«المؤتمر» محاوِلاً ترميمَ جدرانه: دوران في رحى الماضي!
«كنت متخوفاً على المؤتمر حتى 2013، ومن بعد 2014م، أصبحت آمناً ومطمئناً لاعتماد المؤتمر على نفسه». هكذا يلخص الرئيس السابق، رئيس حزب «المؤتمر الشعبي العام»، علي عبد الله صالح، نتائج أمسيات «المؤتمر» الرمضانية، وما يمكن تسميته حراكاً سياسياً تنظيمياً، امتد إلى معظم المحافظات، وبدا فيه «المؤتمر» محاولاً ترميم جدرانه المتصدعة، منذ انشقاق عدد كبير من قياداته في ثورة عام 2011، وهجرة عدد آخر يتصدرهم الرئيس عبد ربه منصور هادي (شغل منصب الأمين العام ونائب رئيس المؤتمر)، بمعية عدد من أعضاء لجنته العامة، إلى العاصمة السعودية الرياض، لتأييد عمليات «التحالف» العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015م.
إشغال عن الجبهات
أنشطة «المؤتمر» السياسية، وإعادة ترتيب صفوفه، رغم أنها فعاليات سنوية اعتيادية، إلا أنها جاءت هذا العام في ظل تواري كبار شركاء الملعب السياسي اليمني (الاصلاح، الاشتراكي، الناصري)، واصطفافهم لجهة «التحالف العربي»، ما يعني أن خيول «المؤتمر» (رمز المؤتمر الإنتخابي)، والتي كانت إلى ما قبل 5 سنوات فقط مهدّدة بالاجتثاث، تنبعث من مرقدها، وتتحرك بأريحية تامة في أرجاء الملعب السياسي اليمني، مثيرةً حفيظة حلفاء «المؤتمر» في جبهة الداخل، الذين رأى بعضهم في فعالياته واستصدار بطائق لأعضائه «سباقاً انتخابياً» في غير أوانه، و«إشغالاً عن الجبهات».
وخلال رئاسته اجتماعاً تنظيمياً رفيعاً، حرص أمين عام حزب «المؤتمر»، عارف الزوكا، على التأكيد على أن «هذه اللقاءات تساهم في تعزيز صمود الجماهير في مواجهة العدوان والحصار، وكشف مخططاته في استهداف اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله». وكان لافتاً حرص منظمي فعاليات «المؤتمر» على أن تكون تحت شعار «معاً لتعزيز صمود الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان والإرهاب».
ظاهرة استعراضية
وفي تعليقه على أنشطة «المؤتمر» الرمضانية، يرى الكاتب والباحث، عبد الرحمن مراد، أن «المؤتمر» لم يستوعب «كل الأحداث التي عصفت به منذ الإنتخابات الرئاسية عام 2006م، إلى أحداث عام 2011م»، معرباً عن اعتقاده، كذلك، بأن «المؤتمر لم يدرك حقيقة المرحلة وحقيقة المستقبل وحجم المتغير الذي حدث، وما يزال يتمحور في النقاط المضيئة التي كان فيها، وخدمته خلالها السلطة، وكل تلك التشابكات لم تعد قائمة بفعل عوامل الزمن». ويرى مراد أن «من المنطق أن يقوم المؤتمر بإعادة ترتيب نسقه التنظيمي، وأن يعي الحلقات المفقودة في بنيته التنظيمية والمؤسسية»، معتبراً «فعاليات المؤتمر الرمضانية مجرّد استعراض في ظاهره حتى تمر العاصفة».
معايير مستقبلية للقوة والوجود
ويعتقد مراد بـ«منطقية قيام المؤتمر بترتيب نسقه البنائي، حتى يتمكن من مواجهة العاصفة السياسية التي تنتظره في المستقبل»، متوقعاً أن «لا تكون العاصفة التي تنتظر المؤتمر اعتيادية، ولن تشبه شيئاً مماثلاً في ماضي المؤتمر التفاعلي»، موضحاً أن «الذي يحدث اليوم في المنطقة العربية بكاملها يجري وفق خطط واستراتيجيات تدرك من خلال المقدمات المنطقية، والنتائج المترتبة على المقدمات». ومن هنا يستنتج الكاتب أن «الماضي لن يتشابه مع المستقبل، ولن يكون العدد معياراً للقوة وللوجود»، متابعاً: «ستكون الرؤية والبناء المنظم والتضافر المؤسسي والفكرة هي معايير الوجود والقوة».
دوران في رحى الماضي
ويرى مراد أن «المؤتمر أصبح، في ظل المتغيرات التي شهدها اليمن، مطالباً بالتبدل والتغيير والاهتمام بإعادة تعريف نفسه بصورة تواكب المرحلة، لا بصورة تجتر النقاط المضيئة في الماضي»؛ ذلك أن «المؤتمر» – بحسب مراد – «على أعتاب زمن جديد شهد هزات ثورية عميقة، وقادم إلى المستقبل برؤية جديدة ومفهوم جديد»، وأن «وصول المؤتمر إلى المستقبل لن يكون أمراً سهلاً، طالما بقي يدور في رحى الماضي دون أن يتفاعل مع دوائر التطور». ويشير مراد إلى أن «المؤتمر ظل منذ زمن ينشد الإكتمال ولا يجده إلا عند الغير، ففي الماضي تكامل مع الإخوان، واليوم يتكامل مع أنصار الله، وهو يملك القدرة على أن يكون نفسه دون حاجته إلى كيان آخر ليكتمل معه».
