«التحالف» ولعبة «القاعدة»: هل تدفع أبين ثمن انسحاب التنظيم من شبوة؟
جاء ذلك من غير مواجهات مباشرة مع مقاتلي «القاعدة»، بسبب انسحاب عناصر التنظيم من مناطق سيطرته، بعد قيام الطيران الأمريكي والإماراتي بضرب أهداف قريبة من تواجدهم بقنابل صوتية، الأمر الذي دعا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى التشكيك في نوايا الحملة العسكرية. وشوهد عناصر «القاعدة» وهم يستقلون العشرات من الآليات والمركبات العسكرية في طريقهم إلى محافظة أبين.
وتبدو العملية التي قادتها الإمارات شبيهة بعملية «تحرير» محافظة أبين في أغسطس الماضي من قبل قوات «الحزام الأمني» دون مواجهات عسكرية بين الطرفين، وبعد تفاهمات توسط فيها زعماء قبيلون قضت بإخراج عناصر «القاعدة» بسلاحهم إلى المناطق الجبلية.
مراقبون يرون أن الهدف من الحملة الأخيرة ليس القضاء على عناصر التنظيم، وإنما السيطرة على ميناء بلحاف ومنشآت النفط والغازوخطوط نقلهما بقوات موالية لدولة الإمارات، خصوصاً وأن القوات التي دربتها الإمارات في مدينة المكلا، وقوامها ألفا عنصر، تم تجميعها من قبائل الواحدي وبلعيدي وبني هلال وبلحارث، من مديريات رضوم وعزان وحبان وميفعة، وهي المناطق التي تمثل السلطنة الواحدية التي كانت قائمة قبل العام 1967.
ويعدّ مراقبون الإهتمام الإماراتي بتلك المناطق محاولة لإضعاف بقية مناطق شبوة التي تضم قبائل العوالق، التي يوالي العديد من زعمائها السلطات «الشرعية» والمملكة السعودية، ويتلقون امتيازات بملايين الدولارات نظير توفير الحماية للمنشآت النفطية والغازية في المحافظة. ودعت قبائل العوالق إلى إجتماع طارىء مع قوات «التحالف» في بلحاف، وطالبت بإشراكها في القوات المتقدمة، وأكدت رفضها أن يكون دعم جزء من قبائل شبوة ضد الجزء الآخر. وأكد مصدر قبلي في شبوة، لـ«العربي»، أن «القبائل استنكرت مداهمة منزل رجل الأعمال ناصر بن فريد العولقي، واعتقاله مع عائلته من قبل قوات النخبة الشبوانية بتهمة دعمه لعناصر القاعدة».
مشائخ قبليون في أبين حذروا من توافد عناصر «القاعدة» إلى مناطقهم، وتحدثوا لـ«العربي» عن التساهل في مواجهة عناصر التنظيم في مناطق شبوة، الأمر قد يدفع ثمنه أبناء محافظة أبين. ورأى رئيس التحالف القبلي في أبين، الشيخ محمد سكين، في حديث إلى «العربي»، أن «السياسات المتبعة في قتال عناصر القاعدة كلها تكتيك وانسحابات وتسليم واستلام، في الأخير القبائل الجادة في قتال القاعدة هي من تدفع الثمن. الثلاثاء الماضي سقط عشرون بين شهيد وجريح في جحين بمحافظة أبين في تفجير انتحاري، وقبلها بأيام نفذ التنظيم عمليتي اغتيال في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، الأولى استهدفت عبد الحكيم عمير والأخرى ناصر صالح الجعري، والشهيدان قياديان في اللجان الشعبية في أبين».
وتتهم قيادات في الحراك الجنوبي وفي «المقاومة الجنوبية» دول «التحالف» بأنها تستخدم «القاعدة» كحصان طروادة لإنشاء القواعد العسكرية والسيطرة على الموانىء والجزر. وكتب القيادي في الحراك الجنوبي، العميد علي محمد السعدي، على صفحته في «فيس بوك»، أن «القاعدة مدعومة بالدليل القاطع من قبل نائب الرئيس اليمني، اللواء علي محسن الأحمر، وبالمال السعودي».
واتهم القيادي في «المقاومة الجنوبية»، نائب مدير أمن عدن، العقيد علي الذيب أبو مشعل، هو الآخر، الإمارات، بـ«إطلاق قيادات في تنظيم القاعدة متورطة في عمليات قتل وتفجيرات في مدينة عدن». وأشار أبو مشعل إلى أن «قواته نفذت عمليات سقط خلالها قتلى من جنوده، وتم القبض على قيادات إرهابية، وتسليمها إلى القوات الإماراتية التي بدورها أطلقت سراحهم بعد أشهر».