ابن زايد ليس «باوسنياس»: المستنقع اليمني يبتلع الإماراتيين
تتزايد خسائر القوات الإماراتية في اليمن على يد مقاتلي «أنصار الله» وحلفائهم. وتتنامى مشاعر الإحتقان والغضب في الشارع الجنوبي تجاه الدور الإماراتي، الذي يصفه رئيس «الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب»، فادي باعوم، بـ«المحتل»، ما ينذر باندلاع مقاومة في الجنوب تجاه التواجد الإماراتي وسيطرته على منابع النفط والغاز وتعطيل المنشآت الإقتصادية هناك، في وقت تغيب فيه الثقة بين سلطات أبوظبي والحكومة «الشرعية»، وعلى وجه التحديد حزب «الإصلاح»، الأمر الذي يفاقم مأزق الإمارات، التي يبدو أنها ملأت فمها بأكثر مما يمكنها مضغه.
ميناء المخا
تحولت السفن والقطع الحربية الإماراتية في ساحل المخا إلى صيد سهل لـ«أنصار الله»، التي تثبت بتوالي عملياتها هناك تطور قدراتها الهجومية. ففي فجر الجمعة الماضية، الـ11 من أغسطس الجاري، أعلنت «أنصار الله» استهداف سفينة حربية في ميناء المخا. وفي المقابل الرواية المتناقضة لـ«التحالف»، والتي جاءت على لسان الناطق باسمه، العقيد تركي المالكي، الذي قال إن «قوات التحالف رصدت زورقاً مفخخاً مسيّراً لميليشيا الحوثي، يُرجّح أنه من نوع (شارك)، وتمكنت من اعتراض تحركه باتجاه ميناء المخا من خلال الوسائل الدفاعية ما تسبب بانحرافه عن مساره الرئيسي»، أكد سكان محليون في المخا، لـ«العربي»، سماعهم انفجارات متتالية فجر الجمعة في الميناء، تبعها تحليق مكثف للمروحيات وتوافد العديد من سيارات الإسعاف.
لم تكن تلك العملية الأولى لـ«أنصار الله» في ميناء المخا. ففي يوليو الماضي، أعلنت القوة البحرية للحركة استهداف سفينة إماراتية في الميناء. وقال «التحالف»، حينها، إن «زورقاً لمليشيا الحوثي أصاب رصيف الميناء ولم يخلف أضراراً بشرية أو مادية»، ليكشف موقع «ذا درايف» الأمريكي أن الهجوم الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه أسفر عن مقتل 12 جندياً من إمارة أبوظبي وجرح 23 آخرين، وتم على إثره تدمير كاسحة ألغام كانت تقف إلى جانب السفينة، موضحاً أن البحرية الإماراتية تشغل عدداً من السفن من نوع «كورفيت»، وهذه الأنواع يمكن أن تحمل طائرة عمودية خفيفة الوزن، وهو ما يؤكد صحة رواية «أنصار الله»، التي قالت إن الهجوم كان على سفينة تحمل مروحيات عمودية. ولفت تقرير «ذا درايف» إلى أن وجود كاسحة ألغام إلى جانب السفينة المستهدفة يشير إلى أهمية الألغام البحرية بالنسبة لترسانة الحوثيين.
بخبرات يمنية
قبيل أسابيع، ظهرت السفينة «سويفت» في أحد المراسي باليونان بعدما دمرتها «أنصار الله» قبالة ساحل المخا في الـ2 من أكتوبر 2016م، وقتلت 22 جندياً من القوة البحرية الإمارتية التي كانت على متنها. تم قطر «سويفت» التي أضحت هيكلاً محترقاً من المخا إلى ساحل اليونان، لتُجرَّد إمارة أبوظبي من لقب «إسبرطة الصغيرة»، وتؤكد أن محمد بن زايد ليس كما الملك الإسبرطي، باوسانياس؛ فمراكبه تعود محترقة من سواحل اليمن وجنوده بداخل التوابيت.
العقيد عزيز راشد، نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع في صنعاء، قال، لـ«العربي»، إن «استهداف البوارج والزوارق الحربية يُنفّذ بعمليات نوعية وبدقة عالية، بعد جمع معلومات عسكرية ميدانية واستخباراتية وكذلك أعمال إلكترونية ورادارية لا يستطيع العدوان رصدها أو استهدافها وكل ذلك بخبرات يمنية».