حنين إلى ماضٍ
ويأتي الحراك التنظيمي لحزب «المؤتمر»، هذا العام، في ظل أزمات سياسية متداخلة، وحروب داخلية وخارجية، وشبه انهيار اقتصادي، وانتشار للأوبئة، وبعد نحو 10 سنوات من الجفاف السياسي والتعطش الجماهيري لمثل هكذا أنشطة، مقترنة بمواسم حمى انتخابية، واستقرار سياسي وأمني مصحوب بنمو اقتصادي وتحسن معيشي. كما أن مرور أكثر من عامين على بدء عمليات «التحالف»، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار والحروب، شكلت جميعها عناصر دفع حماسية لفعاليات «المؤتمر» وأنشطته السياسية، التي يرى مراقبون في ثناياها رسائل لا تخلو من التعبير عن غضب أو حنين إلى ماض.
تقوية جبهة الداخل
وحرصت مخرجات الأمسيات الرمضانية لفروع «المؤتمر» في المحافظات والمديريات على الإشادة بتحالف «أنصار الله – المؤتمر»، الذي، وبحسب وثائق الإجتماعات، «كان له الفضل في تقوية الجبهة الداخلية المناهضة للعدوان، والتوافق على سد الفراغ في إدارة الدولة بعد فرار هادي وزمرته من صنعاء، وترك مؤسسات الدولة».
… وامتصاص للصدمات
وبلهجة شعبية، يعلق الناشط الإعلامي والسياسي، طلعت الشرجبي، على فعاليات «المؤتمر»، قائلاً: «الصراحة، المؤتمر الشعبي العام حزب دولة، مش هو مثل بقية الأكشاك اللي مسميين أنفسهم أحزاب، وهم شغمة عوائل». ويضيف الشرجبي: «اللي أقصده حزب محترفين سياسة وتكتيك، وللأمانة يقبل الكل، ويلعب بالكل ضد الجميع»، معرباً عن اعتقاده بقدرة «المؤتمر» على «امتصاص الصدمات، وإعادة التموضع من جديد».
ترتيبات مستقبلية
وكشفت مصادر في الأمانة العامة لحزب «المؤتمر»، في حديث إلى «العربي»، استقبالهم قرابة 170 ألف طلب انتساب جديد لعضوية «المؤتمر»، خلال فعاليات شهر رمضان، في عدد من المحافظات. وبحسب المصادر، فقد أوصت مخرجات اجتماعات «المؤتمر» بـ«اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة للتحضير والتهيئة لعقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام، عقب توقف عمليات التحالف في اليمن»، وهي الفعالية المتوقع خلالها انتخاب قيادة جديدة للحزب، تطوى معها حقبة صالح وهادي السياسية في آن واحد.
إشغال عن الجبهات
أنشطة «المؤتمر» السياسية، وإعادة ترتيب صفوفه، رغم أنها فعاليات سنوية اعتيادية، إلا أنها جاءت هذا العام في ظل تواري كبار شركاء الملعب السياسي اليمني (الاصلاح، الاشتراكي، الناصري)، واصطفافهم لجهة «التحالف العربي»، ما يعني أن خيول «المؤتمر» (رمز المؤتمر الإنتخابي)، والتي كانت إلى ما قبل 5 سنوات فقط مهدّدة بالاجتثاث، تنبعث من مرقدها، وتتحرك بأريحية تامة في أرجاء الملعب السياسي اليمني، مثيرةً حفيظة حلفاء «المؤتمر» في جبهة الداخل، الذين رأى بعضهم في فعالياته واستصدار بطائق لأعضائه «سباقاً انتخابياً» في غير أوانه، و«إشغالاً عن الجبهات».
وخلال رئاسته اجتماعاً تنظيمياً رفيعاً، حرص أمين عام حزب «المؤتمر»، عارف الزوكا، على التأكيد على أن «هذه اللقاءات تساهم في تعزيز صمود الجماهير في مواجهة العدوان والحصار، وكشف مخططاته في استهداف اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله». وكان لافتاً حرص منظمي فعاليات «المؤتمر» على أن تكون تحت شعار «معاً لتعزيز صمود الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان والإرهاب».
ظاهرة استعراضية
وفي تعليقه على أنشطة «المؤتمر» الرمضانية، يرى الكاتب والباحث، عبد الرحمن مراد، أن «المؤتمر» لم يستوعب «كل الأحداث التي عصفت به منذ الإنتخابات الرئاسية عام 2006م، إلى أحداث عام 2011م»، معرباً عن اعتقاده، كذلك، بأن «المؤتمر لم يدرك حقيقة المرحلة وحقيقة المستقبل وحجم المتغير الذي حدث، وما يزال يتمحور في النقاط المضيئة التي كان فيها، وخدمته خلالها السلطة، وكل تلك التشابكات لم تعد قائمة بفعل عوامل الزمن». ويرى مراد أن «من المنطق أن يقوم المؤتمر بإعادة ترتيب نسقه التنظيمي، وأن يعي الحلقات المفقودة في بنيته التنظيمية والمؤسسية»، معتبراً «فعاليات المؤتمر الرمضانية مجرّد استعراض في ظاهره حتى تمر العاصفة».
