاني فهو – حسب الفقيه – حرب اليمن التي يصفها بـالكارثية على اليمن والسعودية، فهي طبقًا له: «حرب خاسرة لأنها بدلًا عن أن تحقق أهدافها في إقصاء الحوثيين وإعادة ما يسمى بالشرعية للسلطة تحولت إلى خطر على السعودية، ووصل الأمر بابن سلمان أن يستجدي إيران للتوسط لدى الحوثيين؛ حتى يوقفوا تهديدهم للحدود السعودية، ولا يستبعد أن تتفاقم أوضاع الحرب ويحتل الحوثيين نجران وجيزان؛ فتنهار هيبة النظام».

ويحدد «الفقيه» التحدي الثالث بالوضع الاقتصادي؛ إذ تعاني السعودية من الفساد الذي تمخض عنه سرقة «ابن سلمان» خلال سنتين أضعاف سرقات من قبله، وقد أشار الاقتصادي السعودي «حمزة السالم» إلى فقدان أكثر من تريليون ريال من دخل الدولة خلال أقل من سنتين، هذا فضلًا عن السياسات الاقتصادية المتهورة التي أدت لتنامي العجز والديون دون أمل في الأفق لحل مناسب. ويقول «الفقيه» إن المواطن السعودي الذي يظن المراقب البعيد أنه يمتلك سكنًا ولديه وظيفة في حالة مادية جيدة ويتمتع بخدمات جيدة هو في الحقيقة يعاني من البطالة والفقر ومحروم من السكن، ويجد صعوبة في التعليم والعلاج، بينما يتمتع الأمراء بثراءٍ فاحش ويتلاعبون بخيرات البلاد.ويختم «الفقيه» بالقول: «التحدي الأول والثاني يخلخلان هيبة الدولة والتحدي الثالث قد يكون سببًا في انتفاضة غضب تتحول إلى حراكٍ شامل ضد الأسرة المالكة».

المعارضة النسائية لها صوتٌ أيضًا

«يوصف ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بأنه ليس رجل سلام، وليس رجل دولة ذكي، ولذلك يتوقع أن يدير البلاد بأسلوب القبضة الحديدية، ويتوخى سياسات اقتصادية خاطئة، ويسبب اندلاع المزيد من الحرائق في المنطقة أثناء ركضه وراء أحلامه»، هذا ما قالته المعارضة السعودية «مضاوي الرشيد» في مقالها المعنون بـ«أربعة تغييرات ستشهدها المملكة بعد صعود محمد بن سلمان».

المعارضة السعودية «مضاوي الرشيد»

مضاوي، هي واحدة من أبرز وأقوى الأصوات النسائية في المعارضة السعودية، إذ تستكمل القول في مقالها المنشور الشهر الماضي على موقع ميدل إيست آي: «سيتم ترسيخ أسلوب القبضة الحديدية في الحكم، إذ إن محمد بن سلمان سيعمل على إسكات كل الأصوات المعارضة، بالتوازي مع ترك مجال محدود للحريات الفردية التي ستشرف عليها لجنة الترفيه الجديدة، التي أحدثها لتمكن السعوديين من الاستمتاع بشكل معتدل».

أسماء أخرى برزت على ساحة المعارضة النسائية السعودية، منها الناشطة السعودية، هدى العمري، وهتون الفاسي، مي يماني، وجيهة الحويدر، وبرزت أيضًا أسماء مثل منال الشريف، الناشطة الحقوقية التي اشتهرت بتزعذمها لحملة مطالبة لحقوق المرأة في القيادة، كما انتقدت الشريف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العديد من المواضيع، وقد نشرت لها صحيفة «نيويورك تايمز» مقال حمل عنوان «كبح جماح الشرطة الدينية»، وبسبب تزامن حملة الشريف مع الربيع العربي، دفعت السلطات السعودية لاحتجازها مدة طويلة بسبب التخوفات من اندلاع احتجاجات داخلية، إذ إن المملكة ضاعفت بشكل عام بعد أحداث الربيع من ملاحقة المعارضة، ففرضت قيود قاسية ضد ما ينشر على الإنترنت، وكان للمرأة المعارضة كما الرجل نصيب من هذا القمع.

المعارضة السعودية و«خفة الدم»

«قلناها من البداية، الدب الداشر هو الحاكم الفعلي للمملكة وابن نايف مجرد طرطور، كان الطريق لتمكين ابن سلمان من مقاليد الحكم في المملكة أوامر ملكية»، في هذا التصريح، أقل ما اعتاد المعارض الأكاديمي السعودي، سعد الدوسري، على استخدمه من ألفاظ في نقد الأسرة الحاكمة أسوة بغيره من المعارضين السعوديين الذين كرروا ذلك.

فمن «أبو سروالين» إلى «سلمانكو»، إلى العلامة المسجلة لدي المعارضة السعودية: أليس كذلك؟ والتي يدرك المستمع مباشرة أن قائلها يعارض أو يستهزأ بالأسرة الحاكمة، يرسم المعارض السعودي طريق السخرية والفكاهة ضد تصرفات شخصيات رسمية سعودية.

أمَّا ملك السخرية والفكاهة في المعارضة السعودية، هو المعارض «غنام الدوسري»، الأسمر ذو الملامح الخليجية، فلا يكاد يخلو أي فيديو من فيديوهاته على يوتيوب، والتي تستهدف نقد الأسرة الحاكمة في السعودية من الكلمات الساخرة وأحيانًا المهينة التي يكون هو من ابتكرها، ويقيم «الدوسري» الذي يتابع حسابه قرابة 335 ألف متابع في بريطانيا منذ عام 2003، وقد أصبح الرجل ظاهرة مقلقة لآل سعود فعلًا، حتى أن الحكومة السعودية زجت بـ«الدوسري» في الأزمة الأخيرة مع قطر، فقد ذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية عنه أنه «واصلت الحكومة القطرية مسيرتها التآمرية ضد السعودية حيث خصصت ميزانية مالية لأحد المعارضين الجدد يدعي (غنام الدوسري) ويقيم في العاصمة البريطانية لندن، كدعم له لمواصلة مهاجمته للسعودية عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت وثيقة قطرية مسربة عن تورط وزارة الخارجية القطرية في تقديم دعم مالي للمعارض بهدف رعاية أنشطته ومبادراته الإعلامية لمهاجمة السعودية».

You might also like