الإستعانة بمرتزقة
إستناداً لبيانات رسمية متفرقة أحصاها «العربي»، فقد قُتل 104 ضباط وجنود إماراتيين منذ انطلاق العمليات العسكرية لـ«التحالف» في اليمن، بينهم 48 قتلوا في هجوم واحد في الـ26 من مارس 2015م، بصاروخ باليسيتي لـ«أنصار الله» وحلفائها على معسكر بمأرب. لكن مصدراً عسكرياً في عمليات «التحالف» بمأرب أكد، لـ«العربي»، أن القتلى في صفوف القوات الإماراتية في اليمن يفوق ذلك الرقم بكثير. ولتقليل خسارتها، لجأت الإمارات الى الإستعانة بمقاتلين من السودان وعدد من الجنسيات. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست»، مؤخراً، أن مؤسس شركة «بلاك ووتر»، إريك برنس، وهو شقيق بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع عقداً مع أبوظبي بقيمة 529 مليون دولار من أجل تزويد الإمارات بقوة مرتزقة قادرة على تنفيذ عمليات خاصة وحماية المنشآت الأساسية من الهجمات الإرهابية. ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول عسكري إماراتي قوله: «لا نشتري فقط أفضل المعدات، بل أفضل المواهب أيضاً».
وفي ما يشبه التبرير لفشل قوات الإمارات والموالين لها في تحقيق أهدافها في موزع والمخا، تحدثت قناة إخبارية إماراتية عن تدخل كتائب خاصة في المعارك هناك، وقالت «سكاي نيوز»: «إن زعيم الحوثيين أرسل كتائب خاصة إلى مديرية موزع بمحافظة تعز حيث تدور المعارك حول معسكر خالد الإستراتيجي الذي أصبح خالياً وتحت نيران الطرفين».
4 مقاتلات جوية
في الـ12 من أغسطس الجاري، أعلنت الإمارات مقتل 4 من جنودها جراء تحطم مروحية في محافظة شبوة، في حادث هو الرابع لمقاتلات إماراتية منذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» قبل أكثر من عامين. ففي مارس 2016 أعلنت القوات الإماراتية تحطم مقاتلة إماراتية من نوع «ميراج» في اليمن، ومقتل طيارَين اثنين كانا على متنها، في منطقة البريقة بمدينة عدن. وفي يونيو من العام نفسه، أعلنت الإمارات سقوط مروحية عسكرية تابعة لها، ومقتل طاقمها المكون من طيار ومساعده في عدن. كما أعلنت في يونيو أيضاً، تحطم مروحية إماراتية قبالة ساحل المخا. وكلما طال أمد الحرب، تضاعفت خسائر الإمارات التي قد تعجز عن الخروج من المستنقع اليمني.
ميناء المخا
تحولت السفن والقطع الحربية الإماراتية في ساحل المخا إلى صيد سهل لـ«أنصار الله»، التي تثبت بتوالي عملياتها هناك تطور قدراتها الهجومية. ففي فجر الجمعة الماضية، الـ11 من أغسطس الجاري، أعلنت «أنصار الله» استهداف سفينة حربية في ميناء المخا. وفي المقابل الرواية المتناقضة لـ«التحالف»، والتي جاءت على لسان الناطق باسمه، العقيد تركي المالكي، الذي قال إن «قوات التحالف رصدت زورقاً مفخخاً مسيّراً لميليشيا الحوثي، يُرجّح أنه من نوع (شارك)، وتمكنت من اعتراض تحركه باتجاه ميناء المخا من خلال الوسائل الدفاعية ما تسبب بانحرافه عن مساره الرئيسي»، أكد سكان محليون في المخا، لـ«العربي»، سماعهم انفجارات متتالية فجر الجمعة في الميناء، تبعها تحليق مكثف للمروحيات وتوافد العديد من سيارات الإسعاف.
لم تكن تلك العملية الأولى لـ«أنصار الله» في ميناء المخا. ففي يوليو الماضي، أعلنت القوة البحرية للحركة استهداف سفينة إماراتية في الميناء. وقال «التحالف»، حينها، إن «زورقاً لمليشيا الحوثي أصاب رصيف الميناء ولم يخلف أضراراً بشرية أو مادية»، ليكشف موقع «ذا درايف» الأمريكي أن الهجوم الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه أسفر عن مقتل 12 جندياً من إمارة أبوظبي وجرح 23 آخرين، وتم على إثره تدمير كاسحة ألغام كانت تقف إلى جانب السفينة، موضحاً أن البحرية الإماراتية تشغل عدداً من السفن من نوع «كورفيت»، وهذه الأنواع يمكن أن تحمل طائرة عمودية خفيفة الوزن، وهو ما يؤكد صحة رواية «أنصار الله»، التي قالت إن الهجوم كان على سفينة تحمل مروحيات عمودية. ولفت تقرير «ذا درايف» إلى أن وجود كاسحة ألغام إلى جانب السفينة المستهدفة يشير إلى أهمية الألغام البحرية بالنسبة لترسانة الحوثيين.