معايير مستقبلية للقوة والوجود
ويعتقد مراد بـ«منطقية قيام المؤتمر بترتيب نسقه البنائي، حتى يتمكن من مواجهة العاصفة السياسية التي تنتظره في المستقبل»، متوقعاً أن «لا تكون العاصفة التي تنتظر المؤتمر اعتيادية، ولن تشبه شيئاً مماثلاً في ماضي المؤتمر التفاعلي»، موضحاً أن «الذي يحدث اليوم في المنطقة العربية بكاملها يجري وفق خطط واستراتيجيات تدرك من خلال المقدمات المنطقية، والنتائج المترتبة على المقدمات». ومن هنا يستنتج الكاتب أن «الماضي لن يتشابه مع المستقبل، ولن يكون العدد معياراً للقوة وللوجود»، متابعاً: «ستكون الرؤية والبناء المنظم والتضافر المؤسسي والفكرة هي معايير الوجود والقوة».
دوران في رحى الماضي
ويرى مراد أن «المؤتمر أصبح، في ظل المتغيرات التي شهدها اليمن، مطالباً بالتبدل والتغيير والاهتمام بإعادة تعريف نفسه بصورة تواكب المرحلة، لا بصورة تجتر النقاط المضيئة في الماضي»؛ ذلك أن «المؤتمر» – بحسب مراد – «على أعتاب زمن جديد شهد هزات ثورية عميقة، وقادم إلى المستقبل برؤية جديدة ومفهوم جديد»، وأن «وصول المؤتمر إلى المستقبل لن يكون أمراً سهلاً، طالما بقي يدور في رحى الماضي دون أن يتفاعل مع دوائر التطور». ويشير مراد إلى أن «المؤتمر ظل منذ زمن ينشد الإكتمال ولا يجده إلا عند الغير، ففي الماضي تكامل مع الإخوان، واليوم يتكامل مع أنصار الله، وهو يملك القدرة على أن يكون نفسه دون حاجته إلى كيان آخر ليكتمل معه».
حنين إلى ماضٍ
ويأتي الحراك التنظيمي لحزب «المؤتمر»، هذا العام، في ظل أزمات سياسية متداخلة، وحروب داخلية وخارجية، وشبه انهيار اقتصادي، وانتشار للأوبئة، وبعد نحو 10 سنوات من الجفاف السياسي والتعطش الجماهيري لمثل هكذا أنشطة، مقترنة بمواسم حمى انتخابية، واستقرار سياسي وأمني مصحوب بنمو اقتصادي وتحسن معيشي. كما أن مرور أكثر من عامين على بدء عمليات «التحالف»، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار والحروب، شكلت جميعها عناصر دفع حماسية لفعاليات «المؤتمر» وأنشطته السياسية، التي يرى مراقبون في ثناياها رسائل لا تخلو من التعبير عن غضب أو حنين إلى ماض.
تقوية جبهة الداخل
وحرصت مخرجات الأمسيات الرمضانية لفروع «المؤتمر» في المحافظات والمديريات على الإشادة بتحالف «أنصار الله – المؤتمر»، الذي، وبحسب وثائق الإجتماعات، «كان له الفضل في تقوية الجبهة الداخلية المناهضة للعدوان، والتوافق على سد الفراغ في إدارة الدولة بعد فرار هادي وزمرته من صنعاء، وترك مؤسسات الدولة».
… وامتصاص للصدمات
وبلهجة شعبية، يعلق الناشط الإعلامي والسياسي، طلعت الشرجبي، على فعاليات «المؤتمر»، قائلاً: «الصراحة، المؤتمر الشعبي العام حزب دولة، مش هو مثل بقية الأكشاك اللي مسميين أنفسهم أحزاب، وهم شغمة عوائل». ويضيف الشرجبي: «اللي أقصده حزب محترفين سياسة وتكتيك، وللأمانة يقبل الكل، ويلعب بالكل ضد الجميع»، معرباً عن اعتقاده بقدرة «المؤتمر» على «امتصاص الصدمات، وإعادة التموضع من جديد».
ترتيبات مستقبلية
وكشفت مصادر في الأمانة العامة لحزب «المؤتمر»، في حديث إلى «العربي»، استقبالهم قرابة 170 ألف طلب انتساب جديد لعضوية «المؤتمر»، خلال فعاليات شهر رمضان، في عدد من المحافظات. وبحسب المصادر، فقد أوصت مخرجات اجتماعات «المؤتمر» بـ«اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة للتحضير والتهيئة لعقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام، عقب توقف عمليات التحالف في اليمن»، وهي الفعالية المتوقع خلالها انتخاب قيادة جديدة للحزب، تطوى معها حقبة صالح وهادي السياسية في آن واحد.