كل ما يجري من حولك

الجنوب بين مخاوف أمريكا وأطماع الإمارات

582
متابعات| العربي:
إستكملت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأسبوع قبل الماضي، سيطرتها على معظم الجزء الجنوبي الشرقي من اليمن، بعد نشر أعداد كبيرة من مليشيا «النخبة الشبوانية» التي شُكِّلت خارج المؤسستين العسكرية والأمنية، في مختلف مدن ومديريات محافظة شبوة.
وكانت الإمارات قد سيطرت، قبل أكثر من عام، على مناطق ساحل محافظة حضرموت وعلى أجزاء من مناطق واديه، عبر مليشيا «النخبة الحضرمية» التي تلقت تدريبها على يد قوات إماراتية وأمريكية.
وخلال العام ذاته، فرضت الإمارات سيطرة غير مستقرة على معظم مناطق محافظة أبين، عبر مليشيا «الحزام الأمني» التي تسيطر أيضاً على محافظة لحج القريبة وتتقاسم السيطرة على عدن مع قوات هادي.
إحتلال
وأثار هذا التحرك الإماراتي حفيظة اليمنيين، بمن فيهم المؤيدون لعملية «التحالف العربي» العسكرية في اليمن، حيث عدَّت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، توكل كرمان، الإمارات «دولة احتلال»، وطالبت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بإعادة صياغة العلاقة مع «التحالف العربي».
وأضافت في مقال لها: «يتعين على هادي أن يقول للتحالف بصراحة ودون مواربة إن ما يحدث ليس تحريراً للبلاد ولا بسطاً لسلطة الشرعية، ما يحدث يعدُّ تقاسماً للنفوذ والسيطرة على اليمن مع الانقلابيين، وتقويضاً مشتركاً للشرعية والحلول مكانها».
ويبدو أن هادي، الذي لم يقم بشيء منذ بدء التغوّل الإماراتي في تلك المحافظات، لن يقوم بشيء حالياً أو مستقبلاً، لإدراكه أن الإمارات تستند في ذلك إلى رغبة أمريكية ورضى سعودي، بحسب كثير من المتابعين.
برنامج أمريكي
في السياق يرى باحث في شؤون الجماعات المسلحة والنزاعات أن تحرك الإمارات لا يخرج عن البرنامج الأمريكي الخاص بمكافحة الإرهاب والمتبع منذ أعوام، وأن كل ذلك يتم بتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية.
ويضيف، في حديث إلى «العربي»، أن الإمارات قد تكون من خيارات الولايات المتحدة في المرحلة الحالية، لترتيب الوضع الأمني في محافظات جنوب شرق اليمن، مقابل نفوذ كامل، بعد أن كانت قد تدخلت عسكرياً ضمن تحالف عربي بطلب من هادي.
وبحسب الباحث، فإن أمريكا تعاملت مع عدة خيارات منذ تنامي قوة التنظيم في تلك المحافظات، ابتداء من العام 2010م الذي دعمت فيه فكرة إنشاء أربعة أفرع لـ«وحدة مكافحة الإرهاب» في محافظات جنوب شرق اليمن: مأرب، شبوة، أبين، حضرموت.
ويشير إلى أن فكرة إنشاء أربعة أفرع ألغيت بعد اندلاع احتجاجات في صنعاء تطالب برحيل نظام علي عبد الله صالح الذي حذر من سقوط المحافظات المذكورة بيد «القاعدة» في حال غادر السلطة، وهو ما حدث فعلاً، حيث سيطرت «القاعدة» على معظم أبين وشبوة عام 2011م، قبل أن تسيطر على رداع في البيضاء وتقترب من مناطق محافظة حضرموت.
وقد لجأت المعارضة، حينها، إلى تشكيل لجان شعبية في بعض مناطق أبين، للحد من توسع تنظيم «القاعدة»، وللحيلولة دون استغلال نظام صالح لذلك. وقد نجحت اللجان المشكلة من سلفيين و«إخوان مسلمين»، في إبقاء مديريتي لودر ومودية بأبين خارج سيطرة التنظيم.
ويتابع الباحث الذي فضل عدم الكشف عن هويته: تعاملت الولايات المتحدة مع اللجان الشعبية كخيار في مكافحة الإرهاب، إلى جانب قوات الأمن والجيش التي انهارت عقب أحداث العام 2014م.
ويذهب إلى أن سيطرة تنظيم «القاعدة» على مدن رئيسية في أبين وشبوة وحضرموت ولحج، بعد أشهر قليلة من انطلاق عملية «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن، عام 2015م، أظهر خطأ التقديرات الأمريكية لحجم قوة وقدرة التنظيم، رغم الإشادات الأمريكية بجهود وتعاون هادي في مجال الحرب على الإرهاب خلال عامي 2012 و2013م، مقارنة بسلفه صالح، وهو ما يعني ضرورة تلافي ذلك من خلال التعامل مع خيارات أكثر جدوى.
ويختم الباحث بالقول: لا تملك الولايات المتحدة إلا أن تغض الطرف عن أطماع الإمارات في اليمن، لصالح مخاوفها من تنامي تنظيم «القاعدة»، رغم أن ما تمارسه أبو ظبي، عبر قواتها والمليشيا المحلية المدعومة منها، سيدفع كثيرين إلى الإلتحاق بالتنظيم، على حد تعبيره.
You might also like