بخبرات يمنية
قبيل أسابيع، ظهرت السفينة «سويفت» في أحد المراسي باليونان بعدما دمرتها «أنصار الله» قبالة ساحل المخا في الـ2 من أكتوبر 2016م، وقتلت 22 جندياً من القوة البحرية الإمارتية التي كانت على متنها. تم قطر «سويفت» التي أضحت هيكلاً محترقاً من المخا إلى ساحل اليونان، لتُجرَّد إمارة أبوظبي من لقب «إسبرطة الصغيرة»، وتؤكد أن محمد بن زايد ليس كما الملك الإسبرطي، باوسانياس؛ فمراكبه تعود محترقة من سواحل اليمن وجنوده بداخل التوابيت.
العقيد عزيز راشد، نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع في صنعاء، قال، لـ«العربي»، إن «استهداف البوارج والزوارق الحربية يُنفّذ بعمليات نوعية وبدقة عالية، بعد جمع معلومات عسكرية ميدانية واستخباراتية وكذلك أعمال إلكترونية ورادارية لا يستطيع العدوان رصدها أو استهدافها وكل ذلك بخبرات يمنية».
الإستعانة بمرتزقة
إستناداً لبيانات رسمية متفرقة أحصاها «العربي»، فقد قُتل 104 ضباط وجنود إماراتيين منذ انطلاق العمليات العسكرية لـ«التحالف» في اليمن، بينهم 48 قتلوا في هجوم واحد في الـ26 من مارس 2015م، بصاروخ باليسيتي لـ«أنصار الله» وحلفائها على معسكر بمأرب. لكن مصدراً عسكرياً في عمليات «التحالف» بمأرب أكد، لـ«العربي»، أن القتلى في صفوف القوات الإماراتية في اليمن يفوق ذلك الرقم بكثير. ولتقليل خسارتها، لجأت الإمارات الى الإستعانة بمقاتلين من السودان وعدد من الجنسيات. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست»، مؤخراً، أن مؤسس شركة «بلاك ووتر»، إريك برنس، وهو شقيق بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع عقداً مع أبوظبي بقيمة 529 مليون دولار من أجل تزويد الإمارات بقوة مرتزقة قادرة على تنفيذ عمليات خاصة وحماية المنشآت الأساسية من الهجمات الإرهابية. ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول عسكري إماراتي قوله: «لا نشتري فقط أفضل المعدات، بل أفضل المواهب أيضاً».
وفي ما يشبه التبرير لفشل قوات الإمارات والموالين لها في تحقيق أهدافها في موزع والمخا، تحدثت قناة إخبارية إماراتية عن تدخل كتائب خاصة في المعارك هناك، وقالت «سكاي نيوز»: «إن زعيم الحوثيين أرسل كتائب خاصة إلى مديرية موزع بمحافظة تعز حيث تدور المعارك حول معسكر خالد الإستراتيجي الذي أصبح خالياً وتحت نيران الطرفين».
4 مقاتلات جوية
في الـ12 من أغسطس الجاري، أعلنت الإمارات مقتل 4 من جنودها جراء تحطم مروحية في محافظة شبوة، في حادث هو الرابع لمقاتلات إماراتية منذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» قبل أكثر من عامين. ففي مارس 2016 أعلنت القوات الإماراتية تحطم مقاتلة إماراتية من نوع «ميراج» في اليمن، ومقتل طيارَين اثنين كانا على متنها، في منطقة البريقة بمدينة عدن. وفي يونيو من العام نفسه، أعلنت الإمارات سقوط مروحية عسكرية تابعة لها، ومقتل طاقمها المكون من طيار ومساعده في عدن. كما أعلنت في يونيو أيضاً، تحطم مروحية إماراتية قبالة ساحل المخا. وكلما طال أمد الحرب، تضاعفت خسائر الإمارات التي قد تعجز عن الخروج من المستنقع اليمني.